الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أئمة المساجد يدعون إلى الاقتصاد في المعيشة والابتعاد عن الإسراف

أئمة المساجد يدعون إلى الاقتصاد في المعيشة والابتعاد عن الإسراف
28 فبراير 2009 02:24
حذّر خطباء الجمعة في مساجد الدولة المسلمين أمس، من الإسراف باعتباره سلوكا مذموما يبدد الأموال والثروات· ودعوا إلى الابتعاد عنه بالاقتصاد في المعيشة والاعتدال في الإنفاق، تطبيقاً لقول الله تعالى ''ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين''، ولقول رسوله صلى الله عليه وسلم ''إن الهدي الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة''· وناشد الخطباء المسلمين بالتعاون مع الجهات الرسمية التي تدعو مشكورة إلى ترشيد الاستهلاك في الانتفاع بالمرافق الحيوية لأنه أمر مطلوب شرعاً من باب التعاون على المعروف، والخير في الترشيد والاعتدال، مشيرين الى أنه ''لو سلكنا السبيل الأقوم في استخدام هذه النعم الكثيرة لانتفعنا بها في حاضرنا ومستقبلنا نحن وأجيالنا''· وقال أئمة المساجد في خطبة الجمعة الموحدة إن المسلم يتميز بالوسطية والاعتدال في كل شيء، ''فلا إفراط ولا تفريط، ولا غلو ولا مجافاة، ولا إسراف ولا تضييق، وإنما اعتدال وتوازن في الأمور كلها''· وأشاروا إلى قول المصطفى ''ثلاث مهلكات، وثلاث منجيات··· وأما المنجيات: فالعدل في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، وخشية الله في السر والعلانية''· وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ''وأسألك القصد في الفقر والغنى'' والقصد هو الوسط المعتدل، وهو خلاف الإفراط· وأضاف الخطباء، من هنا جاء تحذير الإسلام من الإسراف، لأنه مجاوزة الحد أيا ما كان· وقد قال الله سبحانه وتعالى ''وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين''، وأوضحوا أن الله سبحانه وتعالى ينهانا في هذه الآية الكريمة عن الإسراف، ويبين جزاء المسرفين بأنه لا يحبهم، وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإسراف، فقال ''كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير مخيلة ولا سرف، إن الله يحب أن يرى نعمته على عبده''· وشرحوا أن المخيلة هي الخيلاء والتكبر، والسرف هو تجاوز الحد، وما يكون أكثر من الطاقة والقدرة· وقد قيل لا خير في سرف· وذكر أئمة المساجد أن من نعم الله سبحانه علينا نعمة المال، وقد أمرنا أن نستعملها وفق ما جاء في شرع الله تعالى من خلال اكتسابها وإنفاقها، ولذلك نهى الإسلام عن إضاعة المال فيما لا فائدة منه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ''إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال، وإضاعة المال وكثرة السؤال''· وقد وجه القرآن الكريم إلى الإنفاق بدون إسراف وأثنى على عباد الرحمن بأنهم يلتزمون منهجاً وسطا بين الإسراف والتقتير، قال عز وجل ''والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما''· ولفت الأئمة إلى أنه من مظاهر الإسراف التي تعاني منها المجتمعات، الإسراف في استخدام المرافق الحيوية التي تقوم عليها حياة الناس في هذه الأيام من ماء وكهرباء ونحو ذلك، فالماء قوام الحياة، وقد قال الله تعالى فيه ''وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون''· وشددوا على أنه ينبغي على الإنسان أن لا يسرف في استعمال الماء، ولا يهدره فيما لا يعود عليه وعلى مجتمعه بالنفع والفائدة· وقالوا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن الإسراف في استعمال الماء حتى في الوضوء، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن رسول الله صلي الله عليه وسلم مر بسعد رضي الله عنه وهو يتوضأ فقال ''ما هذا السرف؟''، فقال: أفي الوضوء إسراف؟ قال ''نعم، وإن كنت على نهر جار''· وأضافوا: إن المتأمل في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يلحظ بوضوح أنه كان يقتصد في استعمال الماء في طهارته، وإن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فعن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد· والمد هو ملء اليدين المتوسطتين لا مقبوضتين ولا مبسوطتين· فإذا كان هذا الاقتصاد في الطهارة، فما بالنا في غيرها؟· وأكد الخطباء على أن أهمية الكهرباء لا تقل عن الماء، ''فقد أصبحت في عصرنا من ضرورات الحياة، وأصبحت عماد الصناعات بشتى أنواعها وأشكالها، لذلك نحن مدعوون لاستعمالها في الحدود التي نحتاجها، وعدم تجاوز هذه الحدود، فلا نترك الأضواء أو المكيفات مشتعلة بغير داع، ولا نسرف في الإنارة، بل نجعلها على قدر الحاجة''· ونبهوا إلى أن الإسراف ضرره كبيرة على الفرد والمجتمع، ''ومن الواجب علينا جميعا أن نتعاون لمعالجة هذا الضرر''· وإعتبروا أن من سبل معالجته الإيمان الصادق، والالتزام بما جاء في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتأسي به، مع الإرادة الصادقة والعزم الأكيد على تجنب مظاهر الإسراف بكل صورها وأشكالها، ومما يعيننا على ذلك تذكر الحساب والسؤال يوم القيامة، قال تعالى ''ثم لتسألن يومئذ عن النعيم''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©