الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

القائد يسكن القلوب·· وبصماته تملأ الوطن

2 نوفمبر 2006 01:32
تحقيق ــ نوار الدياب: تأتي الذكرى الثانية لوفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فقيد الوطن والأمتين العربية والإسلامية والعالم، وكل زاوية وبقعة من أرض الإمارات تتحدث عن القائد والمؤسس الشيخ زايد ''رحمه الله وطيَّب ثراه'' إن قامة القائد المؤسس ''رحمه الله'' صاحب أنجح تجربة اتحادية في الوطن العربي تملأ الإمارات وتتحدث عن نفسها في كل مكان في المدارس والجامعات والطرقات وأعمدة الإنارة وأشجار النخيل والعشب الأخضر الندي والغابات، والمحميات الطبيعية التي تؤوي الملايين من الطيور والعصافير التي استوطنت الإمارات وتسبح بحمد الله· والإمارات زايد·· تواصل بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل القيادة الرشيدة التي تسلمت الراية ''خير خلف لخير سلف'' مسيرتها على خطى القائد المؤسس الذي غرس فينا القيم والعطاء والنبل والكرم والحمية والشهامة لقد نظم ''رحمه الله'' أجمل قصيدة عشق في تراب هذا الوطن يحفظها الكل ويهواها وترددها أمواج البحر وتصعد أصداؤها إلى السماء لتعود ماءً ندياً نبت في الأرض الطيبة الحب والعطاء والعزة· في هذه الأيام زايد لم يغب عن عيوننا وهو يسكن في قلوبنا وتلهج الألسنة بذكراه وتنبض العروق بحبه·· زايد باق بيننا بإنجازاته الخالدة وأفعاله الصالحة وكلماته المضيئة، باق بيننا بنسله الصالح وخلقه الكريم الذي تربى في مدرسته ونهل من أنهار عطائه، هذه الروح الطيبة خلدها الحب، فرحل الجسد ولكن الحب الأصيل النابع من القلب، والذي تعجز عن حمله الأرض، سار إلى درب السماء، وطبع على الأديم قبلة حب باقية·· أبدية إلى يوم الدين· بعد عامين على رحيل القائد المؤسس كانت لـ ''الاتحاد'' هذه المقتطفات في حب زايد: سعيد علي الحمر اليماحي، مدير فرع العلاقات والتوجيه المعنوي في الفجيرة يعود بشريط ذكرياته وقال: وصلنا الخبر ونحن خارجون من المسجد بعد صلاة التراويح، لم أكد أصدق وهرعت إلى المنزل وأنا تائه مضطرب كنت اتمنى لو أن الخبر إشاعة أو كذبة أو أي شيء سوى أن يكون حقيقة· وصلتُ إلى البيت بعد صراع دام دقائق وكدت أظنه سنين، ورأيت ما لم أكن أود رؤيته، فقد خيّم على المنزل حزنا كأنني أراه أمامي مجسماً، وكل من في البيت يبكي· وأضاف سعيد: الشيخ زايد ''رحمه الله'' كان والداً قبل أن يكون رئيساً للدولة وهو فينا وبيننا، وكانت له ''رحمه الله'' نظرية مستقبلية ثاقبة لم تكن لغيره فبنى المستقبل للجيل الصاعد سواء في التعليم والصحة والعمران والزراعة، وكل ما يحتاجه المواطن حالياً أو مستقبلاً، فكان الراعي الأول لكل تطور وبناء ونهضة، بل امتد عطاؤه وخيره إلى العالم بأسره، فتجد في معظم بقاع العالم معلماً يشهد لزايد بأنه كان الأب الرؤوف والأخ الصادق للجميع من مساجد أو بيوت خير أو مساكن للفقراء، ورأينا ذلك عندما رحل القائد ورأينا عزاء يضاهي عزاء وطننا في الكثير من دول العالم الذي بكى زايد، وعزاؤنا الآن هو في الخلف الصالح صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' والذي تربى على يد الوالد وشرب أفكاره ورؤاه وحكمته وعطاءه، والدليل هو ما لمسناه خلال الفترة المنصرمة من قيادة سموه، وهذا ما جعلنا نشعر أن زايد لا يزال موجوداً، ويعيش بيننا ومعنا· أكد السيد راشد الحفيتي مسؤول الخدمة الذهبية في البنك البريطاني للشرق الأوسط على أن الشيخ زايد يعيش في قلوبنا، وسنبقى على العهد ولن ننسى تعليماته ''رحمه الله'' ودروسه في حب الوطن وكيف نبني السواعد المخلصة للأوطان وتوحد كلمتها· الإنجازات تتحدث وقال حمد راشد القاضي رئيس قسم الخدمات العامة بمنطقة الفجيرة الطبية إنه حتى الآن لا يستطيع تقبل فكرة رحيل زايد عقلاً وقلباً إلا حين يأتي يوم ذكرى وفاته فيجتمع مع أصدقائه ويقرؤون على روحه القرآن الكريم ويدعون له بالرحمة والمغفرة فيشع بشيء حينها يحاول اقتلاع قلبه، ويقول حمد: كنت في السعودية حين بلغني هذا النبأ أؤدي مناسك العمرة، لم أتقبل الخبر بأي شكل من الأشكال، ثم بدأ الإمام يدعو له في الحرم الشريف، وبدأت الجموع تبكي وتدعو، وأنا أبكي معهم وأدعو ولكنني في داخلي أخالفهم جميعا، فقد كان صوت خفي من أعماقي يقول لا·· لم يمت زايد·· ولم أستطع الانتظار فعدت إلى الوطن سريعاً لكي أتنفس هواء لا يزال يحمل شيئاً من روح زايد قبل أن يواري جثمانه الثرى، وقال: إن خير خلف لخير سلف هو أكبر عزاء لنا غير أن الجسد رحل فقط أما الروح التي ذهبت لبارئها لازالت نسائمها في قلوبنا جميعاً· وبدأت السيدة روية الجندي معلمة جغرافيا بمدرسة الفجيرة حديثها عن الشيخ زايد ''رحمه الله'' بيت الشعر: ماذا أقول وكل حرف في فمي حجر·· فهلاّ تنطق الشفتان؟! ثم قالت بعد أن سبقتها إلى الكلمات الدموع: إن زايد يسكن في سويداء القلوب، وكلما جاء ذكره ''رحمه الله'' تسيل الدموع من المآقي، وهذا الحب الكبير للفقيد يجعله دائما وأبداً يعيش بيننا نراه وروحه الطاهرة تحلق فوقنا، ونحمد الله سبحانه وتعالى أن رزقنا بخلفه الصالح صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' الذي سيرعى نهج الوالد القائد والمؤسس·· وأضافت أننا نرى زايد بكل شموخه في كل ركن من أركان الوطن، صحيح أنني لم أقابل والدي زايد وجها لوجه ولكنه بالنسبة لي أكثر من أب، ووجهه الحبيب يكاد لا يفارق مخيلتي، وأنا أستمد إحساس وجوده من وجهه وعينيه ومن أبنائه ابتداءً بصاحب السمو رئيس الدولة ''حفظه الله''· العزة والكرامة عائشة مكسح تؤكد على أن زايد في القلب، فالموت لن يمحي ذلك الأثر العظيم الذي طبعه الشيخ زايد ''رحمه الله'' على كل أرض وفي كل بيت، زايد الحكيم الذي كانت تصل كلماته وأقواله إلى مسامعنا كالأناشيد الوطنية، تحمل العزة والكرامة والثقة والأمل والحب، فمن أين لنا اليوم بمثل حكمته؟! وحبه؟! وتشير آيات علاء الدين إلى أن السواد الذي رأته يوم وفاة قائد الإمارات وحاميها ''رحمه الله'' لم تره في حياتها، فالأضواء لم تطفأ في الشوارع فقط، بل في القلوب التي عشقت زايد·· فالشيخ زايد لم يكن والد الشعب فقط، بل المقيمين على هذه الأرض الطيبة، إننا في هذا الوطن بفضل الوالد القائد والمؤسس لا نشعر بالغربة أبداً بل بأمان، قد نفتقده في حضن أوطاننا، لأن زايد لمّ شملنا وأحيا وحدتنا، ولن ننساه، فمن ينسى قلبه؟ ذكره مستمر وقالت دعاء الوطني إنها تشعر بالشيخ زايد حتى الآن، فليست رؤية العين هي الأساس، إنما القلب الذي يعيش بروح زايد·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©