الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

إِنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أتْقَاكُمْ

إِنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أتْقَاكُمْ
20 أغسطس 2015 22:10
أخرج الإمام البيهقي في سننه عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبة الوداع فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلا لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلا بِالتَّقْوَى، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ، أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ»، (أخرجه البيهقي). إن الإسلام عقيدة وشريعة ودستور ونظام حياة، جاء ليقود الإنسانية لحياة كريمة في الدارين الدنيا والآخرة، ومنذ أن أشرقت شمسه وعم نوره الكون، والبشرية تعيش حياة كريمة طيبة آمنة. وعند دراستنا للتاريخ الإسلامي نجد أن المسلمين يوم تمسكوا بالإسلام وعملوا بأحكامه واهتدوا بهديه، احترمهم العالم وقدرهم ووضعهم في المكانة اللائقة بهم، وطأطأ لهم الشرق والغرب إجلالاً واحتراماً، لكن المسلمين وللأسف تفرقوا واختلفوا وأصبحوا شيعاً وأحزاباً، كل حز ب بما لديهم فرحون، مع أن الله عز وجل ذمَّ الفرقة والاختلاف. ومن المعلوم أن الإنسان سيد الكون، خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، فكل ما في هذا الكون مسخر لخدمة الإنسان، وقد ميز الله سبحانه وتعالى الإنسان عن غيره من المخلوقات، وفضله، والإسلام يعتبر الناس كلهم أمة واحدة ويساوي بينهم جميعاً لأن رسالته موجهة إليهم. والأسرة الإنسانية على اختلاف ألسنتها وألوانها انبثقت من أصل واحد، واختلافها في الألسنة والألوان آية من آيات الله جل علاه، وهذا الاختلاف أدعى إلى التعارف والتآلف والمحبة، لا إلى التناحر والبغضاء. نماذج من نور إن الإسلام لا يُميز بين إنسان وآخر، لا في العرق ولا في الجنس ولا في النسب ولا في المال، امتثالاً لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: «لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلا لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلا بِالتَّقْوَى». * فهذا رجل حبشي اسمه أسلم كان راعياً ليهودي يرعى غنماً له، ذُكرت قصته في كتاب «أسد الغابة في معرفة الصحابة»، ومن حديثه ما رواه إسحاق بن يسار، أن راعياً أسود أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محاصر لبعض حصون خيبر، ومعه غنم كان فيها أجيراً لرجل من يهود، فقال: يا رسول الله، اعرض عليّ الإسلام، فعرضه عليه فأسلم، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يحقر أحداً يدعوه إلى الإسلام، فعرضه عليه، فقال الأسود: كنت أجيراً لصاحب هذا الغنم، وهي أمانة عندي، فكيف أصنع بها؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اضرب في وجوهها، فإنها سترجع إلى ربها»، فقام الأسود فأخذ حفنة من التراب، فرمى بها في وجوهها، وقال: ارجعي إلى صاحبك فوالله لا أصحبك، فرجعت مجتمعة كأن سائقاً يسوقها، حتى دخلت الحصن، ثم تقدم الأسود إلى ذلك الحصن ليقاتل مع المسلمين، فأصابه حجر فقتله، وما صلّى صلاة قط، فأتى به رسول الله، فوضع خلفه، وسُجِّي بشملة كانت عليه، والتفت إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه نفر من أصحابه، ثم أعرض إعراضاً سريعاً، فقالوا: يا رسول الله، أعرضت عنه: قال: «إن معه لزوجته من الحور العين»، (أسد الغابة في معرفة الصحابة 1/‏‏103-104). * وهذا عطاء بن أبي رباح الفقيه المعروف الذي كان ينادى عنه في موسم الحج «لا يُفتي الناس إلا عطاء بن أبي رباح»، وذلك لمكانته العلمية، حيث رفع الله قدره بالعلم والدين، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. تلك هي طبيعة المجتمع المسلم، فهذا ديننا وتلك تعاليمه، وهذه أمتنا، وذلك ماضيها. أما آن للبشرية التائهة أن تعود إلى الأصل، إلى الحق، إلى سفينة النجاة التي تقودها إلى حياة كريمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©