مجموعة «الروعة» تنفذ تصاميم الخياطة الراقية بأسلوب الملابس الجاهزة

وسط هالة ملونة من الفن، البساطة، وحب الحياة، قدم مصمم الأزياء اللبناني ساهر ضيا مجموعته “Glamorous” الجديدة لأزياء الهوت كوتور لربيع وصيف 2011، في فندق أتلانتس النخلة في دبي، وذلك ضمن فعاليات أسبوع دبي للموضة الأخير، فشكّل بأسلوبه المميز، وتصميماته الراقية، علامة فارقة بين الآخرين. لا يأل المصمم ساهر ضيا جهدا ليثبت ذاته، ويظهر عمله وفنه لكل العالم، فقد عشق النظر للألوان واللعب بالقماش منذ الصغر، وتابع مستجدات الموضة على مدى سنوات، فكون لنفسه رصيدا من الذوق والخيال، وميز خطه وأسلوبه الذي يترجم أفكاره الخاصة، ليعبر من خلالها عن احتفاله بالحياة، ومتعة النظر لتفاصيلها اللافتة. إلى ذلك، يقول “أحب الحياة بكل معانيها، وأعشق السفر والترحال، أبحث دائما عن الجديد والمختلف في كل ما يحيطني، فأزور المتاحف، المعارض الفنية، المسارح العالمية، أتمتع بالطبيعة والجمال، وتأسرني البساطة والعفوية في الأشياء الأشخاص والفنون”. أبوظبي تشهد البداية كانت بدايته الحقيقية من الإمارات ومن العاصمة أبوظبي تحديدا، والتي اختارها لتكون محطته الدائمة، بعد أن كانت مسقط رأسه، فأحبها واعتبرها بلده الثاني، بعد وطنه الأم لبنان، فأطلق من هنا مجموعته الأولى سنة 2003، لتكون فاتحة الخير عليه، وبدأ مشواره في عالم الموضة كمصمم محترف، لتتوالى العروض وتستمر النجاحات. وارتأى ضيا ومنذ البداية أن يفرد لذاته مساحة أخرى لا يطأها الكثيرون، واختارت لعمله هوية ومعنى، ووضع شكلا يؤطره ويلخص عمله، مبتكرا طرازا مميزا من الأزياء فيه الكثير من الأناقة والبساطة في الطرح، معتمدا بشكل أساسي على الاهتمام بالقصّة والموديل أكثر من الشك والتطريز، مع اختيار الألوان والخامات التي تدعم التصميم، وتجعل من كل قطعة لوحة فنية رقيقة إلى أبعد الحدود، في هذا السياق، يقول “أعتبر نفسي رساما بريشة وألوان، وأمارس عملي على هذا الأساس، أزيائي هي لوحاتي التي أجنح فيها بخيالي، ولأرسمها فإني استخدم نوعية معينة من الأقمشة والخامات المطواعة واللدنة، تلك التي تمنحني الحرية لأظهر حنايا القوام بشكل أنثوي مغر دون ابتذال، في النهاية أقدمها بشكل فني معبر وبسيط وناعم”. مجموعة “الروعة” تحت عنوان (Glamorous) أي السحر والروعة، طرح ضيا مجموعته الجديدة موجها إياها في هذه المرة للمرأة الواثقة، الجريئة، والمقبلة على الحياة، تلك العاشقة للأناقة والرقيّ، ومع أنه لم يبتعد كثيرا عن طرازه المعهود وأسلوبه المتعارف عليه في القصّات التي تميّز بها عمله لسنوات، إلا إن تشكيلته الأخيرة كانت تحمل عناصر جمالية مختلفة فصلها بألوان محددة ودرجات متناغمة بدئا من لون البنفسج الغض، فالوردي النضر، والزهري الرقيق، ليعود للنبيذي المشبع، والأحمر القاني، ثم درجات عاجية من البيج، مع بعض الألوان المعدنية اللامعة كالذهبي والفضي، وليجمعها كلها في بوتقة واحدة في تشكيلة منسجمة ومتسقة مع بعضها البعض، ويشرح المصمم هذا الأسلوب، بقوله “أردتها مجموعة زاهية وحية تناسب فصلي الربيع والصيف، ولكن ضمن درجات معينة ومحددة، لأهديها للمرأة التي تملك الجرأة في التعبير عن نفسها، تلك التي تحب التغير، وتتلون مع الفصول، وكأنه زهرة ربيعية في حديقة غناء”. ويضيف “مجموعتي تضم أزياء جذابة أنيقة ومرحة بألوان اخترتها من الحياة احتفاء بها ومعها، وأشكالها الزاهية، تفرض نفسها على تصميم القطعة فتفتح لتغمق، وتعلو لتهبط، وتلتقي لتفترق، وهكذا، أمارس من خلالها هوايتي ولعبتي في القصّات المختلفة، لأبتكر منها تصميما عصريا ولكن بنفحات كلاسيكية”. قصات وأقمشة يولي ضيا القصات اهتماما واضحا ينعكس في التصاميم التي يبتكرها، يقول “أهتم عادة بالقصّة لدرجة الهوس، ولكن قطعي تأتي مفصلة ببساطة، عفوية وانسيابية قابلة للارتداء، فلا أتفلسف في التصميم، ولا أحبذ الصرعات الفنية التي تطغى على الموديل وتجعله مجرد فن عابث، غير عملي أو مريح، ففي النهاية الأزياء صناعة، ولا أرى فائدة من صنع ملابس لا تلبس”. واستخدم ضيا في مجموعة “Glamorous” أقمشة وثيرة وناعمة من الحرير والشيفون مع التفتا الفرنسي، والدانتيل والتوّل والاورجنزا، نفذها المصمم بأسلوب الهوت كوتور ولكن يحمل روح “البريتا بورتيه” أو الملابس الجاهزة، وهو يعلل هذا فيقول “في مجموعتي الأخيرة أعتقد أني وصلت للنضوج الفني اللازم والشكل الذي سأعتمده للمواسم القادمة، فخرجت بأزياء سهرة راقية ولكن بأسلوب أقرب لطراز الملابس الجاهزة، وهو الخط الذي أعمل عليه حاليا، ليخرج إلى النور قريبا مع خط آخر للاكسسوارات التي تكمله والتي تحمل توقيعي”.