الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معهد يعلم الأجانب «الرمسة» لفهم ثقافة الإمارات وتقاليد المجتمع

معهد يعلم الأجانب «الرمسة» لفهم ثقافة الإمارات وتقاليد المجتمع
9 سبتمبر 2014 20:09
حين تجتمع العقول حول لغة واحدة تنسجم وتلتئم وتبتسم تاركة خلفها مشاعر صادقة، وإنتاجا فكريا ينهل من ينابيع المعرفة، فاللغة قاسم مشترك ما بين تخاطب الأجساد، وتجاذب الأفكار للارتقاء بالمستوى الذاتي، وبناء مستقبلٍ زاهر يزهو بالاندماج المشترك. من هنا بدأت فكرة معهد «الرمسة» لتعليم اللهجة الإماراتية حاملاً على عاتقه مسؤولياتٍ جمة، حيث إنه يستقطب الأجانب ويعلمهم اللهجة الإماراتية بطرق جديدة وحصرية تُسهل عليهم عملية الفهم والحفظ. انطلق المعهد في يناير 2014، وضم منذ افتتاحه أعداداً كبيرة من المنتسبين، من مستويات متعددة للمبتدئين ومتوسطي المستوى والمتقدمين. فكرة رائدة إلى ذلك، تقول حنان الفردان، المدير العام لمعهد «الرمسة» لتعليم اللهجة الإماراتية «بدأ الموضوع كتطوع لمدة 5 أيام في مركز محمد بن راشد للتواصل الحضاري ورأيت رغبة الأجانب في تعلم اللهجة الإماراتية، ومن ثم بدأت تعليم إحدى زميلات العمل بعض الكلمات والمصطلحات والجمل البسيطة»، مضيفة «الأمر تطور بعد أن لاحظت الشغف الشديد وحب التعليم معها، ما دفعني للاهتمام أكثر وعمل خطة ومنهجية واضحة لذلك، وعملت على بناء فريق عمل مهتم بمثل هذا المشروع». وتضيف «هدفنا ليس فقط نشر اللهجة الإماراتية وإنما هو أيضا العمل على نشر الثقافة والهوية الوطنية بين الأجانب وتوطين قطاع تعليم اللغة العربية للأجانب». من جهته، يقول عبدالله الكعبي، مدير المعهد «نولي اللغة العربية اهتماما خاصا، ولكن الغالبية من الطلاب والمستفيدين من البرامج يأتون إلينا لتعلم اللهجة الإماراتية فهي تعتبر بالنسبة لهم مثل المغامرة، حيث بعد أن يتعلم الطالب المهارات الأساسية يستطيع التواصل مع المواطنين والمقيمين العرب بسهولة، ما يسهل إقامة علاقات ودية ومعرفة متبادلة بينهم». ويضيف «بما أن تعليم اللهجة المحلية تعتبر فكرة جديدة لم يتطرق لها أحد من قبل نحن لا نزال في بداية الطريق، وهدفنا الأساسي في هذه المرحلة هو تطوير أنفسنا ومناهجنا لكي نستطيع أن نعطي الطرف الآخر ما يتمنى». ويوضح الكعبي «خلال الفترة الماضية قمنا بتدريب أكثر من 60 طالبا، جمعتنا بهم علاقة شفافة تجاوزت التعليم لأبعد من ذلك، ونحن في الطريق لنبني أنفسنا ومناهجنا لكي نصل للعالمية بأفضل المعايير». ويقول «شعور رائع لا يوصف ينتابنا ونحن نقطف ثمرة هذه الجهود، حين نسمع الأجانب وهم يتحدثون لهجتنا، خاصة أننا نركز بشكل كبير في بداية المشوار على الحوارات ليتعلم الطالب كيف يعرف عن نفسه وكيف يبدأ الحوار مع أي شخص مواطن، وكيف يتبادل معه الأسئلة ويخبره عن مكان عمله حتى إذا وصل لنهاية الفصل يستطيع أن يتفاعل بطريقة رائعة»، مضيفا «كما نعلمهم كيف يتصرفون في المواقف المختلفة وخاصة في حال مراجعة الدوائر الحكومية والبنوك، ونشجعهم على محاورة بعض المواطنين خارج نطاق التعلم لينقلوا لنا تجاربهم لكي نساعدهم ونعطيهم ملاحظاتنا». رؤية ورسالة حول رسالة المعهد، تقول الفردان «لدينا رسالة ورؤية كبيرة في معهد «الرمسة»، نريد أن تكون تجربة تعلم اللغة العربية للطالب الأجنبي تجربة فريدة وممتعة، ونريد للأجانب أن يندمجوا مع المجتمع الإماراتي، نريد أن يتعمقوا في الثقافة الإماراتية، خاصة أن الفكرة جديدة وذات طابع وطني ثقافي»، مضيفة «نعمل مع جهات مختلفة لتعليم اللهجة الإماراتية بشكل مبدع ومبتكر، ونحظى بتعاون كبير من بعض الجهات والأشخاص الذين نعرض عليه الفكرة». وتتابع «على الرغم من وجود عدة تحديات في مسيرة «الرمسة» إلا أننا نعمل بجهد لتقديم تجربة ممتعة للطلبة ولذا تستخدم الأفلام والمسلسلات الكرتونية الإماراتية في التعليم، ونستخدم حاليا بعض الأعمال الأدبية التي تخدم فكرتنا مثل رسوم «اشحفان» للكاتب الإماراتي حيدر محمد حيث حصلنا على موافقة منه باستخدام المادة وكذلك نستخدم سيناريو رسوم «حمدان» من الأستاذ عبدالله الشرهان الذي يتعلم منه الطالب أكثر من مجرد لهجة، حيث يستفيد من الكثير من المعاني المتعلقة بثقافتنا الإماراتية الأصيلة، كما حصلنا مؤخرا على الموافقة باستخدام سيناريو فيلم «ظل البحر» للكاتب الإماراتي محمد حسن أحمد»، موضحة «نحن نسعى لبناء جسور التواصل بيننا وبين كل مبدع إماراتي أصدر عملا أدبيا باللهجة المحلية». تجارب طلبة حول تجربتها، تقول الألمانية بريتا «اخترت العيش في الإمارات، وأنا على يقين من أنني أستطيع فهم ثقافة الإمارات ومجتمعها من خلال تعلم لغتها، وأؤمن بالمقولة المشهورة لنيلسون مانديلا «إذا تحدثت إلى شخص بلغة يفهمها، يذهب كلامك إلى عقله. وإذا تحدثت إليه بلغته، يذهب الكلام إلى قلبه»، مضيفة كنت أبحث عن دورات في اللهجة الإماراتية منذ فترة طويلة ولم أجد شيئا، ثم سمعت عن معهد «الرمسة» عن طريق صديق، وأنا سعيدة جدا بتعلمي اللهجة الإماراتية، وعلى الرغم من تعلم اللغة يحتاج عادة إلى فترة طويلة إلا أنني استطعت أن أجعل الناس يبتسمون لي حين يسمعون مني بعض الكلمات والعبارات باللهجة الإماراتية». ويتحدث الطالب سيموال من نيجريا، وهو رجل أعمال من ضمن طلبة المعهد «أحببت تعلم اللهجة الإماراتية لأنها هي اللهجة المحلية والمتداولة، وعلى الرغم من أني أستطيع تحدث اللغة العربية الفصحى إلا أني لا أرى أحداً يتحدث بها، وأنا لدي رغبة في البقاء والاستقرار في الإمارات فترة طويلة ولذا من الضروري أن أتعلم اللهجة الإماراتية». وتشارك الطالبة بسمة، من باكستان قائلة «اللغة تشكل همزة وصل بين الناس والشعوب ومعرفة اللغات واللهجات أمر يساعد الشخص ليكون أكثر فهما لأهل البلد، وكوني ولدت في دبي، فإنني أجد نفسي مرتبطة بها بشكل كامل، وإن كانت أسرتي لا تتحدث اللغة العربية إلا إنني أعشق كل ما يتعلق بدولة الإمارات العربية المتحدة خاصة تراثها وموروثها الحضاري ولذا فإن لدي الدافع والرغبة في تعلم اللهجة المحلية». تجربة ألمانية الألمانية لوسي، والتي تدرس في «الرمسة» تقول «أنا سعيدة جداً «مستانسة وايد» بوجودي في الإمارات، وأرغب في البقاء في الإمارات، وأرى التميز في كل شيء هنا، ولهذا أردت أن أتعلم اللهجة الإماراتية لأنني رغبت في أن أكون جزءاً من هذا المجتمع». وتوضح «عرفت عن معهد الرمسة بعدما سألت الكثيرين عن مركز لتعلم اللهجة الإماراتية، حيث أغلب مراكز اللغات تدرس اللغة العربية الفصحى، وبدأت أتعلم اللهجة الإماراتية منذ أشهر، والآن أستطيع أن «أرمس» وأجري حوارات بسيطة باللهجة المحلية، على رغم من أن تعلم اللهجة الإماراتية ليس شيئاً سهلًا، إلا أني أرغب في التعلم أكثر وأكثر إلى أن أستطيع أن أكتب شعرا باللهجة الإماراتية لأنها فعلا جميلة وموسيقية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©