الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

زايد أرسى نهجا عالميا في حكمة المواقف

زايد أرسى نهجا عالميا في حكمة المواقف
2 نوفمبر 2006 01:21
تحل اليوم الذكرى السنوية الثانية لرحيل الشيخ زايد -رحمه الله - مؤسس الدولة وباني نهضتها، وهي ذكرى غالية على كل مواطن ومقيم على أرض الدولة بل على كل عربي وإنسان على وجه الأرض، فالفقيد يجسد منطقة ناصعة في الذاكرة الإنسانية، يزدهر فيها ما زرعه من حب للناس، وما غرسه من فضائل وإنجازات تغرد في ساحات الوطن وفضاء عالمه العربي والإسلامي·· نتذكر في هذه الأيام نموذجاً فريداً في حب الوطن والإخلاص لشعبه وأمته ودينه وعالمه، وفي الوقت نفسه نرى بأعيننا وقلوبنا خطوات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة- حفظه الله - على نفس طريق الوالد والقائد والمعلم لتستمر المسيرة التنموية العملاقة بثقة واطمئنان ومحبة، فهو بحق خير خلف لخير سلف، حيث تتوالى الإنجازات وتتراص في بنيان شامخ يزاد قوة وصلابة يوماً بعد يوم· أمجد الحياري: اكتسبت دولة الإمارات العربية المتحدة على مدى السنوات الماضية تحت القيادة الحكيمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - مكانة بارزة على مستوى العالم جعلتها في مقدمة الدول التي تحظى باحترام دولي بعد أن تبنت طوال العقود الماضية سياسة خارجية سمتها الرئيسية الحكمة والاعتدال والتوازن ومناصرة الضعفاء والمحرومين في كافة بقاع العالم· وعلى ذات النهج الذي اختطه فقيد الوطن الذي تحل اليوم الذكرى الثانية لرحيله يواصل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله السير على نفس الخطى في التعامل مع المجتمع الدولي والتي ترتكز على أسلوب الحوار والتفاهم بين الأشقاء والأصدقاء واحترام المواثيق والقوانين الدولية والالتزام بميثاق الأمم المتحدة واحترام قواعد حسن الجوار وسيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل النزاعات بالوسائل والطرق السلمية· مد جسور الصداقة وتعززت مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة في المجتمع الدولي يوما بعد آخر منذ إعلان قيامها في الثاني من ديسمبر عام 1971 وذلك لإيمانها المطلق بمد جسور الصداقة والتعاون مع مختلف دول وشعوب العالم وحرصها على الوفاء بجميع التزاماتها كعضو في الأمم المتحدة واحترام مبادئ القانون الدولي والسيادة والوحدة الوطنية والسلامة الإقليمية وحق الشعوب في تقرير مصيرها· وقد أرسى دستور دولة الإمارات العربية المتحدة المبادئ والمرتكزات التي تستند إليها السياسة الخارجية للدولة حيث نص على أن اتحاد دولة الإمارات هو جزء من الوطن العربي الكبير الذي تربطه به روابط الدين واللغة والتاريخ والمصير المشترك فقد شدد الدستور على أن أحد أهم أهداف الاتحاد هو إنشاء روابط أوثق بين دولة الإمارات في صورة دولة مستقلة ذات سيادة قادرة على الحفاظ على كيانها وكيان أعضائها متعاونة مع الدول العربية ومع كافة الدول الأخرى الصديقة في منظمة الأمم المتحدة والأسرة الدولية على أساس الاحترام المتبادل وتبادل المصالح والمنافع· تأسيس مجلس التعاون كما عمل المغفور له بإذن الله ومنذ توليه مقاليد الحكم في إمارة أبو ظبي في السادس من أغسطس عام 1966 بتفان وإخلاص وجهد منقطع النظير مع إخوانه حكام الإمارات وعلى مدى خمس سنوات من أجل توحيد الكلمة وتأسيس دولة الإمارات حيث أعلن عن قيام اتحاد الإمارات في الثاني من ديسمبر عام 1971 وانطلاقا من إيمانه بالوحدة عمل المغفور له الشيخ زايد مع إخوانه قادة دول الخليج العربية على تأسيس مجلس التعاون الذي أعلن عن قيامه في 25 مايو عام 1981 من مدينة أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات· وعن أهداف المجلس قال فقيد الوطن '' إن مجلس التعاون خطوة مهمة لدعم التآزر والتعاون المشترك بين دول الخليج من أجل تحقيق طموحات شعبها الذي يرتبط بالصلة الواحدة والهدف المشترك الواحد وان تعاون دول الخليج هو دعم للأمة العربية بأسرها والجامعة العربية بشكل خاص''· المساعدات التنموية تحرص دولة الإمارات دوما على تقديم كافة المساعدات التنموية والإغاثة إلى العديد من بلدان العالم وتعتبر أن احتواء المشاكل الاقتصادية التي أشارت إليها تقارير الأمين العام للأمم المتحدة عن وجود مليار إنسان يفتقدون الغذاء والمياه الصالحة للشرب وفرص العمل والتعليم والسكن والرعاية الصحية والاجتماعية تعتبر مسؤولية مشتركة تقتضى الوفاء بالتزامات وتعهدات مؤتمرات وقمم الأمم المتحدة المعنية بالتنمية المستدامة وتمويل التنمية ولاسيما تلك المتعلقة بتعزيز المساعدات المقدمة للدول النامية وإعادة جدولة ديونها الخارجية وتخفيف الشروط التعجيزية المفروضة على تجارتها الخارجية ومساعيها الأخرى الرامية إلى استقطاب الاستثمارات ورأس المال الاجنبى والاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة للأغراض السلمية لتمكين شعوبها من تقاسم منافع العولمة على قدم المساواة مع الشعوب المتقدمة· تحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط شددت دولة الإمارات العربية المتحدة دائما على أن تسوية قضية الشرق الأوسط لا يمكن أن تتم بفرض واقع الاحتلال والاستيطان والحصار على الشعب الفلسطيني الذي يواجه حاليا أكبر أزمة إنسانية من جراء سياسات القتل المتعمد والدمار والتجويع والاعتقال الجماعي التعسفي· كما تؤكد دوما على أن استمرار العدوان الإسرائيلي سيؤدي حتما إلى تفاقم العنف وتفجير الوضع الأمني ليس في الأراضي التي تحتلها إسرائيل فحسب وإنما في المنطقة برمتها · وقد استمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة على نهج الشيخ زايد في دعم الشعب الفلسطيني مؤكدا سموه وقوف دولة الإمارات إلى جانب الشعب الفلسطيني وقيادته لتحقيق أهدافه العادلة المشروعة في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني· وتؤكد دولة الإمارات على المسؤولية التاريخية والسياسية والقانونية التي تقع على عاتق الأمم المتحدة واللجنة الرباعية المعنية بتسوية القضية الفلسطينية في التزام إسرائيل بالامتثال غير المشروط لخارطة الطريق وجملة القرارات الدولية ذات الصلة وخاصة قرارا محكمة العدل الدولية والجمعية العامة الداعيان إلى تفكيك وإزالة جدار الفصل العنصري الذي تواصل تشييده في الضفة الغربية باعتباره باطلا وغير قانوني· كما تؤكد الإمارات على أن إرساء الأمن الدائم والسلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط مرهون بقدرة المجتمع الدولي على وقف التعنت الإسرائيلي وإحياء عملية السلام وتحقيق انسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية التي تحتلها منذ عام 1967 بما فيها مدينة القدس الشريف والجولان السوري ومنطقة شبعا وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف عملا بالقرارات الدولية ذات الصلة ومبادرات السلام العربية القائمة على مبدأ الأرض مقابل السلام· التضامن العربي والإسلامي يسجل للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه - أنه سخر كافة امكانات دولة الإمارات لصالح قضايا الأمة العربية والإسلامية وكرس جهوده لتحقيق تآزرها وتوحيد صفوفها، ولم يتوقف الفقيد يوما إلى الدعوة إلى لم الشمل واستعادة التضامن العربي والإسلامي وتجاوز الخلافات والمصارحة والمصالحة والوقوف صفا واحدا في مواجهة المخاطر· وقد ساهمت دولة الإمارات بفعالية في تطوير آليات العمل العربي المشترك وكذلك دعم منظمة المؤتمر الإسلامي وأجهزتها المتخصصة· وتؤكد دولة الإمارات أن تحقيق التوازن الأمني الإقليمي في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي يعد مسألة ذات أولوية هامة وتستدعى انتهاج سياسة شاملة غير تمييزية من تدابير بناء الثقة تكفل إزالة جميع منظومات أسلحة الدمار الشامل القائمة، من أجل تعزيز نظام عدم الانتشار عالميا· وتتطلع دولة الإمارات في هذا الصدد إلى تفعيل نتائج الجولة الأخيرة التي قام بها مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عدد من دول المنطقة من أجل إقناع حكوماتها التخلي عن ترساناتها النووية المهددة للدول المجاورة· كما تدعو دولة الإمارات المجتمع الدولي لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحمل الحكومة الإسرائيلية على الانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار النووي وإخضاع كافة منشاتها النووية لنظام التفتيش الدولي التابع للوكالة تمهيدا لإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في منطقة الخليج العربي الشرق الأوسط· دعم الشعب العراقي كانت دولة الإمارات العربية المتحدة كعادتها دائما في مساندة الأشقاء سباقة في تقديم يد العون إلى الشعب العراقي الشقيق لتخفيف معاناته ومساندته على تجاوز محنته حيث أقامت جسورا جوية وبرية وبحرية لإيصال مواد الإغاثة العاجلة إضافة إلى إنشاء المستشفيات ومحطات تحلية المياه لتوفير المياه الصالحة للشرب· وأعرب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عن أمله في عودة الاستقرار والأمن للشعب العراقي الشقيق وتحقيق كل الخير له مؤكدا أن دولة الإمارات ستكون إلى جانب الشعب العراقي بكل إمكانياتها داعيا الشعب العراقي إلى العمل بيد واحدة وبوفاق وطني من أجل مستقبل العراق وتعزيز وحدته أرضا وشعبا· وقال إن قضية العراق هي قضية الأمة العربية كلها وإن العالم العربي سيكون عونا للعراق يبارك ما يراه الشعب العراقي مناسبا لسيادته واستقراره وعلى القوات الأمريكية وقوات التحالف أن تسلم السلطة للشعب العراقي ليحكم نفسه بنفسه بعد أن تنتهي مهمتها وتحقق الأمن للعراق وهذا واجبها وليس لها حقوق هناك بعد ذلك· ورحب مجلس الوزراء في جلسته بتاريخ 28 يونيو 2004 بانتقال السلطة إلى الحكومة العراقية المؤقتة باعتبارها خطوة مهمة على طريق تحقيق الاستقرار في العراق وساهمت دولة الإمارات بمبلغ 215 مليون دولار في مؤتمر الدول المانحة لإعادة إعمار العراق الذي عقد في مدريد في أكتوبر 2003 وبادرت إلى استضافة اجتماع للجنة الدولية لصندوق إعادة إعمار العراق عقد في أبوظبى في فبراير 2004 بتقديم مليار دولار · وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة خلال استقباله مبعوث الرئيس الأمريكي جيمس بيكر التزام دولة الإمارات الوقوف إلى جانب الشعب العراقي الشقيق وبذل كل ما تستطيع في سبيل إعادة إعمار العراق وأنها ستنظر في إلغاء معظم ديونها المستحقة على العراق · وأكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء خلال اجتماعه مع الدكتور اياد علاوي رئيس الحكومة العراقية المؤقتة لدى زيارته للدولة حرص دولة الإمارات على أمن واستقرار العراق ودعم ومساندة دولة الإمارات للشعب العراق في الظروف الحرجة التي يمر بها· الحوار مع إيران أساس لحل قضايا الجزر المحتلة جسد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه إيمانه المطلق بمبدأ اللجوء إلى أساليب الحوار والتفاوض السلمي أو الاحتكام القانوني لتسوية الخلاقات والنزاعات بين الدول بقوله ''الحقيقة أننا نسعى دائما أن تكون علاقاتنا مع جيراننا قائمة على أساس من التفاهم التام والروابط الأخوية المتينة ولايمكن أن نسعى في يوم من الأيام إلى ما يسيئ إلى أصدقائنا أو جيراننا، وإذا كان هناك أي نزاع أو سوء تفاهم بيننا وبين جار لنا أو صديق أو شقيق فإننا نتجه إلى الله ونطلب منه أن يلهمنا الصبر والقدرة على أن نصل مع الصديق أو الشقيق والجار إلى تفاهم يفيد الطرفين دون اللجوء إلى ما يضر بمصالح البلدين أو يقودهما إلى النزاع المسلح''· ودائما كانت دولة الإمارات العربية المتحدة وفي كافة المحافل الدولية تحرص على دعوة المجتمع الدولي إلى حث إيران على توضيح نواياها تجاه دولة الإمارات والدخول غير المشروط في مفاوضات ثنائية جادة تكفل إعادة الجزر الثلاث المحتلة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وجرفها القاري وأجوائها الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخالصة لها إلى السيادة الكاملة لدولة الإمارات باعتبارها جزءا لا يتجزأ من سيادتها الوطنية ووحدة أراضيها أو حثها على القبول بمبدأ اللجوء إلى محكمة العدل الدولية· مواقف وأصالة مبادئ برهنت المواقف الحكيمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تجاه مختلف القضايا العربية والإسلامية والدولية على أصالة المبادئ التي اعتمدها لتقييم تطورات السياسة الدولية وفهم عميق لأهمية الربط بين تدعيم الكيان الاتحادي لدولة الإمارات وبين ضمان أمن واستقرار منطقة الخليج والعالم العربي·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©