الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

زايد جعل الشرطة من أفضل المؤسسات الأمنية بالمنطقة

2 نوفمبر 2006 01:32
عبد الرحيم عسكر: كان للمغفور له- بإذن الله تعالى - الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان اليد الطيبة الكريمة في رعاية شرطة أبوظبي وتطويرها والتي ساهمت وتساهم في تعزيز وتدعيم وقيام عوامل الاتحاد والتعاون مع بقية إدارات الشرطة في الإمارات الأخرى، التي أصبحت بفضل المغفور له مظلة الأمن والأمان للمواطنين والمقيمين على السواء ومصدر خير وبركة للجميع، فهذه المؤسسة الأمنية استطاعت بفكر ودعم القائد الفذ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله - وتوجيه ورعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله - وبعزم وتصميم رجالها وقياداتها أن ترقى إلى أفضل المؤسسات الأمنية في المنطقة، وان تقف على قدم المساواة مع أحدث أجهزة الشرطة في العالم العربي· وكعطاء دائم وجهد متواصل ساهمت وتساهم شرطة أبوظبي في تقديم كل الإمكانات المادية والكوادر البشرية لمساعدة الأجهزة والإدارات الأمنية في مختلف الإمارات الأخرى، ففي غضون أربعة عقود مضت على تأسيس شرطة أبوظبي كان لقوة الشرطة في إمارة أبوظبي الدور البارز والمؤثر في توفير سبل الاستقرار والأمن للوطن والمواطن، وذلك من خلال أجهزتها وإداراتها وأقسامها المختلفة، فقد ساهمت من خلال نشاطاتها وامكاناتها في تحقيق التنمية الاقتصادية والرفاهية الاجتماعية التي تشهدها إمارة أبوظبي الآن بشكل خاص والإمارات الأخرى بشكل عام· كما ساهمت شرطة أبوظبي في تدعيم الكيان الاتحادي للدولة، بالدمج بين مختلف الأجهزة والمرافق الأساسية فيها والتعاون والتنسيق مع الإدارات الأمنية في باقي الإمارات لتوحيد قانون الشرطة والأمن في جميع الإمارات، علاوة على مساهمتها في تنظيم وإدارة الشرطة الاتحادية· ولاشك أن البدايات كانت متواضعة ولكن كان الطموح عظيما وكان الأمل في تطوير قوة الشرطة في إمارة أبوظبي من أولويات اهتمام الشيخ زايد رحمه الله فقد سعى وقدم منذ الأيام الأولى لتوليه مقاليد الحكم عام 1966 كافة الامكانات الفكرية والمادية والبشرية لترقى بمستوى الأمن داخل الإمارة، حيث تم تجهيز قوة الشرطة بالمعدات والأجهزة والمختبرات والاتصالات ووسائل النقل والمباني والمنشآت والأسلحة والخدمات واللوازم المختلفة· مرحلة البناء والتطور شهدت شرطة أبوظبي تطورا ملموسا سواء بالنسبة للقوة البشرية ومستوى كفاءتها أوالامكانات المادية والفنية المتطورة من أجهزة ومعدات ومبان حديثة، مع تولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله مقاليد الحكم في عام 1966 فقد دعم الشيخ زايد قوة الشرطة بما يتناسب مع الاحتياجات المطلوبة للنهوض بمستوى كفاءة رجل الشرطة وإعداده للقيام بدوره في حماية الأمن وخدمة المواطنين والحفاظ على مكتسبات الدولة ومنجزاتها طوال أكثر من ثلاثة عقود خلت· وصدر المرسوم الأميري رقم 3 لسنة 1966 بتاريخ 18/9/1966 المتعلق بتنظيم حكومة أبوظبي وتضمن تعيين سمو الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان رئيسا لدائرة الشرطة والأمن العام ودائرة الجنسية والجوازات العامة· وفي عام 1967 توسعت ''دائرة الشرطة'' وازداد عدد أفرادها ومنتسبيها وأصبحت تسمى ''قيادة الشرطة والأمن العام''، وكان هيكلها الإداري يتألف من القائد ومساعده للإدارة ومساعده للعمليات· في عام 1968 أمر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله بالاستعانة ببعض الضباط العرب من ذوي الخبرة في المجالات الشرطية، كما أصدر المغفور له الشيخ زايد مرسوما أميريا رقم 53 لسنة 1968 بترقية الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان قائد الشرطة والأمن العام من رتبة عقيد إلى رتبة لواء وذلك اعتبارا من 21 ديسمبر ·1968 وقد ساهمت بعثة الأمن الأردنية مساهمة فعالة في بناء قوة شرطة أبوظبي وتنظيمها، حيث اتسعت مجالات عمل الشرطة في أبوظبي مع وصول البعثة تدريجيا، فشملت مدرسة الشرطة، المرور، الترخيص، التحريات والمباحث الجنائية، الاتصالات، الحراسات، والشؤون الإدارية والمالية وغيرها· دورات تدريبية مبكرة كما تم إيفاد عدد من عناصر الشرطة في دورات تدريبية إلى الأردن، ففي أيلول عام 1968 تم إيفاد مجموعة من رجال الشرطة المواطنين في دورة إلى كلية الشرطة في الأردن لمدة سنة· وبدأ العمل في مدرسة الشرطة في أبوظبي فتم تخريج أول فوج منها بعد تدريب ودراسة دامت ستة اشهر وذلك في فبراير ·1969 وقد كانت مدرسة الشرطة النواة لتأسيس كلية الشرطة التي بدأ التنفيذ في بنائها في مايو 1969 كما تم إرسال الخريجين من الشباب الحاصلين على الثانوية للدراسة في كل من كليات الشرطة في الأردن ومصر ليكون الخريجون المؤهلون هم الرواد الذين يتولون مهمة إعداد رجل الشرطة الحديث في إمارة أبوظبي· وأنشئت مدرسة اللاسلكي التي ضمت نخبة من أبناء الإمارات في شهر مارس 1969 كما باشر فرع التحقيقات الجنائية نشاطه ومهامه في 15 أكتوبر 1968 واعدت الخطة للبدء في إنشاء المختبر الجنائي، وافتتح قسم المرور عمله بإعداده سجلا لكل مركبة، وخلال عام اعتبارا من 8/6/1968 حتى 8/6/1969 تم تسجيل عشرة آلاف مركبة· إنشاء وزارة الداخلية أصدر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله في 1/11/1971 أمرا بإعادة تنظيم الجهاز الحكومي الذي يقضي بإنشاء الوزارات المختلفة ومجلس الوزراء في إمارة أبوظبي، ومن بين هذه الوزارات وزارة الداخلية (نظام وزارة الداخلية رقم 8 لسنة 1971)، وعين الشيخ مبارك وزيرا للداخلية لإمارة أبوظبي، وبذلك تحولت شرطة أبوظبي إلى وزارة الداخلية المحلية، في المادة الرابعة من هذا النظام حددت مسؤوليات وزارة الداخلية بأنها تمارس سلطاتها التنفيذية المستمدة من القوانين واللوائح والمراسيم، وهي المسؤولة عن استتباب الأمن في ربوع الإمارة، وإشاعة الطمأنينة بين المواطنين والمحافظة على أملاك الناس وأرواحهم وإعراضهم والوزارة مسؤولة مسؤولية مباشرة عن الأمور التالية: أ- شؤون الجنسية والجوازات والإقامة· ب- شؤون السجون وحراستها وتحسين أوضاعها· ج- شؤون المرور من حيث تنظيم حركة السير والمواقف والأجور ومنع الحوادث وإصدار الأجازات للسيارات والسواقين· د- حراسة المنشآت النفطية والوزارات والمرافق العامة· هـ- الاتصال بإدارات الشرطة العالمية والعربية لضمان التعاون الهادف لخدمة المصلحة العامة· و- مكافحة التهريب سواء للأشخاص المتسللين بصورة غير مشروعة أو للمخدرات وكل ما حرمته القوانين· ز- منع وقوع الجريمة والعمل على اكتشاف مرتكبيها في حالة وقوعها باستخدام كافة الطاقات والأجهزة العلمية المتوفرة· وقد تكونت وزارة الداخلية في أبوظبي على النحو التالي: - الإدارة العامة ويديرها احد كبار الضباط ويكون مسؤولا عن الشؤون الإدارية في الوزارة· - إدارة العمليات· - إدارة الجنسية والجوازات والإقامة· - إدارة التخطيط والتدريب· - إدارة المخابرات - إدارة الحراسات والحدود - مكتب الوزير - ديوان الوزير· وقد بقي الأمر كذلك حتى قيام الاتحاد وصدور قرار بتشكيل وزارة اتحادية· وبقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة أنشئت وزارة الداخلية التي تولى أمرها سمو الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان، كما تولى معالي حمودة بن علي منصب وزير الدولة للشؤون الداخلية، وعهد إليهما كذلك بتولي مسؤولية الشرطة في إمارة أبوظبي· وبتوجيهات ودعم من الشيخ زايد رحمه الله ساهم كل من الشيخ مبارك بن محمد ومعالي حمودة بن علي في بناء وتطوير قوة شرطة أبوظبي· وفي نهاية عام 1975 صدر عن المجلس الأعلى للاتحاد قرار بتوحيد الشرطة وبأن تكون لوزارة الداخلية سلطة الإشراف الكامل والمباشر على جميع الشؤون المتعلقة بالأمن والهجرة والإقامة، ففي البند (أ) من المادة (3) من القانون الاتحادي رقم (12) سنة 1976 تم تعريف قوة الشرطة والأمن وإتباعها لوزارة الداخلية بما يلي: ''قوة الشرطة والأمن هيئة مدنية نظامية يعهد إليها مباشرة بالاختصاصات المبينة في هذا القانون وتتبع وزارة الداخلية''· ثم صدر قانون بإعادة تنظيم الجهاز الحكومي في إمارة أبوظبي في عام 1977 واستنادا إلى هذا القانون تم تسمية ''المدير العام للشرطة'' بدلا من قائد الشرطة والأمن العام، وأصبحت شرطة أبوظبي تعرف ''بالمديرية العامة للشرطة''· في عام 1981 تم تغيير تسمية المديرية العامة لشرطة أبوظبي إلى ''الإدارة العامة لشرطة أبوظبي''· انتقال المقر وكان مقر مديرية الشرطة في البداية في منطقة السوق حاليا، ثم انتقلت إلى منطقة الكرامة (غرب 14) وفي 24/10/1983 قام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بافتتاح مبنى الإدارة العامة للشرطة الحالي في أبوظبي· ونتيجة للتوسع العمراني وازدياد عدد السكان والتقدم في الدولة ازداد عدد المنتسبين لقوة الشرطة من الضباط والأفراد، بحيث يغطي نشاط الشرطة مختلف المناطق، واستمر العمل في الوقت نفسه على تحسين مستوى العاملين في مختلف المجالات والتخصصات للنهوض بمستوى الخدمة والأداء، فقد تضاعف حجم قوة شرطة أبوظبي من عام 1974 إلى عام 1997 إلى أكثر من ستة إضعاف·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©