السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

البرازيل في صدمة بعد تورط أمنيينفي قتل جماعي

البرازيل في صدمة بعد تورط أمنيينفي قتل جماعي
20 أغسطس 2015 23:12
ريو دي جانيرو (أ ف ب) عاشت البرازيل حالة من الصدمة بعد عرض مشاهد سجلتها كاميرات مراقبة تظهر دخول رجال ملثمين إلى أحد النوادي في ضاحية ساو باولو وقتلهم روادها بدم بارد، إلا أن أكثر ما يثير الذهول هو أن المشبوهين الرئيسيين في هذه القضية هم عناصر من الشرطة البرازيلية. وتواجه الشرطة في هذا البلد تنديدات واتهامهات بأنها من الأكثر عنفاً في العالم، وتمثل تجاوزات عناصرها جزءاً من الجانب المظلم للبرازيل التي تسعى مع ذلك إلى الحصول على تقدير دولي بفضل قوتها الصناعية وغابة الأمازون وكرنفال ريو الشهير أو دورة الألعاب الأولمبية لعام 2016 في ريو دي جانيرو. وتتهم منظمة العفو الدولية الشرطة في ريو دي جانيرو بقتل أكثر من 1500 شخص خلال السنوات الخمس الأخيرة. وقتل خمسة أشخاص بينهم امرأة الاثنين في مدينة أوبرلانديا الواقعة على بعد 550 كلم شمال ساو باولو، جراء إطلاق أعيرة نارية من العيار الثقيل علما أن في يوليو، على بعد أكثر من ألفي كيلومتر من هذا المكان، قتل 37 شخصاً في ثلاثة أيام في مدينة ماناوس عاصمة منطقة الأمازون. وفي كل واحدة من هذه الحالات كما في قضايا أخرى لم تحدث ضجة إعلامية كبيرة في وسائل إعلامية، كان عناصر من الشرطة أبرز المشبوهين فيها. أما الدافع المفترض فهو الثأر. فقبل المجزرة المرتكبة في النادي المتواضع في ساو باولو، جرى اغتيال عنصر أمني وشرطي. كما شهدت مدينة أوبرلانديا مقتل حارس سجن عشية جريمة القتل الجماعي. كما قتل شرطي في ماناوس لدى خروجه من مصرف قبل المجزرة التي شهدتها المدينة. وفي مارس 2005 في ضاحية ريو دي جانيرو، أردى حوالي عشرة مسلحين 30 شخصاً في غضون ساعة، وهي مجزرة قيل إنها «رد» على طرد شرطيين متهمين بعيوب سلوكية وفق الشرطة. ويؤكد الخبير في شؤون الشرطة والعضو في المنتدى البرازيلي للأمن العام رافاييل الكاديباني دا سيلفيرا أن «هذه الحالات تتكرر بوتيرة كبيرة» مشيراً إلى أن الشرطة البرازيلية معتادة على الأخذ بالثأر لأنها تعتبر أن الدولة لا تقوم بالعمل المطلوب منها خصوصاً في حالات قتل شرطيين خارج أوقات خدمتهم. أما المنطق المتبع في هذا الوضع فهو «عند قتل أحد أصدقائك من دون حصول شيء لإحقاق العدالة، عليك تولي زمام المبادرة بنفسك والثأر لصديقك». ويلفت الخبير إلى أن التقديرات الرسمية الصادرة في التقرير الأخير بشأن الأمن العام عن مقتل 500 عنصر شرطة سنوياً، بينهم 75% خارج ساعات خدمتهم، تمثل أقل من نصف العدد الحقيقي. ويؤكد 80% من الشرطيين أن أحد زملائهم في الخدمة تعرض للقتل. ويبدو أن جزءاً غير يسير من المجتمع البرازيلي يظهرون تسامحاً إزاء انتهاك القواعد الموضوعة من الدولة حيال التعاطي مع المجرمين. وقد نشرت الصحف البرازيلية صوراً لانتهاكات جرت بحق مشتبه فيهم، يظهر في إحداها شاب مربوط بعمود ويتعرض للضرب حتى الموت في مدينة ساو لويس دو مارانياو شمال شرق البرازيل، من دون أن يؤدي ذلك إلى أي موجة استنكار في البلاد. وقالت مقدمة تلفزيونية في تصريحات أدلت بها أخيراً تعليقاً على مشهد تعليق سارق دراجة هوائية بعمود من عنقه «في بلد يعاني عنفاً مزمناً، يمكن تفهم موقف الأشخاص الذين يأخذون ثأرهم بأنفسهم». ومع أن رجالًا من الشرطة ضالعون على الأرجح في مجازر مرتكبة أخيراً في البرازيل، لكن قلة من الناس يتوقعون محاكمة أي منهم في وقت قريب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©