الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

برنامج للكشف المبكر عن الإعاقة السمعية للأطفال في المستشفيات الحكومية العام الحالي

برنامج للكشف المبكر عن الإعاقة السمعية للأطفال في المستشفيات الحكومية العام الحالي
28 فبراير 2009 02:19
تتجه مستشفيات القطاع الحكومي في إمارة أبوظبي خلال العام الحالي إلى تطبيق برنامج الكشف المبكر عن الإعاقة السمعية للأطفال في خطوة باتجاه القضاء المبكر على حالات الإعاقة السمعية بعد أن بدأت مستشفى المفرق بتنفيذ البرنامج العام الماضي· وفي خطوة استكمالية للبرنامج السابق نجحت مستشفى المفرق منذ تأسيسها لبرنامج زراعة القوقعة الإلكترونية في مارس 2008 في إجراء 14 عملية زراعة قوقعة، وفقاً لما كشف عنه الدكتور موندي حماد استشاري ورئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة بالمستشفى، الذي أعلن عن تحضير القسم لإجراء 8 عمليات زراعة قوقعة قبل نهاية شهر أبريل المقبل· وأوضح أن فكرة تأسيس الكشف المبكر عن الإعاقة السمعية كانت باقتراح من قبل هيئة الصحة بأبوظبي التي ارتأت ضرورة إنشاء برنامج للكشف المبكر عن الإعاقة السمعية عند الأطفال حديثي الولادة ومعرفة مدى حاجتهم لسماعات أو زراعة قوقعة قبل أن يُتم الطفل عمر العام وبالتالي تجنب مواجهته لمشاكل في النطق· وأضاف دكتور حماد أن اعتماد الهيئة للبرنامج جاء نتيجة لوجود نسبة عالية من الأطفال ممن يولدون وعندهم ضعف في السمع مقارنة بالنسب العالمية والذي يعود سببه لزواج الأقارب· وأوضح أن مستشفى المفرق من خلال البرنامج الذي بدأت تطبيقه العام الماضي تمكنت من فحص 1500 طفل· وفي إطار جهود التوسع في البرنامج ليطبق في مستشفيات توام والكورنيش والرحبة خلال العام الحالي، أفاد دكتور حماد أن مستشفى المفرق خاطب مستشفى الكورنيش مؤخراً للبدء في برنامج الكشف المبكر عن الإعاقة السمعية للأطفال حديثي الولادة تحت إشراف قسم السمعيات في المفرق· وكان مستشفى المفرق باشر منذ يوليو الماضي بإنشاء وحدة للكشف المبكر عن الإعاقة السمعية للأطفال ليتمكنوا من تشخيصهم مبكراً والقضاء على حالات الإعاقة السمعية عند الأطفال، بعد أن تبرعت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بشراء أحدث الأجهزة عالمياً للبدء ببرنامج المسح المبكر الشامل للإعاقة السمعية لأطفال الإمارات لتقديم العلاج المناسب للأطفال ليصبحوا أعضاءً فاعلين في الأسرة والمجتمع عبر القضاء على حالات الإعاقة السمعية عند الأطفال· آثار واضحة وأكد دكتور حماد أن برنامج الفحص السمعي المبكر ستكون له آثار واضحة وكبيرة على حياة الأطفال الذين يولدون وهم يعانون من مشاكل في السمع، حيث يعتبر فقد السمع عند الأطفال من المشاكل الصحية المركبة على اعتبار أنه لا يؤثر فقط على قدرة الطفل على سماع الأصوات المحيطة به بل على قدرته على تعلم الكلام والنطق· وقال ''بما أن تعلم الكلمات ونشوء اللغة مرتبط بسماعها، فإن الطفل ينشأ في هذه الحالة سلبي أصم أبكم، وهذا النوع من الإعاقة له مردود سيئ جداً على الطفل وأسرته''· وأضاف لكي يتعلم الطفل النطق لابد وأن يسمع جيداً و''للأسف'' فإنه في معظم حالات البكم لا تلاحظ من الأهل بسبب الإعاقة السمعية مما يؤدي إلى ظاهرة الصم والبكم حيث يتم التواصل بلغة الإشارة أو قراءة الشفاه وهو ما لا يجيده إلا القليل· ويشار إلى أن نسبة الأطفال المصابين سمعياً هي حالة من بين كل ألف من المواليد الطبيعيين عالمياً وتزيد هذه النسبة في الشرق الأوسط بحوالي 5 من بين كل 1000 مولود بسبب زواج الأقارب· وفيما يخص برنامج زراعة القوقعة الإلكترونية في مستشفى المفرق أكد دكتور حماد أن المستشفى يستعمل أحدث التقنيات وأفضل أنواع القواقع والتي يصل سعرها إلى 130 ألف درهم، مشيراً إلى أن عمليات الزراعة تتم للأطفال بعد اكتشاف حالات ضعف بالسمع لديهم· تكلفة العلاج وحول تكلفة العلاج، أوضح أن إجراء عمليات الزراعة يتم تحت إشراف هيئة الصحة - أبوظبي بما في ذلك التكفل بالأمور المادية لإجراء العملية للمواطنين، فيما الوافدون فإن معظم نفقات العملية يتم تسديدها من خلال التبرعات التي تحاول المستشفى الحصول عليها بالتعاون مع تلفزيون الشارقة ومجموعة الفهيم للأعمال الخيرية وهيئة الهلال الأحمر· وقال دكتور حماد إن مستشفى المفرق يقدم ضمانة لمدة عشر سنوات للجهاز الداخلي للقوقعة، وثلاث سنوات للجهاز الخارجي، لافتا إلى اعتماد تقنية الجراحة الناعمة في الزراعة التي تحافظ على خلايا السمع المتبقية والدخول إلى الأذن الوسطى من خلف الأذن وليس عــــبر طبلة الأذن وهي الطريقة المستخدمة بنسبة 99% عالميا، فيما ينصح بالدخول إلى الأذن الوسطى للزراعة عبر طبلة الأذن لمن يفوق عمرهم الـ 18 عاماً· وأضاف أن ما يميز برنامج زراعة القوقعة في مستشفى المفرق أنه برنامج متكامل حيث يرافقه تأهيل للنطق من قبل طبيب مختص بتأهيل الأطفال الفاقدين للسمع· وأوضح أن مراكز الكلام في المخ تكون قادرة على تكوين اللغة خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل، وهذا لا يتم إلا في وجود نسبة سمع طبيعية لتمكن الطفل من تكوين اللغة، حيث يستطيع المخ تعديل اللغة المكتسبة لديه في السنوات الثلاث الأولى من العمر، وفي الفترة العمرية من ثلاث إلى ست سنوات، بعد هذا السن تكون قابلية المخ لتكوين لغة ضئيلة جدا، لذلك كان من الضروري جداً تشخيص وعلاج الصمم في فترة مبكرة من حياة الطفل· دراسات طبية وأثبتت الدراسات أن علاج الصمم واستعادة السمع خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر ينتج عنه نمو طبيعي للغة، بما يؤهل الطفل للالتحاق بالمدرسة في المرحلة العمرية لأقرانه، ويتم أيضاً التحاقه بمدارس الأطفال الطبيعيين وليس المعاقين سمعياً· وحول نسبة فشل زراعة القوقعة التي يتبعها عملية برمجة للقوقعة بعد تركيب الجهاز الخارجي ليبدأ المريض بالسمع، أوضح دكتور حماد أنها محدودة حيث أن هناك حالة واحدة من بين 330 حالة، فيما يعتمد نجاحها على عناصر عدة أبرزها عمر الطفل عند زراعة القوقعة· وقال إن الدراسات أثبتت أن اكتشاف الإعاقة السمعية في وقت مبكر قد يجنب الطفل مشاكل كبيرة في المستقبل· وأوضح دكتور حماد أن أسباب الصمم عند الأطفال تتكون من مشاكل وأمراض الأذن الخارجية مثل الانسداد الخلقي لقناة الأذن الخارجية أو أمراض في الأذن الوسطى مثل وجود سوائل خلف طبلة الأذن أو التيبس الخلقي لعظيمات الأذن الوسطى، ولكن يبقى أهم هذه الأسباب هو الصمم الناتج عن أمراض الإذن الداخلية أو العصب السمعي· ويمكن علاج الصمم باستخدام المعينات السمعية (سماعات الإذن) أو التدخل الجراحي وفي حالات الصمم الشديد والكلي الناتج عن مرض في الأذن الداخلية يمكن أيضا أن تحتاج الحالة إلى زراعة قوقعة الكترونية لإعادة السمع
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©