بعد أيام معدودات يحين موعدنا مع مناسك اكثر من رائعة، تغلغل بروحانيتها في قلوبنا وترسخ صورها في أذهاننا، كيف لا وهي فريضة شرعها الله لمن استطاع إليه سبيلا، إنها فريضة الحج الرائعة، يجتمع فيها المسلمون من كل فج عميق لأداء الطاعات والابتعاد عن اللذات تقربا من الله عز وجل وحبا له، فهنيئا لكل حاج حج بيت الله، والله يرزقنا ويرزق من لم يحج هذه السنة بحجة في السنة القادمة، فقد اصبح الحج في هذا الزمان مختلفا عن ذي قبل، فقد زادت التسهيلات وقلت المتاعب بفضل من الله وفضل المسؤولين القائمين بواجباتهم في مكة المكرمة، مما أدى إلى ترتيب الأمور وقلة المصابين والوفيات وزيادة الحجاج إلى بيت الله الحرام.
ومع هذه التسهيلات ظهرت ظاهرة غريبة فاجأت الجميع وربما وقعتها عليهم أقوى من الصاعقة نفسها، حيث باتت بعض الحملات بلا رقيب ولا حسيب على أسعارها للحج، الغريبة أن بعض الحملات يا جماعة الخير أصبحت تزيد كل سنة في حملاتها بمعدل يفوق الزيادة الطبيعية وبصورة مبالغ فيها من دون سبب منطقي.
ففي احدى الحملات معدل الزيادة فيها يفوق 100% على كل حاج، يعني مثلا لو كانت الحملة بـ18000 للحاج السنة التي مضت، يكون على الحاج المكلوم في السنة القادمة أن يكون مستعداً لمفاجآت الأسعار، حيث يتوجب عليه أن يدفع هذا العام 36000 بحجة أن صاحب الحملة يوفر كل شيء من «الزين»، وهذا ما لا نعترض عليه أبدا، فكل حملة تريد التميز والأفضل، ولكن ما لا نرضاه هي تلك الزيادات «المجنونية» التي طرقت باب الحملات ليحملها على كاهله المواطن المغلوب على أمره، حتى إن البعض بات يقترض من البنوك كي يتمكن من أداء هذه الفريضة العظيمة، والبعض الآخر يدفع لحج البدل عن ذويهم بدلا من الذهاب بأنفسهم لأدائها كونها أرخص بكثير.
والآن عزيزي القارئ، لابد من أن مجموعة من الأسئلة تراءت لك وهي: من المسؤول عن السماح لمثل هذه الحملات؟ أين هم المراقبون والمسؤولون عن ارتفاع أسعار الحملات؟ هل هناك من رادع لزيادة أسعار الحملات ليصبح أداء الحج فريضة خالصة، لا تجارة جديدة لكسب الأموال من جيوب المغلوبين على أمرهم ؟ هل سيأتي علينا زمان وتتعدى فيه الزيادة فوق المعقول ليصبح عليك يا أخي الحاج أن تجمع ثروة لأداء فريضة الحج؟.
ختاما: نتمنى من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف تحجيم الارتفاع العشوائي لأسعار الحج سنوياً، فلابد من وضع إجراءات رادعة وسن تشريعات تظهر للسطح لمنع مثل هذه المبالغات. نأمل أن نسمع أو نقرأ أو نرى بأم أعيننا لا بأبيها قرارا صارما يضع حدا لمثل هؤلاء، ويحدد سعرا معينا للحج السريع أو التمتع كي ينعم الجميع بهذه الفريضة، ويحقق حلم أدائها في حياته من دون مبالغة ولا زيادة في أسعارها.. نتمنى أن يحدث ذلك قريبا.. وإنى لكم أيها المسؤولون من المنتظرين!!
ريا المحمودي -رأس الخيمة
عدد اليوم
