بيروت - الاتحاد: استنكر رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس الهجوم العنيف الذي شنه السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله على الحكومة اللبنانية واصفا الهجوم بأنه غير عادل ويفتقد للدقة·
وكان رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة اول المبادرين الى الرد عليه ، واوضح في بيان لمكتبه الاعلامي فجر امس ''بأن كلام نصرالله يسوده التجني ويفتقر الى الدقة ولا يعكس حقيقة الدور الوطني المهم الذي قامت به الحكومة الوطنية في المقاومة السياسية من اجل انهاء العدوان وتحقيق الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي التي احتلها العدو حديثاً وحماية استقلال لبنان''·
وسارعت قوى الاكثرية الى اتهام نصرالله بـ''التجني على الحكومة'' وردت بشروط مضادة تؤسس الى الاحتكام للشارع والسير بالبلاد الى ما لا تحمد عقباه·
واعلنت مصادر قوى 14 مارس التي حرصت على عدم البوح باسمها ''ان طرح نصرالله خطته للنيل من الحكومة لامتلاك الثلث الضامن والاّ الذهاب الى الشارع ومحاصرة البرلمان والسرايا والمؤسسات حتى اسقاط الحكومة الحالية وفرض انتخابات مبكرة والفوز بالاكثرية بمثابة دعوة صريحة الى السير بالبلاد الى الفوضى التي لا تحمد عقباها والانقلاب على السلطة السياسية ومؤسسات الدولة·
واعتبرت المصادر ''ان مطلب نصرالله قيام حكومة الوحدة الوطنية يرتهن برد قوى 14 مارس خلال اسبوع التشاور والاّ الاحتكام الى الشارع هو دعوة واضحة الى الانقلاب وعليه وحده تحمل مسؤولية ما قد ينتج عن الشارع من انفلات امني وتداعيات غير محسوبة''·
وكان نصرالله قد اعلن في حديثه المتلفز ''انه في الايام الاولى للحرب الاخيرة، اتصل به الفريق الحاكم وابلغه ان الحرب ستكون طويلة ومدمرة ولن تقف الاّ اذا قبل (اي نصرالله) بثلاثة شروط هي، أولاً: الموافقة على مجيء قوات متعددة الجنسيات تحت الفصل السابع للانتشار في كل لبنان وليس على الحدود مع فلسطين المحتلة فقط· وثانياً: تسليم سلاح المقاومة· وثالثاً: تسليم الاسيرين الاسرائيليين واطلاقهما بلا قيد او شرط''· لكنه لم يذكر اسم الشخص الذي اتصل به·
وقال مصدر بارز في قوى 14 مارس لـصحيفة ''النهار'' ان هناك سلبيات في حديث نصرالله من حيث تخوين من لا يلتقي واياه في الرأي وظلم الحكومة بأنها لم تفعل شيئاً في سنة ونصف السنة، بينما شهد لها الجميع بالمقاومة السياسية في مواجهة العدوان الاسرائيلي''·
واضاف المصدر الذي حرصت الصحيفة على عدم ذكر اسمه: ''ان نصرالله يدعو الى جلسات التشاور للاتفاق على ما يريده هو والا فانه سينزل الى الشارع مع تلميح الى تطويق البرلمان والسرايا حتى اسقاط الحكومة، وكشف بذلك عن خطة وضع لها توقيتاً وساعة تحت عنوان انه يريد قلب الحكومة، لكنه لم يقل كيف سينال مبتغاه في الشارع''·
واسف مجلس المطارنة الموارنة في اجتماعه الشهري برئاسة البطريرك نصرالله صفير امس للبلبة التي تسود الوضع والتي قسمت اللبنانيين الى فئات متناحرة·
واعتبر المجلس في بيان بعد الاجتماع ان الانقسام حول المحكمة الدولية والحكومة وقانون الانتخاب تستدعي كلها تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفئويــة لايجاد الحلول·
ورأى وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل (يشارك في مؤتمر الحوار مع والده الرئيس امين الجميل) ان هناك عملية انقلاب تحاك باسم ''الجسر ولقمة العيش والسرقة والهدر'' (في اشارة الى كلام نصرالله دون ان يسميه) وقال ''بدأت تتوضح المواقف السياسية وانكشفت اللعبة على حقيقتها وسقطت الاقنعة وتبين ان المضمون هو المحكمة الدولية وارتداد السلاح من الجنوب على الدولة وتهديدات تتعرض لها قوى 14 مارس من خلال العودة الى المشروع السياسي قبل 14 مارس''·
وامل النائب جمال الجراح (ينتمي الى كتلة تيار المستقبل) ان تقتنع بعض القوى التي تهدد اليوم باسقاط الحكومة في الشارع ان مجرد وجود الرئيس اميل لحود في سدة الرئاسة يعتبر جريمة اخرى في حق لبنان واللبنانيين·
وكان نصر الله في حديثه الذي اثار عاصفة من التعليقات قد حدد ''ساعة الصفر'' لاسقاط الحكومة اللبنانية الحالية اذا لم توافق الاكثرية النيابية المناهضة لسوريا خلال اسبوع واحد يبدأ الاثنين المقبل على قيام حكومة وحدة وطنية·
عدد اليوم
