الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الصمد» الكامل في صفاته وأفعاله المقصود في الحوائج

«الصمد» الكامل في صفاته وأفعاله المقصود في الحوائج
14 أغسطس 2012
أحمد محمد (القاهرة) - “الصمد” هو الذي تقدست ذاته عن إدراك الأبصار والأعيان، وتنزه جلاله عن أن يدخل تحت الشرح والبيان، مهما كان العقل متألقاً، لن يستطيع أن يحيط بذات الله العلية، لا يعرف الله إلا الله. ذكر اسم الله تعالي الصمد مرة واحدة في القرآن الكريم في سورة الإخلاص: “قل هو الله أحد، الله الصمد، لم لد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد”، وتعددت معاني اسم الله الصمد بين السيد والحي القيوم والنور والذي لا جوف له إلا أن أغلب المفسرين أجتمع علي تفسير “الله الصمد” بأنه المقصود في الحوائج على الدوام. ويقول أهل العلم من المفسرين، إن اسم الله “الصمد” يعني الذي له الكمال المطلق، الذي ليس فوقه أحد، الذي لا يكافئه من خلقه أحد المقصود إليه في الرغائب والمستغاث به عند المصائب، الكامل في جميع صفاته وأفعاله الذي لا عيب له، الأزلي بلا ابتداء، الأول بلا عدد والباقي بلا أمد والقائم بلا عمد، الذي لا تدركه الأبصار ولا تحويه الأفكار ولا تبلغه الأقطار وكل شيء عنده بمقدار، لا تعتريه الآفات. وروى الإمام أحمد من حديث أُبي بن كعب أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، انسب لنا ربك، فأنزل الله: (قل هو الله أحد الله الصمد، وقال الصمد الذي لم يلد ولم يولد، لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا سيورث، وإن الله عز وجل لا يموت ولا يورث). المطاع والصمد هو المطاع الذي لا يقضى دونه أمر، (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً)، وهو المقصود في الرغائب، والمستغاث به عند الشدائد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع”، والصمد بيده مقاليد كل الأمور، “ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم”. فالصمد صفة ذاتية لله عز وجل، واسم له ثابت بالكتاب والسنة، كما ورد في سورة الإخلاص، ولم يرد الاسم إلا في هذه السورة. ولأهل العلم أقوال كثيرة منها، أن المراد بالصمد هو الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد، الذي يصمد إليه أي يقصده الخلق في حوائجهم ومسائلهم، إذ لا يقدر على قضائها لهم غيره سبحانه. أن الصمد هو الذي انتهت إليه السيادة في كل شيء فلا سيد فوقه، وهو الذي كمل في سؤدده، والشريف الذي كمل في شرفه، والعظيم الذي كمل في عظمته، والحليم الذي كمل في حلمه، والغني الذي كمل في غناه، والجبار الذي كمل في جبروته، والعالم الذي كمل في علمه، والحكيم الذي كمل في حكمته، هو الله، وهذه صفته التي لا تنبغي إلا له. الذي لا يأكل و لا يشرب، الباقي بعد فناء خلقه، الذي لا تصلح العبادة إلا له، المستغني عن كل أحد و المحتاج إليه كل أحد، يفعل ما يشاء و يحكم بما يريد. “الصمد” من له الكمال المطلق في كل شيء، وهو المستغني، وكل من سواه مفتقر إليه، في كل شيء، ويعتمد عليه، وهو الكامل في جميع صفاته وأفعاله، لا نقص فيه لوجه من الوجوه، وليس فوقه أحد في كماله، وهو الذي يصمد إليه الناس في حوائجهم وسائر أمورهم، فالأمور أُصمدت إليه، لا يقضي فيها غيره. وقال ابن تيمية لفظ “الصمد” فيه الجمع، والجمع فيه القوة، فإن الشيء كلما اجتمع بعضه إلى بعض ولم يكن فيه خلل كان أقوى مما إذا كان فيه خلو، ولهذا يقال للمكان الغليظ المرتفع صمد، لقوته وتماسكه واجتماع أجزائه. الله المستحق والله المستحق لأن يكون هو الصمد دون ما سواه فإنه المستوجب لغايته على الكمال والمخلوق وإن كان صمداً من بعض الوجوه، فإن حقيقة الصمدية منتفية عنه فإنه يقبل التفرق والتجزئة، وهو أيضاً محتاج إلى غيره، فإن كل ما سوى الله محتاج إليه من كل وجه فليس أحد يصمد إليه كل شيء ولا يصمد هو إلى شيء إلا الله تبارك وتعالى وليس في المخلوقات إلا ما يقبل أن يتجزأ ويتفرق ويتقسم وينفصل بعضه من بعض والله سبحانه هو الصمد الذي لا يجوز عليه شيء من ذلك بل حقيقة الصمدية وكمالها له وحده واجبة لازمة لا يمكن عدم صمديته بوجه من الوجوه كما لا يمكن تثنية أحديته فهو أحد لا يماثله شيء كما قال “ولم يكن له كفوا أحد”. سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول، اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، فقال عليه الصلاة والسلام: “لقد سأل الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى وإذا دُعي به أجاب”. ومن أدب المؤمن مع هذا الاسم ألا يقصد بحوائجه غير الله، وأن يكون موحداً، وألا يعّول إلا على الله، ثقته به، أمله واعتماده وتوكله عليه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©