الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مقتل 7 خلال محاولة اقتحام الحوثيين مبنى الحكومة اليمنية

مقتل 7 خلال محاولة اقتحام الحوثيين مبنى الحكومة اليمنية
10 سبتمبر 2014 00:00
قُتل سبعة أشخاص، بينهم مسعف طبي وأصيب عشرات آخرون أمس الثلاثاء عندما أطلق جنود يمنيون الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع على حشود كبيرة لأنصار المتمردين الحوثيين حاولت اقتحام مبنى الحكومة وسط العاصمة صنعاء. واتهمت وزارة الداخلية اليمنية جماعة الحوثيين بحشد أنصارها من أجل اقتحام مبنى رئاسة الحكومة بالقوة، مشيرة إلى أن قوات الأمن المكلفة بحراسة المجلس «قامت بواجبها القانوني ومنعتهم من ذلك». وقال محمد زيد، وهو أحد المشاركين في التظاهرة، لـ(الاتحاد): «فوجئنا بقيام الجنود بإطلاق النار علينا على الرغم من اجتيازنا حاجزا أمنيا بعد تفاهمات جرت بين منظمي المسيرة والعناصر الأمنية» التي كانت تغلق طريقا متفرعا من شارع العدل ويؤدي إلى مبنى رئاسة الوزراء. وأضاف: «أطلق جنود النار نحو المتظاهرين مباشرة وقد سمعت أزيز الرصاصات وهي تمر من فوق رأسي». وأعلنت اللجنة المنظمة لاحتجاجات الحوثيين في صنعاء، مصرع سبعة أشخاص وإصابة ما لا يقل عن سبعين آخرين غالبيتهم باختناقات الغازات المسيلة للدموع. ونعت وزارة الصحة اليمنية مقتل أحد كوادرها، وهو سائق سيارة إسعاف، «أثناء أداء واجبه الإنساني مع الكوادر الطبية المكلفة بإسعاف المصابين بجانب ساحة رئاسة الوزراء بصنعاء». ودعت الوزارة جميع الأطراف إلى «تجنب استهداف الطواقم الطبية وتسهيل مهمتها بما يمكنها من القيام بواجبها الإنساني على أكمل وجه». وأبلغ (الاتحاد) طه شرف الدين، وهو ناشط إعلامي الجماعة المتمردة التي تطلق على نفسها أنصار الله، بأن مستشفى المؤيد الأهلي استقبل أربعة قتلى ونحو 30 جريحا بينما توزع قرابة 50 جريحا على مستشفيي الثورة والكويت الحكوميين. وذكر أن قوات مكافحة الشغب تمكنت باستخدام خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيلة للدموع وإطلاق الرصاص الحي في الهواء من إبعاد مئات المحتجين اغلقوا الطريق المتفرع من شارع العدل ويؤدي إلى مبنى الحكومة. وأغلق عشرات سكان الأحياء المحيطة بالمبنى الحكومي ويوالون جماعة الحوثيين، غالبية الشوارع الفرعية المؤدية للمقر الوزاري بأحجار وإطارات تالفة ومركبات «لمنع وصول تعزيزات أمنية وعسكرية»، حسبما ذكر أحدهم لـ(الاتحاد). ونفت وزارة الداخلية تقارير صحفية تحدثت عن اقتحام الحوثيين لمبنى الحكومة، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ». ودعا مصدر مسؤول بوزارة الداخلية «المجاميع» المؤيدة للحوثيين إلى «الالتزام بسلوكيات التظاهرات والمسيرات السلمية بعيدا عن الاعتداء على المصالح والمنشآت العامة وعرقلة حركة سير المواطنين وإقلاق السكينة العامة. وأكد أن الأجهزة الأمنية «ستقوم بواجباتها الدستورية والقانونية في حفظ النظام وحراسة المؤسسات الحكومية والرسمية والحفاظ على الأمن والاستقرار». وكان المتظاهرون يرددون هتافات مناوئة للحكومة ولحزب «الإصلاح» الإسلامي السني الذي يسيطر على وزارة الداخلية منذ إعلان الحكومة الانتقالية في ديسمبر 2011 بموجب خارطة طريق قدمتها دول الخليج العربية لمنع انزلاق اليمن إلى حرب أهلية بعد تفاقم الاحتجاجات ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح. كما رددوا شعارات جديدة ذات طابع توسعي مثل «اشتي (اريد) حقي مش خائف من صلالة للطائف»، و«ابلغوا السعودية. . نجران وعسير يمنية»، في إشارة على ما يبدو الى ما يعتبرونه حدودا تاريخية لليمن. وحملت اللجنة الأمنية العليا الجماعة الحوثية مسؤولية التحريض ومحاولة اقتحام مبنى مجلس الوزراء ومبنى إذاعة صنعاء القريب، مشيرة في بيان رسمي إلى سقوط عدد من الضحايا من الجنود والمحتجين خلال محاولة الاقتحام. وقال مصدر مسؤول في اللجنة: «لم تطلق حراسات مجلس الوزراء وإذاعة صنعاء النار نحو محاولي اقتحام مجلس الوزراء»، متهما أشخاص قال إنهم كانوا منتشرين في محيط المنطقة وآخرين مندسين وسط المحتجين بالوقوف وراء إطلاق النار. وأكد المصدر أن الأجهزة الأمنية «تقوم حالياً بالبحث عنهم وتعقبهم تمهيداً لضبطهم وإحالتهم للجهات المختصة»، داعيا المواطنين إلى «عدم الانجرار وراء الخطابات المتشنجة والمحرضة على العنف». وذكر تلفزيون المسيرة التابع للحوثيين أن الأجهزة الأمنية اعتقلت 30 من المتظاهرين بعضهم جرحى كانوا يتلقون العلاج في مستشفيين حكوميين. وأغلق المسلحون الحوثيون مساء أمس الثلاثاء المنفذين الجنوبي والغربي للعاصمة صنعاء ومنعوا مرور المركبات، في خطوة اعتبرها مسؤولون في الجماعة ردا على «قتل المتظاهرين السلميين». وتسبب ذلك الإجراء في نشوب اشتباكات بين المسلحين وقوات الجيش المرابطة في منطقة «حزيز» جنوب العاصمة، حسب المصادر في الجماعة المتمردة في محافظة صعدة الشمالية منذ عام 2004 وخاضت منذ ذلك التاريخ ست جولات من القتال ضد القوات الحكومية. وكان وجهاء قبليون موالون لزعيم الجماعة المتمردة، عبدالملك الحوثي، نددوا بـ«جريمة» قتل المحتجين بالقرب من مبنى رئاسة الحكومة، وتوعدوا بالزحف نحو العاصمة صنعاء لإسقاط الحكومة التي اتهموها ب«الفساد» و«الفشل». وتزامنت تهديدات الحوثي مع توجيهات صارمة أصدرها الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي لدى ترؤسه اجتماعا استثنائيا للجنة الأمنية العليا قضت ببقاء قوات الجيش والأمن في جاهزية عالية واستعداد كامل «لمواجهة كافة الاحتمالات». وقال هادي: «لا يجوز ولا يمكن لجماعة الحوثي الاستمرار في التصعيد وإقلاق السكينة العامة وزعزعة الأمن والاستقرار في العاصمة ومحيطها»، مؤكدا أن أمن صنعاء هو أمن اليمن بأكمله. وعلى صعيد متصل، عبرت المملكة العربية السعودية عن قلقها البالغ إزاء «التصعيدات الخطيرة التي تمارسها مليشيات الحوثيين في العاصمة صنعاء». وأبلغ وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، الرئيس اليمني في اتصال هاتفي ليل الاثنين الثلاثاء، استياء المملكة وبقية دول مجلس التعاون الخليجي «لهذه الأساليب المتسمة بالعدوان على المجتمع اليمني والخارجة عن (استحقاقات) المرحلة الانتقالية وفقاً لمضامين المبادرة الخليجية المزمنة الموقعة في 23 نوفمبر 2011»، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية. وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أن أمن واستقرار ووحدة اليمن «يمثل أهمية استراتيجية للملكة العربية السعودية ومجلس التعاون الخليجي وكذلك أيضاً المجتمع الدولي برمته»، بسبب الموقع الجغرافي لليمن المطل على ممرات رئيسية لشحن النفط الخام وبجوار السعودية اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم. وقال الفيصل إن «محاولة زعزعة أمن واستقرار اليمن تحت أي ذريعة إنما يمثل أجندة تختبئ وراءها مؤامرة تهدف إلى زعزعة المنطقة»، مؤكدا دعم بلاده وبقية دول الخليج العربية لجهود وقرارات الرئيس هادي الهادفة إلى إخراج اليمن من أزماته الراهنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©