اشتباكات بين القوات اليمنية و «الانفصاليين» في الجنوب

أُُصيب ما لا يقل عن 6 مسلحين، بينهم جنود، في اشتباكات اندلعت أمس بمدينة الضالع، جنوبي اليمن، بين قوات عسكرية ومسلحين انفصاليين “حاولوا قطع الطريق المؤدي” إلى مدينة عدن التي تستضيف غداً الاثنين فعاليات افتتاح البطولة العشرين لكأس دول الخليج العربية لكرة القدم.وقالت مصادر محلية لـ(الاتحاد) إن الاشتباكات اندلعت بعد أن منعت القوات الحكومية المسلحين الانفصاليين من الخروج من مدينة الضالع. وانتشرت حشود عسكرية بشكل مكثف على الطريق الحيوي الذي يمر عبر مدينة الضالع، والذي كان يربط في السابق بين شمال وجنوب اليمن قبل إعلان الشطرين توحدهما في العام 1990. وأوضحت المصادر أن الاشتباكات بين الطرفين أسفرت عن إصابة مسلحين اثنين وجنديين. وكان فصيل تابع لما يسمى بـ”الحراك الجنوبي” الذي ينادي بانفصال الجنوب عن الشمال، دعا الأسبوع الماضي، أنصاره إلى “قطع الطرق المؤدية” إلى المحافظات الجنوبية، بالإضافة إلى تنظيم مسيرة “مليونية” تتوجه غدا الاثنين إلى مدينة عدن، بهدف إفشال البطولة الرياضية التي يستضيفها اليمن، وسط إجراءات أمنية مشددة، للمرة الأولى في تاريخ هذه البطولة. وكان المئات من أنصار “الحراك الجنوبي” تظاهروا في وقت سابق أمس بمدينة الضالع احتجاجا على استضافة اليمن البطولة الخليجية. وذكر شهود عيان لـ(الاتحاد) أن المتظاهرين رفعوا رايات خضراء وأعلام دولة ما كان يعرف بـ”جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”، بالإضافة إلى صور للمعتقلين، ولنائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، الذي يقيم في المنفى منذ العام 1994. وأشار شهود عيان إلى أن قوات تابعة للأمن المركزي فرقت التظاهرة بإطلاق أعيرة نارية في الهواء وقنابل مسيلة للدموع، قبل أن تنفجر قنبلة مصدرها مجهول بجانب إحدى السيارات العسكرية ما أدى إلى إصابة جنديين اثنين.بدورها، اعتقلت الأجهزة الأمنية 13 شخصاً في سوق “سناح” القريب من المجمع الحكومي بالضالع. من جانبه، قال مدير أمن محافظة الضالع العميد غازي الأحول لـ(الاتحاد) إن الوضع بمدينة الضالع “تحت السيطرة”، مضيفا أن المسلحين الانفصاليين “حاولوا قطع الطريق المؤدي إلى مدينة عدن لكنهم فشلوا”.ونفى المسؤول الأمني الأنباء التي تحدثت عن وقوع أي إصابات جراء الاشتباكات المتقطعة بين القوات الحكومية والانفصاليين.في هذه الأثناء، قالت مصادر صحفية في عدن لـ(الاتحاد) إن الأجهزة الأمنية “قامت بتركيب كاميرات مراقبة في الشوارع الرئيسية بالمدينة”. وأوضحت المصادر أن مدينة عدن، التي بدأت منذ أواخر الأسبوع الماضي في استقبال الجماهير الخليجية المؤازرة لمنتخباتها المشاركة في البطولة، “خلت من أي انتشار أمني للقوات الحكومية”، معتبرة أن ذلك “محاولة” من السلطات اليمنية “لطمأنة” الوفود الخليجية “باستقرار الوضع داخل المدينة”. وأشارت إلى أن وجود “انتشار بسيط” للجنود اليمنيين “مع كلاب بوليسية” بالقرب من الفنادق والمنتجعات السياحية. إلى ذلك أكد مصدر قبلي يمني لـ(الاتحاد) سقوط قتلى وجرحى في المواجهات المسلحة بين قبيلتي “درب بني عوير” و”الحصن” في مديرية سحار بمحافظة صعدة شمالي البلاد. وكانت الاشتباكات اندلعت أمس الأول على خلفية نزاع قديم بين القبيلتين على موقع “الجبل الأحمر”، الذي كان يسيطر عليه المتمردون الحوثيون حتى فبراير الماضي.ورفض الشيخ مالك العويري، أحد وجهاء قبيلة “بني عوير”، الإفصاح عن أعداد القتلى والجرحى بين صفوف أفراد قبيلته، التي قالت إنها “تحاصر الآن قبيلة الحصن”، مؤكدا أنه لن يتم رفع الحصار إلا بعد أن تتسلم قبيلته موقع الجبل الأحمر.