ارتفعت حدة الشعور بالحيرة بين عشاق البارسا وأنصار الريال، فقد رحل دافيد سيلفا عن فالنسيا صوب «مان سيتي» صيف 2010، ثم شد خيسوس نافاس لاعب إشبيلية الرحال إلى «سيتي» الصيف الجاري، ولم يحرك الملكي أو الكتالوني ساكناً على الرغم من قدرة كل منهما «مالياً وإعلامياً وجماهيرياً» على جذب أفضل نجوم العالم، وهما في الوقت ذاته يدركان جيداً الموهبة الاستثنائية التي يتمتع بها سيلفا ونافاس، وقدرة كل منهما على صنع الفارق مع أي فريق في العالم.
وعلى الجانب الآخر من الصورة، يحسب لإدارة «مان سيتي» نجاحها في الظفر بخدمات النجمين الإسبانيين «سيلفا ونافاس»، فقد بدا منذ الوهلة الاولى للموسم الجديد للدوري الإنجليزي، أنهما سوف يغيران من ملامح أداء «مان سيتي»، بل يمكنهما تغيير أسلوب «البريميرليج» برمته، بإضافة اللمحات المهارية ومزجها مع سرعة الأداء، الأمر الذي يمكن القول إنه ثورة جديدة في بطولة الإنجليز التي تعتمد على القوة البدنية والروح القتالية والأفكار التكتيكية للمدربين.
بالعودة إلى نافاس نجم «مان سيتي» الجديد، فقد كشفت تقارير تتعلق بمسيرته الكروية أن جهاز قياس السرعة في المركز الرياضي العلمي في إشبيلية لم يرصد سرعته على وجه الدقة، لأنه نجح في الوصول إلى الحد الأقصى لهذا الجهاز، مما يؤكد أنه يملك سرعة لافتة بمقاييس كرة القدم، بل أنه يتقرب من أرقام نجوم سباقات السرعة في ألعاب القوى، فقد حقق 10.8 ثانية في سباق الـ 100 متر، ومن المتوقع أن يصبح نافاس مفتاحاً سحرياً في الخلطة الجديدة التي جاء بها مانويل بيلليجريني المدير الفني لـ «مان سيتي»، والذي أكد انه سوف يفرض مع «سيتي» أسلوباً جديداً ومختلفاً على «البريميرليج».
تألق نافاس
وتألق نافاس مع «سيتي» في المباراة الأولى له ولفريقه في «البريميرليج» أمام نيوكاسل الاثنين الماضي، وهي المواجهة التي انتهت برباعية نظيفة، ووفقاً للتقارير الإنجليزية، فقد تولد لدى عناصر الجبهات اليسرى في الأندية الإنجليزية شعور عميق بالقلق يرتقي إلى حد الخوف من مواجهة نافاس الذي يملك مزيجاً من المهارة اللافتة والسرعة المذهلة، فقد نجح في اختراق الجهة اليسرى لفريق نيوكاسل أكثر من مرة، وعلى الرغم من أنه لم يسجل، إلا أن تمريراته العرضية شكلت خطورة كبيرة.
وتشير الإحصائيات إلى أن نافاس نجح الموسم الماضي في صناعة 259 كرة عرضية في «الليجا» مع فريق إشبيلية، وهو العدد الأكبر من العرضيات التي يصنعها لاعب واحد في موسم بعنيه، واللافت أن اللاعب الذي احتل المركز الثاني صنع 170 عرضية فقط، مما يؤكد انفراد نافاس بفارق كبير عن أقرب المنافسين في هذا الجانب، كما أنه تفوق على نجوم البارسا والريال في صناعة العرضيات، ويضاف إلى ذلك أنه صنع 76 فرصة تسجيل حقيقية لرفاقه في الفريق الأندلسي، والرقم اللافت في مسيرته إنه كان صاحب التمريرة الحاسمة في 77 هدفاً خلال مسيرته مع إشبيلية، ولكنه سجل 34 هدفاً فقط، أي أن نافاس جناح وصانع أهداف من طراز فريد، والأهم من ذلك قدرته على سحب فريقه من الجهة اليمنى وتصدير الخوف للأندية المنافسة بانطلاقاته الخطيرة على الخط الجانبي للملعب.
مرض بالحنين
كشف ماركو شقيق خيسوس نافاس عن جوانب مثيرة في شخصية شقيقه الأصغر، حيث أكد في حوار نشرته صحيفة «دايلي ميل» اللندنية أنهما لعبا معاً في صفوف إشبيلية، إلا أن خيسوس تفوق عليه فيما بعد، وأشار ماركو إلى أنه وقع لأحد أندية الدرجة الثانية في مدينة مانشستر لكي يبقى إلى جوار شقيقه، كما حرصت الأسرة بكاملها على حضور مباراة «سيتي» ونيوكسل من أجل دعم الابن الذي كان يعاني من مرض الشعور بالغربة بمجرد أن يخرج من مدينته الصغيرة الواقعة في الإقليم الأندلسي.
وأكد ماركو أن خيسوس كان يرفض الانضمام لمنتخبات إسبانيا للمراحل السنية خشية الشعور بالغربة، حينما يسافر بعيداً عن مدينته وأسرته، كما أنه لم يوافق على الرحيل إلى تشيلسي عام 2006 للسبب نفسه، ورفض عروضاً من أندية داخل إسبانيا منها الريال وخارجها خاصة في فرنسا وإنجلترا وغيرها خوفاً من أن يتأثر بالحنين للوطن وللأسرة ومن ثم لا ينجح في تجربته الاحترافية.
كثرة الترحال
ويبدو أن كثرة الترحال مع المنتخب الإسباني الذي انضم إلى صفوفه عام 2009، جعله يتغلب على هذه المعضلة تدريجياً، وشدد ماركو على أن موافقة شقيقه على الانتقال إلى «مان سيتي» تحمل دليلاً قاطعاً على تعافيه التام من الحنين الدائم للوطن والأسرة، مشيراً إلى أنه يتكيف بسرعة لافتة مع الحياة الجديدة في مدينة مانشستر، مما يؤشر إلى قدرته على التألق في الملعب والمشاركة مع بقية رفاقة في تحقيق أحلام جماهير «سيتي»، وتنفيذ الرؤية الفنية لمانويل بيلليجريني الذي يطمح إلى جعل «سيتي» يحقق النتائج والبطولات بالأداء الكروي الممتع.
عدد اليوم
