الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الدروس الخصوصية تثقل كاهل أولياء الأمور وتسيء إلى أخلاقيات المهنة

الدروس الخصوصية تثقل كاهل أولياء الأمور وتسيء إلى أخلاقيات المهنة
20 نوفمبر 2010 22:57
تنتشر ظاهرة الدروس الخصوصية بين الطلبة بشكل يشي بتحولها إلى «وجاهة اجتماعية»، على الرغم من ارتفاع أسعار الدروس، وعدم قانونية ممارستها، وتجاوزها لأخلاقيات مهنة ورثة الأنبياء. وقالت أم محمد إنها لجأت إلى المدرسين الخصوصيين لعدم تفرغها وزوجها لمتابعة أبنائها، نظراً لانشغالهما في العمل. كما أن المناهج الدراسية صعبة وتحتاج إلى جهد كبير. كما أن عدد الطالبات في الفصل 29 طالبة، إضافة إلى أن الأنشطة والمشاريع التي تطلبها المعلمات كثيرة. وأشارت منال أحمد إلى أنها تبحث عن معلمة قبل بدء العام الدراسي لكي تتابع دروس أبنائها مع معلمة تعطي جميع المواد للمرحلة التأسيسية بـ 1000 درهم للشهر الواحد. وقالت فاطمة أم طلال إنها تعاقدت مع معلمة لاستذكار الدروس مع ابنها من بداية العام الدراسي ولغاية موعد امتحانات نهاية العام، مقابل 100 درهم في الأيام العادية، تزيد إلى 200 في أيام الامتحان، وتتضاعف ليلة الامتحان. وقالت أم سعيد ولية أمر إن الدروس الخصوصية لأبنائها الثلاثة كلفتها في العام الماضي 6500 درهم، حيث تصل قيمة الساعة إلى 150 درهماً للطالب. وشكت أم سعيد من المبالغة في أسعار الدروس الخصوصية التي تستنزف جيوب أولياء الأمور، وشبهت المدرسين بـ»المنشار» في أسعارهم، إلى جانب المذكرات التي نقوم بجمعها من جميع المكتبات في المنطقة. وقال عبدالله محمد، ولي أمر، إن الدروس الخصوصية سببها قلة تركيز الطلبة في الفصل، حيث تعاني مدارسنا من ارتفاع الكثافة الطلابية، حيث يصل عدد الطلبة في الفصل إلى 28 طالباً. كما أن معاملة بعض المعلمين تسبب النفور والضجر منهم واللجوء إلى متابعة الدرس خارج المدرسة، معتبراً أن تشديد الضوابط الإدارية من المنطقة التعليمية تقضي على ظاهرة الدروس الخصوصية. ظاهرة تتعارض مع أخلاقيات المهنة قال أحمد سالم المنصوري مدير مكتب الشارقة التعليمي بالمنطقة الشرقية بالمنطقة الشرقية إن وزارة التربية والتعليم أصدرت تعميماً يحمل رقم (772) بشأن منع الدروس الخصوصية ومكافحتها، بعد أن استفحلت في الفترة الأخيرة، خصوصاً بعد تطبيق نظام التقويم المستمر. ولفت المنصوري إلى أن الدروس تتعارض مع أخلاقيات المهنة وتؤثر سلباً في كفاءة العملية التربوية بمدخلاتها ومخـــرجـــاتها، علـــماً بأنها لا تتوافق مع عقيدتنا، فهي ظاهرة خطيرة ودخيلة على مجتمعنا، لافتاً إلى أن قرار فتح مراكز تقوية للطلبة والطالبات وبرسوم رمزية جداً، من شأنه مكافحة هذه الظاهرة، حيث يختار الطالب المعلم الذي يريد ويقوم مشرف المركز بالاتصال بالمعلم ولا يتجاوز عدد الطلبة في فصول التقوية ستة طلاب. وناشد أولياء الأمور برفض إعطاء الدروس الخصوصية في المنازل وعدم الانسياق وراء الأبناء بطلب الدروس الخاصة، موضحاً أن الهيئات التدريسية على استعداد للإجابة عن استفسارات الطلبة وأسئلتهم وتم فتح فصول تقوية للطلبة في المدارس مجانا وتم تفريغ مجموعة من الموجهين لكل المواد وخصصت أرقام هواتف للتواصل معهم من قبل الطلبة قبل موعد الامتحانات ولآخر يوم. وقال الدكتور محمد صالح مسؤول قسم مراكز التقوية والتعمق بمكتب الشارقة التعليمي بالمنطقة الشرقية إن المكتب افتتح ستة مراكز للتقوية في كل من خورفكان وكلباء ودبا الحصن للذكور والإناث، بهدف رعاية الطلبة متوسطي المستوى الدراسي ورفع مستواهم والتخفيف من الأعباء المالية على أولياء الأمور بعدم لجوئهم للدروس الخصوصية، وذلك بإشراف مشرفين متخصصين لحصر المعوقات وتذليل الصعوبات التي تواجه المراكز والتنسيق مع المدارس وحث الطلبة على الالتحاق بالمراكز. وقال موجه الرعاية الاجتماعية بمكتب المنطقة الشرقية إبراهيم علي حسن إن إدارة المكتب عملت على تنظيم برنامج فصول التقوية، حيث خصصت مدرستين في كل منطقة للإناث والذكور بأسعار رمزية تتراوح بين عشر و عشرين درهما للحصة الواحدة، ولكن على الرغم من ذلك لم نتمكن من القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية، عازياً ذلك إلى عدم تفهم أولياء الأمور وتعاونهم مع إدارة المكتب التعليمي، حيث يفضل كثير من أولياء الأمور أن يكون المعلم خاصاً بالأسرة، ويشعر أولياء أمور الطالبات بالأمان والاطمئنان عندما يكون المعلم في المنزل أمام أعينهم. تجارة رابحة وقال أحد معلمي الثانوية العامة: «نعتبر الدروس الخصوصية تجارة رابحة وموسماً لجمع الأموال وشراء تذاكر السفر والهدايا للأهل، مع قليل من الضغط النفسي والعصبي نحصل على مبالغ طائلة فنبدأ من الساعة الثالثة ظهراً حتى ساعات الفجر أحياناً نتنقل بين منازل الطلبة، وقد نتقاسم أعداد الطلبة مع زملائنا المعلمين من منطقة أخرى والأسعار نحددها دون تفاوض. وقالت معلمة طلبت عدم ذكر اسمها إنها تقوم باستذكار الدروس في جميع المواد من بداية العام وقبل موعد الامتحان تزدحم ساعات العمل وتكثر الطلبات، ولذلك أتفق مع زميلاتي في تحديد الساعات والمواعيد والأسعار أيضا، فيكون 1000 درهم للمرحلة التأسيسية و1200 للصف السابع والثامن و1500 للصف التاسع. وقال معلم آخر: «استقلت من وزارة التربية وبدأت بمشروع الدروس الخصوصية وهو الأنفع والأكثر فائدة، لأنني أحصل على أكثر من ضعف راتبي بالوزارة».
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©