الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

القادسية .. «قلعة الأبطال»

القادسية .. «قلعة الأبطال»
27 ديسمبر 2017 00:24
الكويت (الاتحاد) في فبراير من عام 1973 لم ينجح أحد في الصمود أمام عاصفة سانتوس البرازيلي في المنطقة العربية بقيادة بيليه، ورفعت أقوى الفرق والمنتخبات الراية البيضاء، هناك من خسر بالسبعة مثل منتخب البحرين، وهناك من خسر بالخمسة مثل الأهلي المصري، وأيضاً هناك من خسر بالأربعة مثل النصر الإماراتي. ولكن هنا في مصنع النجوم .. وقلعة الإنجازات كان الموعد مع التاريخ، التعادل الوحيد لفريق بيليه خلال جولته في 7 دول عربية كان أمام القادسية في 12 فبراير 1973. 44 عاماً مرت على المباراة التاريخية، ولا يزال الجيل الأول، يذكر تفاصيل المواجهة، وكيف أبدع جاسم يعقوب أمام بيليه، على ملعب ثانوية الشويخ، فقد احتشد الجمهور الكويتي في الملعب لرؤية «الجوهرة» بيليه الذي سجل أول هدف، إلا أن جاسم يعقوب لم ينتظر كثيراً، وفي الدقيقة 30، رفع عبدالله العيسى كرة إلى «المرعب» جاسم يعقوب وضعها بقدمه اليمنى داخل شباك النادي البرازيلي لتنتهي المباراة بنتيجة 1-1. وكان عنوان القبس الكويتية: «جاسم يعقوب بيليه القادسية سجل التعادل». ولا يزل الجمهور «القدساوي» يفتخر أن الجوهرة السوداء بيليه مر من هنا، والمرعب جاسم يعقوب أسطورة الكرة الكويتية ودورات الخليج خرج أيضاً من هنا. جاسم يعقوب كتب التاريخ مع جيل من ذهب، يضم عبدالله العيسى، وعبد الحميد الشطي، وعبد الله العصفور، وفهد العيسى، وسلطان يعقوب، وفاروق إبراهيم. في منطقة حولي بالكويت، تشتم رائحة الانتصارات وتتلمس في كل مكان الكؤوس والميداليات، حيث خرج نجوم «القلعة الملكية»، حيث مقر النادي القدساوي الذي سطر تاريخاً طويلاً للرياضة الكويتية، خاصة كرة القدم، ودائماً ما يفتخر الجمهور بأنه قدساوي، فهو النادي الأكثر شعبية في الكويت. لن تحتاج إلى الذهاب لمحرك البحث، لكي تعرف الكثير عن جاسم يعقوب، فهو إحدى أساطير القادسية، ومن صناع الإنجازات فيها، ومن الذي ينسى فيصل الدخيل «ملك» الكرة الكويتية، وهل يمكن أن نتجاهل عبد العزيز حسن، ومحمد إبراهيم، وفاروق إبراهيم، ومؤيد الحداد، وسعود بوحمد، وشقيقه حمد بوحمد، وعبد الله العصفور، وآخرين مروا على «القلعة الملكية». عندما دخلنا النادي، وجدنا جيلاً جديداً من الصغار، ربما يكون أحدهم فيصل الدخيل في المستقبل أو جاسم يعقوب، فهم يتدربون ويحملون الكثير من الأمل في مواصلة الانتصارات، ومررنا إلى داخل النادي، فهناك في الخزائن توجد الكؤوس والدروع والميداليات التي لا حصر لها. تحدثنا مع مؤيد الحداد نجم القادسية السابق عن مسيرة الفخر والإنجازات، فقال: «القادسية قاموس رياضي مملوء بكل المعاني، و«كامل الدسم» بما يحتويه من أسماء وحكايات مع البطولات وفصول مع الإنجازات تتعاقبها الأجيال، والنادي إحدى أكبر القلاع الخليجية والعربية والآسيوية، وهو ما يحملنا مسؤولية الاستمرار في العمل وإعداد كوادر إدارية تواصل المهمة من بعدنا». وقال: «النادي رغم كل ما يواجهه، فإنه ما زال صامداً، ويحصد العديد من البطولات والإنجارات، وسنظل هكذا بقوة دفع الجماهير والتاريخ، والمواهب التي يملكها النادي تحتم علينا العمل باستمرار وجلب أفضل المدربين والإداريين، خاصة أننا نعتبر القادسية واجهة للرياضة في الكويت، خاصة أن التاريخ يقول إذا القادسية بخير فإن الرياضة بخير. وأضاف أن القادسية كان وما زال، وسيظل صانعاً للنجوم، ومدرسة لتخريج الأسماء التاريخية، فهو من يمنح الفرصة لكل مجتهد أن يدخل التاريخ، ويمهد الأرض لكل طموح أن يصنع المجد، و«القلعة الملكية» تزرع في أي ناشئ صغير الانتماء، وهو الكنز الحقيقي في النادي، فربما تجد أي لاعب في القادسية بأي رياضة لا يتقاضى نفس ما يتقاضاه لاعب أقل منه موهبةً في نادٍ آخر، ولكنه في الوقت نفسه يعرف معنى الانتماء والولاء، واللعب من أجل الجمهور، وهي أمور لا تتوفر في العديد من الأندية، ولا يمكن صناعتها، بل هي إرث تاريخي، يأتي عبر عقود من الزمن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©