الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قمة لشبونة... وتجديد استراتيجية «الناتو»

قمة لشبونة... وتجديد استراتيجية «الناتو»
20 نوفمبر 2010 22:53
أعلن حلف الناتو، الذي خط لنفسه مساراً جديداً للقرن الجديد، أنه سيركز على أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ ومحاربة الإرهاب في أفغانستان "وعبر العالم" . كما تعهد بالسعي لوضع حد للأسلحة النووية، ولكنه قرر الحفاظ على الرادع النووي طالما أن مثل هذه الأسلحة موجودة في العالم. وفي هذا الإطار، قال الرئيس أوباما إن الحلف "متحد بالكامل". كما وصف مسؤولون في البيت الأبيض، مازالوا يعانون من انتكاسات منيت بها السياسة الخارجية خلال الجولة الآسيوية الأخيرة للرئيس، بيان رؤية "الناتو" الجديدة - إلى جانب الموافقة يوم السبت على مخطط لنقل المهام الأمنية في أفغانستان - على أنه "تبن" كامل لأجندة أوباما. وقد دعا أوباما مجلس الشيوخ ليحذو حذو "الناتو" والموافقة على الاتفاقية الجديدة لتقليص الأسلحة النووية مع روسيا، موضحاً أن الزعماء الأوروبيين عبَّروا له عن دعمهم لـ"الاتفاقية الجديدة لتقليص الأسلحة الاستراتيجية"، أو "ستارت الجديدة"، في تصريحات "واضحة جداً". وقال أوباما عن الأعضاء الأحدث في "الناتو"، الذين يشير بعض المناوئين "الجمهوريين" للاتفاقية إلى تخوفاتهم: "لا أحد يدرك الحاجة إلى أوروبا قوية وآمنة وديمقراطية أكثر من حلفائنا في أوروبا الوسطى والشرقية"، مضيفاً "تماماً مثلما أنها تمثل أولوية أمن قومي بالنسبة للولايات المتحدة"، فإن الاتفاقية "ستقوي تحالفنا وستقوي الأمن الأوروبي". ويمثل "المفهوم الاستراتيجي"، الذي تم تبنيه في بداية قمة "الناتو"، التي عقدت على مدى يومين في لشبونة، التزاماً رسمياً بتمديد نطاق الحلف الذي كان محدوداً في الماضي ليشمل الحروب البعيدة، مثل حرب أفغانستان، إذا رأى الحلف أن ذلك ضروري لمنع هجمات الإرهابيين من بلوغ حدود الدول الأعضاء الثمانية والعشرين في أوروبا وأميركا الشمالية. ويمكن القول إن الأمر يتعلق هنا، من عدة نواح، بمحاولة السياسات مواكبة الحقائق التي على الأرض. فالناتو منخرط رسمياً في حرب أفغانستان منذ سبع سنوات؛ وبعض أبرز جيوش الحلف، وبخاصة الولايات المتحدة، يحارب هناك منذ تسع سنوات. غير أن قرار زعماء "الناتو" شدد الرغبة في توسيع أنشطة الحلف رسميا نحو التهديدات التي ظهرت منذ توقيع اتفاقية شمال الأطلسي في 1949 للتصدي للاتحاد السوفييتي. وتعليقاً على هذا الموضوع قال أمين عام" الناتو" أنديرس فوغ راسموسن: "إن العالم يتغير... لدينا تهديدات جديدة وتحديات جديدة". وكانت أفغانستان أكثر موضوع إلحاحاً أثناء اجتماع زعماء الحلف في العاصمة البرتغالية تحت أمطار خريفية غزيرة؛ حيث أكد "راسموسن" أن الحلف سيعلن اعتزامه الشروع هذا الربيع في نقل المسؤوليات الأمنية إلى القوات الأفغانية والمسؤولين المدنيين الأفغان في بعض الأجزاء من البلدان التي دمرتها الحرب، مشيرا إلى أن الجدول الزمني ينص على أن تصبح كل البلاد خاضعة لسيطرة الحكومة الأفغانية بحلول 2014، باستثناء بقاء قوة دولية معتبرة إلى ما لا نهاية للاضطلاع بدور الدعم ضمن ما وُصف بأنه شراكة بين الناتو وأفغانستان. ووصفت إدارة أوباما "المفهوم الاستراتيجي" باعتباره نتيجة سياسات قالت إن الرئيس وضعها العام الماضي، بدءاً بخطاب في براغ حدد فيه هدف "عالم خال من الأسلحة النووية" وإن حذر من أنه هدف لن يتحقق خلال حياته. وفي هذا الإطار، قال إيفو دالدر، السفير الأميركي في الناتو، إن أحد القرارات المهمة هو إعادة صياغة وتوسيع تعاون الحلف في نظام دفاع صاروخي لطالما قاومه بعض الأعضاء، مضيفاً أن "إدارات سابقة" ومعظمها جمهورية، "حاولت الحصول على نظام دفاع صاروخي أوروبي ولم تنجح". وفي تعليقه على هذا الموضوع قال أوباما إن النظام المقترح "قوي بما يكفي ليغطي كل تراب وسكان البلدان الأوروبية التابعة للناتو، إضافة إلى الولايات لمتحدة". ويوم السبت، التحق الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بالجمع من أجل المشاركة في اجتماع مجلس الناتو- روسيا، حيث مُنحت روسيا خلاله الفرصة للتعاون حول تعريف النظام وكيف يمكن لروسيا أن تشارك فيه. أما تركيا، التي يتوقع المقترح أن تحتضن بعض مكونات النظام، فقد قاومت الموافقة على المخطط إلى ما بعد حوارات يوم الجمعة، وبخاصة اللقاء بين أوباما والرئيس التركي عبدالله غول على هامش اجتماع الحلف. وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية إن المباحثات حول مطالب تركيا بشأن السيطرة على المعدات التي على أراضيها قد أرجئت إلى وقت لاحق؛ ولكن الحلف راعى التخوف التركي الآخر عندما لم يشر إلى إيران باعتبارها واحداً من التهديدات التي سيصمَّم النظام من أجل حماية الحلفاء منه. إلى ذلك، عقد أوباما اجتماعا ثنائياً نادراً يوم السبت مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، بعد خطاب كرزاي إلى زعماء وممثلي "الناتو" المجتمعين من 20 دولة أخرى لديها قوات في بلاده. ومعلوم أن العلاقات الأميركية- الأفغانية وصلت إلى مستوى متدن الأسبوع الماضي عندما انتقد كرزاي أنشطة العمليات الخاصة الأميركية ودعا القوات الأجنبية إلى تقليص حضورها رغم ترخيص أوباما للزيادة في هجمات جيش التحالف. كما استمع زعماء الحلف إلى الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الأميركية وقوات الناتو في أفغانستان، الذي قدم لهم إيجازاً حول التقدم في الحرب. ومن المرتقب أن يوافق زعماء الحلف على عملية نقل المهام الأمنية إلى السلطات الأفغانية على مدى أربع سنوات، إضافة إلى اتفاق حول دعم طويل المدى من قبل "الناتو". وبإعلان نيته بناء شبكة دفاعية ضد الصواريخ الباليستية في أوروبا، أكد "الناتو" أن التحالف سيحتفظ برادعه النووي إلى ما لا نهاية، حيث جاء في إعلان الاستراتيجية الذي يقع في 11 صفحة أن "الردع، المبني على خليط مناسب من القدرات النووية والتقليدية، يظل عنصراً أساسياً من استراتيجيتنا العامة". ويمثل ذلك تنازلًا من قبل ألمانيا، التي كانت تجادل، إلى جانب بلدان أخرى، ضد الحفاظ على أسلحة نووية في أوروبا إلى ما لا نهاية. كما وافقت ألمانيا على إرجاء بحث إزالة أسلحة نووية تكتيكية من على ترابها. ويذكر هنا أن العديد من خبراء مراقبة التسلح يصفون مئات الأسلحة الموجودة هناك بأنها عبء ومسؤولية أكثر منها امتيازاً، كونها عرضة لوصول الإرهابيين إليها وعديمة الفائدة داخل أوروبا. وقد اتفق الحلفاء في استراتيجيتهم الجديدة على مراجعة الموقف النووي العام في المستقبل القريب. إدوارد كودي وكارن دي يانج لشبونة ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفس"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©