عواصم-وكالات الأنباء: أكدت كوريا الشمالية أمس عزمها استئناف المفاوضات المعلقة منذ عام حول برامجها النووية شرط حل مسألة رفع العقوبات المالية التي تفرضها الولايات المتحدة عليها خلال الجولة الجديدة من المفاوضات·
وأعلنت وزارة الخارجية الكورية الشمالية في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية ان ''كوريا الشمالية قررت العودة الى طاولة المفاوضات السداسية حول برنامجها النووي شرط مناقشة مسألة رفع العقوبات المالية وإيجاد حل لها في اطار المفاوضات السداسية المقبلة''· وفي بيانها، تحدثت الوزارة ضمنا عن التجربة النووية باعتبارها ''تدابير مضادة دفاعية'' اتخذتها كوريا الشمالية ضد''التهديدات النووية والمالية الاميركية''·
من جهة أخرى سارع البيت الابيض أمس الأول الى اغتنام فرصة اعلان كوريا الشمالية العودة الى طاولة المفاوضات النووية للرد على منتقدي السياسة الأميركية· وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو للصحفيين ''ان ما ترونه مع موافقة الكوريين الشماليين على العودة الى المباحثات السداسية، هو تبرير للاستراتيجية التي تبناها الرئيس بوش''· وأشار سنو الى دور الصين في التطورات الاخيرة كدليل على صحة دبلوماسية بوش·
وأكد سنو ان الولايات المتحدة لم تعرض، بهدف الفوز بقرار كوريا الشمالية، التراجع عن العقوبات التي فرضتها عليها في 2005 اثر اتهامها بتزوير الدولار وتبييض الاموال·
من جهتها أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أمس الأول ان المفاوضات السداسية حول البرنامج النووي الكوري الشمالي لن تستأنف قبل منتصف نوفمبر الحالي· وقالت رايس لشبكة سي·ان·بي·سي، ان ''الكوريين الشماليين وافقوا على العودة الى طاولة المفاوضات، ويجب ان ننصرف الان الى الاعداد الجيد لهذه المفاوضات، للتوصل الى نتيجة جيدة وتطبيق الاتفاق الموقع في سبتمبر ·''2005 وردا على سؤال عن موعد هذه المفاوضات، اعتبرت رايس أنها ''ستبدأ بالتأكيد قبل نهاية السنة''، واضافت ''في الاسابيع المقبلة،سنعقد اجتماعات مع منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا الباسيفيكية في فيتنام، وبالتأكيد لن تعقد المفاوضات قبل ذلك''·
وفي مجلس الشيوخ الاميركي رحب زعيم المعارضة هاري ريد أمس الأول بقرار بيونج يانج العودة الى المحادثات المتعددة الاطراف بشأن برنامجها النووي ووصفها بأنها ''مرحلة ايجابية'' لكنها متواضعة، مطالبا في الوقت نفسه بإجراء محادثات ثنائية مباشرة· وقال ريد ''نظرا الى ان سياسة الرئيس جورج بوش سمحت لقدرات التسلح النووي لكوريا الشمالية بالازدياد بقوة، فإنه ينبغي ان يتعهد بوش بتغيير فوري لتوجهه ويعيد اطلاق المحادثات السداسية والمباشرة بمحادثات ثنائية مباشرة مع كوريا الشمالية''·
وعلى الصعيد ذاته نقلت وسائل الاعلام الروسية عن وزير الدفاع الروسي سيرجي ايفانوف تأكيده أمس إن الجولة الأولى من المحادثات السداسية بعد استئنافها مع كوريا الشمالية ستجري العام الحالي وربما تكون في الصين· ونقلت وكالة إيتار تاس للأنباء عن ايفانوف قوله ''هذه المفاوضات ستستأنف العام الحالي ومن المرجح أن تجرى في الصين·'' ووصفت فرنسا اعلان كوريا الشمالية موافقتها على العودة الى المفاوضات السداسية حول برنامجها النووي بأنه ''مؤشر ايجابي''، وأشادت بالدور الذي اضطلعت به الصين لاقناع بيونج يانج· وقال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست-بلازي في بيان ان ''الاعلان عن استئناف المفاوضات السداسية حول المشروع النووي الكوري الشمالي مؤشر إيجابي، وأشيد بدور الصين في هذا التطور''· وأضاف ان ''كوريا الشمالية تلبي بذلك الطلب الذي قدمته مرارا المجموعة الدولية، وخصوصا مجلس الامن، وأرى فيه تأكيدا على ضرورة بقاء المجموعة الدولية حازمة وموحدة حيال تحدي الانتشار'' النووي·
عدد اليوم
