الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفريقيا: «إيبولا» يهدد الأمن الغذائي

9 سبتمبر 2014 11:52
حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة من أن تفشي فيروس «إيبولا» في غرب أفريقيا قد يؤدي إلى اختلالات في القطاع التجاري، تتسبب بدورها في ارتفاع أسعار الغذاء الناجم عن نقص العمالة، وهو الأمر الذي يهدد بتقويض موسم الحصاد القادم. وأضافت المنظمة الأممية في موقعها الإلكتروني أن تدابير تقييد التحرك وخلق مناطق عازلة لمنع انتشار المرض أثرت سلباً على عملية نقل وبيع المنتجات الغذائية، ما أدى إلى زيادة ملحوظة في أسعار السلع. يذكر أن وباء «إيبولا» انتقل إلى خامس بلد في أفريقيا خلال الشهر الماضي عندما شُخص المرض لدى رجل غيني في السنغال، وبحسب الأرقام التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية فقد سجلت حتى الآن 3069 إصابة توفي بسببها 1552 شخصاً. وفي البيان الصادر عن الممثل الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة بوبكر التيجاني، جاء أنه «بسبب التهديد المحدق بموسم الحصاد والتقييد الذي تخضع له التجارة وعملية نقل البضائع، فإن من المتوقع أن تتفاقم إشكالية الأمن الغذائي خلال الأسابيع والأشهر المقبلة»، فموسم حصاد الأرز بات وشيكاً، كما أن حصاد الذرة لا يبعد سوى بأسابيع قليلة. وحسب تحذير المنظمة الأممية، سيتأثر الإنتاج سلباً بسبب التضييق على الحركة ومنع الانتقال إلى مناطق أخرى. وعلى رغم التوقعات الجيدة بشأن الموسم الزراعي المقبل بالنظر إلى الأمطار الوفيرة التي تهاطلت في 2014 على المناطق التي سرى فيها «إيبولا»، إلا أنه وبسبب الإجراءات التي اتخذتها السلطات في كل من سيراليون وليبيريا، وهما البلدان الأكثر إصابة بالمرض، فإن من المتوقع أن يقل الإنتاج الزراعي ويتراجع عما كان متوقعاً. ولا يقتصر الأمر على الزراعات الغذائية، بل يمتد الضرر أيضاً إلى أنواع تجارية مثل زيت النخيل والكاكاو والمطاط التي من المرجح أن يتراجع إنتاجها هي أيضاً، ما يعني أن أرزاق العديد من المواطنين وقدرتهم الشرائية ستنحسر. وقد أشارت منظمة الأغذية والزراعة إلى أن أسعار بعض المواد الغذائية ارتفعت على نحو كبير في العاصمة الليبيرية، منروفيا، ليؤثر ذلك على قدرة الأسر على توفير الغذاء لأبنائها، فيما تعاني سيراليون وغينيا وليبيريا أيضاً من مشكلة تأمين وارداتها الأساسية من الحبوب، لاسيما وهي تعتمد في تأمين حاجاتها على الاستيراد، ولكن وبسبب إغلاق المنافذ الحدودية وتقييد حرية التجارة، لمنع انتشار «إيبولا» بات من الصعب إيصال تلك الحبوب إلى المخازن. ومرض «إيبولا» الذي ينتقل، حسب الأخصائيين، عبر ملامسة إفرازات الجسم المصاب، ويتسبب في ارتفاع درجة الحرارة وإسهال حاد قد يصل إلى الوفاة، كانت بداية وبائه من غينيا التي اندلع فيها المرض أول مرة لينتقل بعد ذلك إلى سيراليون وليبيريا المجاورتين، ثم إلى نيجيريا، وأخيراً السنغال التي أعلنت غلق حدودها مع غينيا لاحتواء الفيروس، ما أدى إلى تقليص التجارة بين البلدين. ونظراً للتداعيات السلبية للمرض على الأمن الغذائي في البلدان المتضررة أطلق برنامج الغذاء العالمي عملية مستعجلة لإدخال 65 ألف طن من المواد الغذائية لحوالي 1,3 مليون شخص. هذا وأكدت الوكالة الدولية أن إجراءات عاجلة لرفع القيود على التجارة وإزالة التدابير الصارمة المفروضة على حرية الحركة باتت ضرورية للتخفيف من حدة الأزمة الغذائية التي تلوح بوادرها في الأفق، كما دعت إلى حماية العاملين في مجال الرعاية الصحية، خاصة أنهم كثيرا ما يُصابون بالعدوى لدى تقديم العلاج للمصابين بالمرض، إذ تنتقل العدوى للعاملين من خلال ملامسة المرضى مباشرة من دون توخي الاحتياطات الصحيحة لمكافحة المرض وتطبيق الإجراءات المناسبة لرعاية المرضى في محاجر معزولة. وقد يتعرض مثلاً العاملون في مجال الرعاية الصحية الذين لا يرتدون قفازات، أو أقنعة، أو نظارات واقية، لملامسة دم المرضى المصابين بعدوى المرض ويكونون عرضة لخطر الإصابة في الحال. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©