رئيسة الهند: الإمارات مهمة لنا في مجال أمن الطاقة

تبدأ رئيسة الهند براتيبا ديفيسينغ باتيل اليوم زيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة تستمر أسبوعاً، تبحث خلالها العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية والعمالية والثقافية بين البلدين الصديقين وسبل تطويرها. وأكدت الرئيسة الهندية في حوار مع وكالة أنباء الإمارات “وام” بمناسبة الزيارة، عمق العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة التي وصفتها بأنها تمتد إلى آلاف السنين. وقالت إن هذه العلاقات القديمة عبر التاريخ تحتاج إلى الإنماء والتعزيز المستمرين لجعلها أكثر ديناميكية وملائمة للتوقعات والحقائق الجديدة، مضيفة أننا نعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة مهمة لأمن الطاقة بالنسبة لنا. وأشارت إلى أن الهند لديها روابط تاريخية وحضارية مع دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي، لافتة إلى أن هذه الزيارة هي الأولى إلى منطقة الخليج، والتي ستبدأ بدولة الإمارات العربية المتحدة. واستذكرت الرئيسة الهندية الزيارات الرسمية رفيعة المستوى بين البلدين، لافتة إلى زيارة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الهند في العامين 1975 و1992. وكانت رئيسة وزراء الهند السابقة أنديرا غاندي قامت بزيارة إلى الدولة في العام 1981، كما قام الدكتور عبدالكلام رئيس الهند السابق بزيارة ناجحة للدولة عام 2003. وأكدت باتيل التزام الهند متابعة برنامج استراتيجي مشترك لترويج الأمن والسلام الإقليمي وتعزيز العلاقات بين البلدين في مجالات السياسة والاقتصاد والأمن والثقافة. الشراكة بين البلدين ولفتت إلى أن العلاقات بين الإمارات والهند علاقات تكامل ولا يوجد أي اختلاف في المصالح بين الجانبين، مؤكدة أن العلاقات الإماراتية الهندية علاقات مهمة استراتيجياً. وقالت إن التجارة الثنائية بين البلدين وصلت خلال العامين 2009 - 2010 إلى نحو 158 مليار درهم ما يعادل 43 مليار دولار أميركي، والتي جعلت كلاً من الهند ودولة الإمارات العربية المتحدة أكبر شريك تجاري للآخر، حيث بلغ حجم صادرات الهند إلى الإمارات نحو 88 مليار درهم أو ما يعادل 24 مليار دولار أميركي، فيما بلغ الاستيراد من دولة الإمارات العربية المتحدة 70 مليار درهم (19 مليار دولار)، ولا تشمل هذه الأرقام تجارة النفط. واعتبرت الرئيسة الهندية حجم التجارة “متوازناً بقدر ما ولا يستهان به”، معربة عن أملها في توسيع حجم التجارة بين البلدين بهدف الوصول إلى ما 368 مليار درهم (100 مليار دولار أميركي) في السنوات الخمس المقبلة. استثمارات الدولة وبينت أن حجم الاستثمار من الإمارات في الهند يقدر بـ5,7 مليار درهم (1,5 مليار دولار أميركي)، إضافة إلى وجود استثمارات من قبل بعض الشركات، بما فيها الصناديق السيادية للدولة، مشيرة إلى أهمية بعض الاستثمارات مثل استثمارات موانئ دبي العالمية في قطاع البنية التحتية الهندية، قائلة إن هذه الاستثمارات تقوم بمساهمة إيجابية في نمونا الاقتصادي، ولكننا نعتبر أن الاستثمار الإماراتي صغير بالمقارنة مع الفرص المتوافرة. وأضافت أن الهند في الوقت الراهن تعد ثاني أكبر وجهة للاستثمار في العالم، ولكن هناك إشارات إلى أن المستثمرين الإماراتيين يتوجهون الآن إلى دول الاقتصاديات الناشئة، ونحن نحتاج إلى تسهيل هذا الإجراء لكي يتكامل اقتصادنا أكثر فأكثر ويقود تكامل مصالحنا إلى شراكة وطيدة ومفيدة للطرفين. فرص استثمارية وشرحت الرئيسة الهندية أن حصة كبيرة من النمو تتركز في قطاع الخدمات، نظراً لكبر الفجوة بين الطلب والتوفير في مجالات الطاقة والاتصالات والنقل والموانئ والقطاعات الخدمية الأخرى، قائلة إن عدد القطاعات التي تتوافر فيها الفرص للمستثمرين الإماراتيين كبير. وأوضحت أن الهند لديها برنامج استثماري كبير في مشاريع القطاع العام للطاقة والكهرباء والمعادن والملاحة والمجالات الأخرى، مشددة على الحرص على أن يستغل هذا البرنامج المستثمرون الإماراتيون. وتعد هيئة أبوظبي للاستثمار ومجلس أبوظبي للاستثمار من بين الصناديق السيادية في العالم، لذلك نحن نحرص على توطيد التعاون معهما. تصدير الطاقة وأشارت إلى أن شركات النفط الهندية لديها استثمارات باهظة في بلدان مثل روسيا والسودان ونيجيريا وعمان والبرازيل وإيران وفنزويلا وغيرها، إلا أن مشاركتها في قطاع النفط الإماراتي أقل بالمقارنة مع الشركات الغربية لأسباب تاريخية، لافتة إلى وجود شركات هندية كثيرة تعمل في قطاع النفط الإماراتي وفي مجالات الخدمات النفطية ومد خطوط الأنابيب والصيانة، مبينة أن أحد أهداف زيارتها إلى الدولة بحث الشراكة الهندية في مشاريع البنية التحتية الكبيرة مثل القطارات والقطاعات النفطية والبتروكيماوية. وزارة العمل وثمنت الرئيسة الهندية جهود حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة في رعاية العمال الأجانب، منوهة بدور وزارة العمل بالدولة في تحسين أوضاع العمل. وأشارت إلى أنه يجري تحديث مذكرة التفاهم الهندية الإماراتية حول العمالة، لافتة إلى أنها ستدشن خلال الزيارة مركز موارد العمال الهنود في دولة الإمارات العربية، وهي مبادرة مهمة ستوفر خط مساعدة على مدار 24 ساعة وخدمات المشاورة إلى العمال. وبينت أن وزارة شؤون الهنود في الخارج تعمل حالياً على مبادرات كثيرة، بما فيها تشريع جديد لحماية مصالح العمالة التي تعمل بالخارج.