بعد 37 عاما من الفراق الاضطراري، التقت مواطنة في رأس الخيمة مساء أمس الأول، والدتها العربية التي فارقتها بسبب خلافات أسرية أدت إلى طلاق الأم ومغادرتها البلاد تاركة طفلتها التي لم تكن قد أكملت شهرين من عمرها.
القصة التي تصلح لأن تكون فيلماً عربياً بامتياز، بدأت عندما طلب (م) من أسرة (سلامة متولي) تزويجه ابنتها (آمال) أثناء زيارته إلى عاصمة عربية. وخلال أيام قليلة تم الزواج لتنتقل (آمال)، التي لم تكن قد أكملت 17 عاماً، للعيش مع الزوج في الإمارات، حياة جديدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بلا صديقات أو معارف. وقبل أن يمر العام الأول من الزواج حملت بوحيدتها (منى)، وما إن وضعتها، ساءت العلاقة بين الزوجين وتطور الخلاف إلى الطلاق، ووجدت (آمال) نفسها تغادر البلاد من دون سابق إنذار، وكل ذلك حدث قبل أن تكمل (منى) شهرين من عمرها.
عادت (آمال) إلى بلدها من دون صغيرتها التي احتضنها الأب وقام بتزويجها قبل أن تكمل 16 عاماً. وطوال 37 عاماً، لم تتوقف (منى) عن السؤال عن والدتها وما شكلها؟ وهي لا تجد من يجيب عليها.
لقد خُبئت كل الحقائق عنها ولكن هاتفاً داخلياً كان يطاردها طوال الوقت بأن هناك سراً كبيراً يخفى عليها. وحتى بعدما انتقلت إلى عش الزوجية لم تشغلها مشاكل الأُسرة عن التفكير في السر الذي حرمها من أمها.
وأنجبت (منى) من زوجها 7 أبناء وعاشت مشتتة بين حنين قديم إلى أمها وبين مشاكل انتهت بانفصالها عن زوجها. ولأنها عجزت عن تحمل كل هذه الآلام وحدها، لجأت إلى صديقتها التي هي مفتاح وسبب لم شمل الأم بابنتها.
عندها بدأت الصديقة أسماء النعيمي التي تعرف تفاصيل حياة (منى)، حيث روتها لها منذ 37 عاما، البحث عن اسم الأم أولا وكيف تصل إليها وتتأكد من هويتها وكل التفاصيل اللازمة. واستعانت بأكثر من وسيلة حتى وصلت إلى (آمال) في بلدها وأخبرتها بأن ابنتها موجودة وترغب في لقائها. في البداية لم تصدق الأم، وبعد أيام تلقت تأشيرة زيارة للإمارات، ووصلت إلى البلاد لتفجر مفاجأة لم تكن تحلم بها.
وفي منزل أسماء التي كانت تحتفل بعيد ميلاد ابنها (صالح) ليكون ذلك الحفل تمويهاً للمفاجأة، فجرت مفاجأة أمام الحاضرين فسقطت (منى) مغشياً عليها من المفاجأة وعندما أفاقت وجدت أمها بين يديها. حكت (آمال) تفاصيل سنوات الشتات وهي تحمل صورة قديمة تروي ذكرياتها مع (منى) ولو كانت قليلة.
عدد اليوم
