ستيفن ميكين يستلهم الزخرفة الإسلامية في «وردة الضباب» بدبي

يعرض الفنان البريطاني ستيفن ميكين عالم الهندسة والمعماري المتخصص بالشؤون الأثرية، مجموعة من الأعمال الفنية في معرضه «وردة الضباب» تتضمن تنويعات على الزخرفة الإسلامية والأشكال الهندسية، واستلهام المعابد والمواقع المقدسة في عدد من أرجاء العالم. هذه هي الروحية التي تحكم الاعمال في المعرض المقام خلال الفترة من العاشر وحتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري في «مجلس غاليري» بدبي، وتأتي هذه الروحية في الأعمال قريبة من روح الفن الإسلامي وتقاليده العريقة، وتتزاوج هذه الروح مع فن الهندسة بخطوطه وتكويناته المختلفة، المثلث والدائرة والمربع، حيث يركز الفنان على الدائرة كإطار للعمل، ويبدأ يشتغل في داخلها على الأشكال الأخرى. ولعل ما يميز هذه الأعمال كون الفنان يستخدم ثنائية الضوء والتعتيم بكثافة، وهو يستغل الفراغات وتداخل الأشكال، ويخلق مساحات متناقضة، لكنها تأتي في سياق الوحدة التي تحتوي التنوع والتعدد، ليعكس وحدة الوجود وتنوعه وتعدد عناصره وأشكاله وتناقضها في آن. دائرة كبرى تحتوي دوائر متداخلة، وهذه تنطوي على أشكال مثلثة أو مربعة، وهي معا تخلق مساحات تتطلب التوقف لتفكيكها وإعادة بنائها، ليخلط الأشكال ويجعلها تتداخل في صورة تعكس تداخل عناصر الكون وتفاعلها وتناقضها، هذه هي الصورة التي يخرج بها الفنان من خلال تشكيلاته هذه، وكذلك من خلال ألوانه التي تتركز في الأحمر وتدرجاته والأزرق بدرجاته المتنوعة. بهذه المعاني، يشكل عمل ميكين بحثا في العلاقة بين الهندسة، ذات الجذور الإسلامية، بما تمثله من تجريد، وبين الزخرفة الإسلامية وما تنطوي عليه من جماليات، وبين الآثار بما تحمله من رائحة التاريخ، وهنا تتدخل الألوان لتخلق مناخا مفتوحا على التجليات البصرية والروحانية، ولكن بأبعاد تجريدية مفتوحة على القراءات والتأويلات. وفي السياق ذاته تقريبا، يشتغل الفنان في مناخات تختلف بعض الشيء، حيث الأشكال تتجه مباشرة نحو الرسم الهندسي، ولكنها تنطوي على روحية خاصة، حيث تلتقي الدائرة مع المثلث والأشكال الأخرى ضمن حالة انفصالية لكل منهما، ويتم العمل هنا أقرب إلى رسومات الأطفال، ولكن ببساطتها وتعقيدها في آن. وهنا تحضر الألوان ذات المزاج المرح، لتتلاءم مع هذا الانفتاح بين الأشكال وتداخلها عن بعد. وبهذا يخلق الفنان مسافة بين عمله الهندسي الزخرفي، وبين عمله القائم على الجمع بين المنظور الهندسي والروح الطفولية، وما يستلزم ذلك من روح المرح لجهة الألوان. يشار إلى أن ستيفن ميكين من مواليد 1966 وهو عالم هندسة، ومهندس معماري، وباحث أثري يعمل في حقل الهندسة المقدسة. وقادته أبحاثه بعيدا عن الاتجاهات الحديثة في التصميم نحو المعابد الصخرية القديمة والزخرفة التقليدية. ومن وحي هذا صنع لوحات جميلة واضحة تجمع بين الأنماط التقليدية ذات الطابع الهندسي الإسلامي مع ما يعرف بـ»سلتيك عقدة العمل». وفي 2002 غادر عالم العمارة التجارية لقراءة الفنون الجميلة وحصل على درجة الماجستير، ومؤخرا عرض أعماله في معهد الأمير ويلز للهندسة المعمارية في لندن، للحصول على دكتوراه في الشريعة الإسلامية والفنون البصرية الإسلامية، حيث يجري تدريس الفن التقليدي والهندسة.