الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فقيد الوطن ساند الشعوب في قضاياها الإنسانية دون تمييز

2 نوفمبر 2006 01:32
أمجد الحياري: برامج هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومشاريعها الخارجية بدعم وتوجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله لم تعرف أي حدود جغرافية على امتداد العالم فقد بلغت مدى بعيدا وتبوأت دولة الإمارات بفضله مكانة عالمية مرموقة على صعيد العمل الإنساني العالمي، وتمكنت من الوصول للمنكوبين والمتضررين والمحتاجين في كل مكان بالسرعة المطلوبة أثناء الكوارث والأزمات فدائما كانت الصدارة لهيئة الهلال الأحمر في الوصول المبكر إلى مواقع الأحداث وتقديم يد العون والمساعدة لمستحقيها· ويواصل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله- مسيرة الخير لتتواصل المساعدات الإنسانية إلى مختلف المناطق المحتاجة· وحققت هيئة الهلال الأحمر من خلال ماحظيت به على امتداد مسيرتها الخيرية الحافلة بأوجه العطاء الإنساني كافة بدعم ومساندة خاصة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله إنجازات هائلة على صعيد العمل الإنساني ومساعدة المحرومين فالمغفور له بإذن الله تعالى سجل بأحرف من نور على صفحات تاريخ البشرية الإنساني اسم دولة الإمارات العربية المتحدة رائدة العمل الخيري ومجالاته المختلفة· وعملت الهيئة برئاسة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء لتحقيق أهدافها السامية بشتى الوسائل والسبل من اجل إيصال المساعدة والدعم للشعوب المتضررة من النكبات والكوارث في مختلف أنحاء العالم دون تمييز انطلاقا من أهدافها ومبادئها الإنسانية واقتداء بنهج فقيد الأمة الذي امتدت أياديه البيضاء لشعوب العالم الشقيقة والصديقة· تضميد جراح الفلسطينيين ففي فلسطين التي عانى شعبها مرارة الحرمان وقسوة الظروف كانت أياديه البيضاء تضمد جراح الفلسطينيين الغائرة وكانت مواقفه الأصيلة داعمة ومناصرة للفلسطينيين في حقهم في الحياة والعيش الكريم· وجاءت مبادراته الخيرية لتؤكد تضامنه الكبير مع أوضاع الفلسطينيين الإنسانية حيث شملت مختلف الجوانب المعيشية والصحية والتعليمية والخدمية· وفي العراق كان زايد الخير سباقا لمؤازرة الشعب العراقي الشقيق وتحسين ظروفه الإنسانية والحد من معاناته فقد خلفت الحرب أوضاعا مأساوية وتأثرت بها مختلف قطاعات الشعب العراقي وظل الفقيد يتابع بأسى وحزن شديدين ما آلت إليه أوضاع المدنيين العراقيين خصوصا النساء والأطفال حيث شهدت أوجه الحياة الضرورية تدهورا مريعا وانعدمت خدمات الرعاية والعناية خاصة الصحية منها فكانت توجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بتسخير الإمكانيات وحشد الطاقات لمساندة العراقيين وتخفيف وقع المأساة عليهم· ونتيجة لتدهور الوضع الصحي بدرجة كبيرة أولى الفقيد هذا الجانب اهتماما كبيرا لإنقاذ حياة الجرحى والمصابين العراقيين الذين امتلأت بهم المستشفيات التي عجزت عن توفير الرعاية الصحية اللازمة لهم بسبب شح المواد والمستلزمات الطبية· تجهيز 6 مستشفيات عراقية ونتيجة لهذا الواقع المرير توالت مبادرات المغفور له حيث تكفل بتجهيز ستة مستشفيات عراقية تجهيزا كاملا بالمعدات والأدوية وكل ما تحتاجه من منشآت وأجهزة طبية وصحية فيما تكفل بتزويد القطاع الصحي العراقي بـ 12 سيارة إسعاف وتوفير أمصال أمراض الكوليرا والملاريا للمستشفيات العراقية إضافة إلى استضافة مستشفيات الدولة لمئات الجرحى الذين تم نقلهم إلى أبوظبي للاستشفاء حيث وفرت لهم مختلف أشكال الرعاية والعناية الطبية· ونتيجة للظروف الصعبة التي عاشتها مدن الجنوب العراقي خاصة في مجال شح المياه الصالحة للشرب أمر المغفور له بتوفير احتياجات سكان تلك المناطق من المياه بصفة عاجلة وعلى الفور تم إنشاء ثلاث محطات لتنقية المياه في شط العرب سعتها 700 ألف جالون يوميا وقد لبت هذه الكميات احتياجات نحو 300 ألف نسمة من سكان مدينة البصرة وما حولها أثناء الأزمة· مساعدة الشعب الأفغاني ولن ينسى الشعب الأفغاني المواقف الإنسانية الأصيلة للمغفور له خلال المحنة التي ألمت به في السنوات الماضية وكانت مبادراته عونا للضحايا والمتأثرين وبلسما شافيا لجراح المنكوبين فقد باشرت هيئة الهلال الأحمر مهامها الإنسانية على الساحة الأفغانية بتوجيهات الراحل الشيخ زايد منذ تفاقم الأوضاع هناك فتحركت قوافل الإغاثة برا وجوا إلى مختلف المدن الأفغانية· ونتيجة للاهتمام الذي أولته الهيئة لبرامجها على الساحة الأفغانية تنفيذا لتوجيهات المغفور له افتتحت مكتبا لها في العاصمة كابول يضطلع بمهام الإشراف على برامج ومشروعات الهيئة الخيرية هناك التي من أهمها المشاريع الصحية التي تضمنت إنشاء وصيانة المستشفيات والمراكز الصحية التابعة للهلال الأحمر الأفغاني إلى جانب صيانة المدارس والمؤسسات التعليمية وحفر الآبار وتشييد المساجد ودور العبادة وإعادة تأهيل دور الأيتام والمسنين والمساهمة في مكافحة الأمراض والأوبئة التي انتشرت هناك بسبب تردي الأوضاع البيئية والصحية· ومن أهم البرامج التي نفذتها الهيئة للمتأثرين الأفغان إنشاء مخيم للاجئين في منطقة '' شيمن'' الحدودية بين باكستان وأفغانستان استوعب 10 آلاف لاجئ قدمت لهم جميع الخدمات الضرورية من مأوى وغذاء ودواء وكساء وتعليم· وفي البلقان كان عطاء المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بقدر حجم الأزمة التي واجهتها دول تلك المنطقة وكدأبه دائما كانت أياديه البيضاء الأسرع وصولا للاجئين والنازحين والمشردين في ألبانيا والبوسنة وكوسوفا تقدم العون والمساعدة لضحايا أسوأ كارثة إنسانية شهدها العالم في العصر الحديث· وانطلقت أجنحة الخير لتحط رحالها وسط مخيمات اللاجئين الخاوية إلا من بؤس وشقاء ومعاناة قاطنيها ونزلت مساعدات الدولة التي اشتملت على آلاف الأطنان من المواد الغذائية والخيام والأغطية والملابس بردا وسلاما على الأطفال والنساء والمسنين الذين اكتظت بهم تلك المخيمات في ظروف إنسانية سيئة· وعندما حطت الحرب أوزارها وعاد اللاجئون إلى ديارهم التي دمرتها آلة الحرب بدأت هيئة الهلال الأحمر بتوجيهات ودعم ومساندة الراحل الشيخ زايد برنامجها الخاص بإعادة الإعمار وتأهيل ما دمرته الحرب فقامت ببناء المنازل وأنشأت المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس ودور العبادة وتبنت برامج الأسر الأشد ضعفا لتنعم بالاستقرار وتهنأ بالعيش الكريم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©