السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مدير محافظ : السياسة تتحكم في البورصة المصرية ونعمل بنظرية «اليوم بيومه»

مدير محافظ : السياسة تتحكم في البورصة المصرية ونعمل بنظرية «اليوم بيومه»
14 أغسطس 2012
القاهرة (رويترز) - جبل من الأموال يعتليه رجل وقد أمسك بدلو يغترف به من هذه الأموال ويسكبها من أعلى الجبل. يحتار المرء لوهلة في تفسير مغزى هذه اللوحة التي تزين قاعة الاستقبال في شركة لإدارة المحافظ المالية، لكنه سرعان ما تقع عيناه على نصيحة “لا تندفع وراء شائعات السوق” تتوج اللوحة. يشير وائل عنبة العضو المنتدب لشركة الأوائل لإدارة المحافظ المالية إلى اللوحة قائلاً “الكثير من العملاء يتطلعون للأسهم المرتبطة بالشائعات بسبب العائد الكبير. ولكن لا أحد يفكر في أن هذا العائد قد ينهار في لحظة”. يعمل عنبة في سوق المال منذ أكثر من 20 عاماً ويبرم صفقات ضخمة، يبيع ويشتري فيها عشرات الألوف من الأسهم يومياً. وقال “حققت ملايين الجنيهات خلال عملي وخسرت أيضاً ملايين. هذه هي طبيعة سوق المال. لا يوجد رابح دائماً دون خسارة. أسواق المال لا يمكن أن تخلو من المضاربات والشائعات”. ومضى قائلاً وهو يتابع ثلاث شاشات لأسعار الأسهم داخل مكتبه خلال مقابلة مع رويترز أمس الأول “البورصة هي حياتي. لا يمكن أن أنفصل عنها. أعمل 24 ساعة في اليوم. للأسف أنا مقصر جداً في حق بيتي وأسرتي بسبب البورصة”. وعنبة أب لثلاثة أبناء. وقال عنبة “نعمل الآن في السوق وفقاً لنظرية (اليوم بيومه). السياسة هي المتحكمة في السوق الآن”. التحليل الفني وأضاف رئيس مجلس إدارة شركة الأوائل الذي يحاضر في عدد من الجامعات المصرية “لا أعتمد على التحليل الفني في البيع والشراء بسبب عيوب تكوين المؤشر وتحكم ثلاثة أسهم في أدائه. 30% من محافظ الشركة استثمار على المدى الطويل و30% سيولة و40% متاجرة سريعة. ونعتمد على التحليل الأساسي”. وعن أسلوب إدارته للمحافظ المالية يقول عنبة “أدرس ميزانيات الشركات جيداً قبل الشراء في السوق ونحدد دائما أسعاراً مستهدفة للأسهم للبيع عليها على المدى الطويل وأسعاراً أخرى للمتاجرة السريعة”. يتلقى عنبة تقارير كل 15 دقيقة من عمر الجلسة عن أسعار شهادات الإيداع الدولية للأسهم المصرية في بورصة لندن وعن تعاملات الأجانب في السوق. ويقول وهو يلقي نظرة سريعة على أحد التقارير “قد أغير قرار الاستثمار في أي وقت في حالة حدوث أي حدث سياسي سلبي”. وخلال عام 2011 الذي شهد الإطاحة بالرئيس حسني مبارك تعرضت البورصة المصرية لتقلبات عنيفة وخسرت الأسهم نحو 194 مليار جنيه (31,9 مليار دولار) من قيمتها السوقية. وانتعشت سوق الأسهم في مطلع 2012 لتسترد جزءاً كبيراً من خسائرها وأخذت منذ ذلك الحين مساراً صاعداً تخللته فترات هبوط قصيرة على وقع التطورات السياسية. يقول عنبة “السوق المصرية مؤهلة للصعود ولكن الأحداث السياسية تقيد حركتها”. وأردف قائلاً “بعض العملاء خرجوا بشكل كامل من السوق وأغلقوا محافظهم المالية بعد ثورة 25 يناير”. وأسفر أكثر من عام ونصف العام من الاضطرابات في مصر عن إصابة الاقتصاد الهش بالشلل وتخويف السياح وهروب المستثمرين وتقويض النمو الاقتصادي واشتعال الاحتجاجات العمالية التي أضرت بأنشطة الأعمال بصورة حادة. التطورات السياسية ولتوضيح سرعة تأثر المتعاملين بالتطورات السياسية والأمنية، قال عنبة “المتعاملون غادروا شركات السمسرة الأحد الماضي (5 أغسطس) وهم في قمة السعادة باستمرار صعود السوق. ولكن مساء اليوم نفسه لم يتمكن أحد من النوم بسبب التفكير في تأثير أحداث سيناء على السوق في اليوم التالي”. وقتل مسلحون إسلاميون 16 جندياً من قوات حرس الحدود في الخامس من أغسطس، ثم اقتحموا الحدود الإسرائيلية قبل أن تقتلهم نيران القوات الإسرائيلية. وقال عنبة إنه في اليوم التالي “نجح تركيز تعاملات الأجانب على سهمي أوراسكوم للإنشاء وأوراسكوم تليكوم صاحبي الوزن الأكبر في المؤشر الأسبوع الماضي من تخفيف الخسائر رغم تخوف الكثيرين من تأثير أحداث سيناء على السوق”. ويرى عنبة الذي لم ينقطع هاتفه عن الرنين أثناء المقابلة أن “الأجانب دائماً الأكثر تأثيراً في السوق لشرائهم في الأسهم القيادية بعكس العرب الذين يتجهون دائماً للمضاربات”. وبلغ صافي معاملات الأجانب منذ بداية 2012 وحتى نهاية جلسة الخميس الماضي 3,512 مليار جنيه مبيعات، بينما سجل العرب 1,146 مليار جنيه مشتريات. وقال عنبة “الأجانب يخرجون من السوق المصري بسبب التوتر السياسي والأمني”. ودخلت مصر في مواجهة مباشرة مع تنظيمات إرهابية في سيناء بعد مقتل جنود حرس الحدود. وخلال إعطائه أوامر بالبيع على سهم إحدى شركات الاتصالات وإحدى الشركات بقطاع الكيماويات، قال عنبة “لا يمكن ألا نتعامل في أسهم الاتصالات والعقارات بشكل يومي. هذه الأسهم الأكثر نشاطاً في السوق”. ومع اقتراب جلسة التداول من نهايتها، أعطى عنبة أوامر شراء على الأسهم نفسها التي قام ببيعها في بداية الجلسة ولكن بأسعار أقل قائلاً “الجو غير صحي في السوق الآن ولا يساعد على اتخاذ قرار يتسم بالجرأة”. ومصر الآن بها رئيس ورئيس للوزراء لا يتمتع أي منهما بخبرة مالية تذكر في وقت تدهور فيه الاقتصاد. وتحتاج البلاد بشدة لإصلاحات اقتصادية ملموسة تأخذ في اعتبارها الوضع السياسي. ويزين الاستراحة الخاصة بالعملاء في الشركة عدد من اللوحات تحمل بعض الشعارات من أبرزها “كلما زادت المخاطرة زاد العائد”. الأسهم تصعد 1?5% القاهرة (أ ف ب) - ارتفع مؤشر البورصة المصرية أمس بنسبة 1,5% غداة القرارات التي أصدرها أمس الأول الرئيس المصري محمد مرسي بإحالة وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي ورئيس الأركان سامي عنان إلى التقاعد، وتعيين الفريق أول عبد الفتاح السيسي والفريق صحبي صادق خلفا لهما. وارتفع مؤشر البورصة الرئيسي اي جي اكس-30 بنسبة 1,5% ليغلق عند 5045,6 نقطة. وقال المحلل المالي مصطفى بدرة إن ارتفاع مؤشر البورصة «يعكس شعور المستثمرين بأن قرارات مرسي ستحقق استقراراً سياسياً في البلاد». وأضاف أن «الوضع تحسن نسبيا منذ فترة قصيرة خاصة بعد الإعلان عن الحكومة والأسهم في صعود، لكننا لا نزال نعاني مبيعات الأجانب».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©