الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحاج «جوجل» وتشكيل العربية

20 نوفمبر 2010 20:28
يختصر اختراع عملاق المعلوماتية والنشر العالمي «جوجل» نظام تشكيل النصوص والجمل والكلمات العربية دون بذل أي مجهود. أو مايعرف بخدمة «جوجل تشكيل» وردود الفعل الأولية عليها وانتقادات خبراء اللغة وبعض أعلام الأدب وتعليقات القراء «العاديين» على هذه الانتقادات صورة مصغرة عن وضع عام ثقافي وفكري ونفسي وعلمي يسوده الانتظار والجمود مقابل رغبة جامحة للانتقال مما هو سائد مع شوق إلى مناصرة أي جديد مع علمهم ووعيهم تماما بأنه فيه نسبة خطأ كبيرة. فردا على انتقادات الخبراء وتعقيبا على ما ذكر من أن بعض متخصصي اللغة العربية اقترحوا على مسؤولي «جوجل» الاستعانة ببعضهم لتصحيح الخطأ في الجملة تلقائياً، جاءت تعليقات متصفحي موقع «العربية. نت» ساخرة ومعبرة ومختصرة منها مثلا: «متخصصو اللغة يبحثون عن وظائف في جوجل؛ في الأصل شركة جوجل غلطانة ليه بتعمل خدمة للعرب» احمدوا ربكم إن فيه ناس تهتم بلغتنا. وَلأنَّ جُوَجَلْ تُؤْمِنُ بِأَنَّ الْكَمَالِ لِلَّهِ فَقَدْ وَضَعَتْ لَكُمْ تَحْتَ النَّصِّ المُتَرّجَم خِيَارُ اقْتُرِحَ تَشْكِيلُ افْضَلَ؛ جوجل غلطانة لأن العرب لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب» ولهذا تدفن المواهب وتحجر العقول» خبراء في اللغة العربية ينتقدون خدمة «جوجل تشكيل» ولم يشكرونها !!! أشكروها أولا والخطأ يتم إصلاحه, وهذا أول إصدار يا شطار «عم بطالبو بخبراء لغة عربية طيب إذا بكل بلد في قواعد لكتابة الهمزة، الخبراء بدون يتقاتلو مع جوجل ههه». لقد وجدت نفسي منشدا لقراءة التعليقات الكاملة بنهم على الرغم من كل أخطائها اللغوية والطباعية بينما بصعوبة أنهيت آراء النقاد والخبراء وكبار الأدباء حول نفس الموضوع. وقد زاد ذلك من يقيني بأن حال الانفصام هذه تختصر حالة أعم بكثير من أزمة الخبراء واللغة ومعاجمها وجامعاتها التي لولا محرك بحث جوجل وما سبقه وما يشابهه لكنا لا نسمع عن كثير منها شيئا ،علما أن الذنب ليس ذنبها بالطبع، والأزمة ليست أزمتها وحدها ، فما يقوله ويكتبه ملايين المعلقين «العاديين» من العرب على شبكة الإنترنت والإعلام الجديد يؤكد - أكثر من أي استطلاع وأنزه من أي عمليات اقتراع - حال التفكير السائد لدى أجيالنا التي تتفاعل وتستهلك التكنولوجيا الرقمية على مدار الساعة ويدل على احتجاجها ويأسها من حال الجمود الثقافي والفكري لمجتمعاتها وأمتها والذي هو أساس كل جمود آخر. كما يعبر عن تطلع هذه الأجيال لأي تغيير أو إصلاح أيا كان مصدره. ومن لايوافقهم على ذلك فليتعرف على الأقل كيف يفكرون وبماذا يحلمون إن لم يكن من أجلهم فمن أجل لزوم المعلومات التي يستحيل بدونها أي إنتاج معرفي والتي على أساسها سيكون الفرز في المستقبل القريب : الانتماء أو عدم الانتماء لمجتمع المعلومات. د.الياس البراج barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©