الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النعيم الحقيقي

24 أغسطس 2011 22:53
لا شيء ألذّ للقلوب ولا أبهج للروح من نعيم تحرّكت لأجله النفس المطمئنة وسعى لنيله كل عارف بمقامه، فلا نعيم يوازيه ولا لذة تعادلها ولا عطاء يقوم حياله، تضاءلت وتصاغرت كل أنواع النعيم أمامه، والعجب من يبيعه لغرض زائل أو متعة ذاهبة أو شهوة محرمة. وإليك يا ناظراً لكلماتي بعضاً من أحاديث نبينا صلى الله عليه وسلم وهو يصف لنا هذا النعيم، تاركاً لك الغوص بقلبك وروحك في ألفاظه ومعانيه قال صلى الله عليه وسلم:(إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟! أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ؟! فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ) ، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) (يونس) رواه مسلم. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ أُنَاسٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ:(هَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟) قَالُوا: لا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:(هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ؟) قَالُوا: لا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:(فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ). أسعد تلكم اللحظات لأهل الجنة وهم في لذة التنعم فيها بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، هو النظر إلى وجه الله تعالى يقول الله تعالى (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة). عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(قال الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر واقرءُوا إن شئتم: (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) السجدة رواه البخاري ومسلم. ولأجل هذا النعيم ونيله وحصوله كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يسأل ربه لذة النظر إلى وجهه الكريم، فقد روى الإمام أحمد من حديث أبي مجلز قال: صلى بنا عمارُ صلاةً فأوجز فيها، فأنكروا ذلك، فقال: ألم أتمّ الركوع والسجود؟! قالوا: بلى، قال: أما إني قد دعوت فيها بدعاء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به:(اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الغنى والفقر، ولذة النظر إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرةٍ ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداةً مهتدين). فيا أيها المؤمنون في بداية شهر رمضان أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن أبواب الجنة الثمانية قد فتحت لنا. فلنبادر لاغتنام ما بقي بالإقبال إلى الله تعالى وسؤاله أن يبلغنا جنته ويرزقنا النظر إلى وجهه الكريم. طالب الشحي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©