الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«السيتي» يأخذ العقل

27 ديسمبر 2017 20:20
ما أكثر شيء يصيب بالذهول والدهشة في النسخة الحالية للبريميرليج؟ لا أظنكم ستتعبون في العثور على الجواب الصحيح، فما يفعله مانشستر سيتي مع انتصاف الدوري الأكثر جاذبية وأناقة بين كل الدوريات الأوروبية، ومع حلول «البوكسين داي» ورقة التوت التي تجمل حلوى أعياد الميلاد بإنجلترا، شيء لا يصدق، إنه حالة انبهار غير مسبوقة، موج أزرق يقود إلى عمق الإليادات وقد باتت قليلة في الزمن الكروي الحالي. تعالوا نحصي بعض الأرقام التي تسجل كاملة باسم السيتيزن، لتدركوا حالة النبوغ غير المسبوقة التي بات عليها الفريق الذي يقوده العبقري بيب جوارديولا. قبل لقاء الأمس أمام نيوكاستل في أولى جولات «البوكسين داي»، كان مانشستر سيتي بهزيمته لبورنمونث برباعية، قد وصل للفوز السابع عشر على التوالي وهو رقم أسطوري، 8 من هذه الانتصارات تحققت بحصص عريضة تزيد عن 3 أهداف، وبات مبتعداً بثلاث عشرة نقطة عن الجار والغريم المان يونايتد، وبالحصص العريضة التي يضرب بها منافسيه فقد وصل السماوي قبل انتصاف الموسم للهدف 60 متفوقاً بـ19 هدفاً على فريق مورينيو، وحتى قبل أن تنتهي سنة 2017 فإن هجوم المان سيتي سجل في البريميرليج 101 هدف، وهو رقم لم يتحقق منذ سنة 1982 مع ليفربول، أكثر من هذا فإن خمسة من أفضل 18 هدافاً في الدوري الإنجليزي هم من نجوم السيتيزن يتقدمهم الأرجنتيني أجويرو بـ12 هدفاً، ومع هذا الفيض الرهيب من الأهداف فإن هناك حصانة دفاعية مثيرة للإعجاب في منظومة اللعب تترجمها الأهداف 12 فقط التي دخلت مرمى السيتي، لتجعل منه أفضل دفاع في الدوري الإنجليزي. صحيح أنه إلى الآن لم يحصل مانشستر سيتي على أي لقب، فبرغم ما تحصل عليه من فارق نقاط عن أقرب المطاردين، فإن القول بعودة عرش البريميرليج لقلعة المان سيتي أمر سابق لأوانه، ومع ذلك فإن ما نراه مجسداً في نزالات السيتيزن في الدوري الإنجليزي وفي دوري أبطال أوروبا، يقول بوجود فلسفة كروية متناسقة وموصولة الحلقات تكتيكياً، نجح جوارديولا في تنزيلها بالكامل بعد قرابة 18 شهراً من وصوله لبيئة كروية مركبة، سمع الكثير عنها ولكنه كان يحتاج لبعض الوقت ليتعرف على فسيفسائها وتضاريسها. قطعاً ليست «التيكي تاكا» هو ما نشاهده اليوم في منظومة لعب المان سيتي، ولا حاجة لعقد المقارنات بين السيتيزن والبلاوجرانا، لاختلاف السياقات والأجيال والحمولات التكتيكية، فما يحمله جوارديولا في وعائه الفكري أساسيات، بل وبديهيات تقوم عليها كرة القدم الحديثة، استرجاع الكرة بأسرع وقت ممكن والاستحواذ الإيجابي على الكرة، وهذا بالفعل ما يبدع فيه مانشستر سيتي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©