السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأزمة المالية العالمية تخيم على قمة دول آسيان

الأزمة المالية العالمية تخيم على قمة دول آسيان
28 فبراير 2009 21:45
اجتمع زعماء دول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) أمس في قمتهم السنوية التي تستضيفها تايلاند وتسعى لتفعيل خطط لإقامة تجمع على غرار الاتحاد الأوروبي في السنوات القادمة في الوقت الذي تتعامل فيه مع الأزمة الاقتصادية العالمية المتفاقمة· وقال رئيس الوزراء التايلاندي أبهيسيت فيجاجيفا في كلمة الافتتاح إن رابطة آسيان التي تضم عشر دول بدأت التحرك لكي تصبح اتحادا يضم 570 مليون نسمة يبلغ ناتجه المحلي الإجمالي تريليوني دولار في ست سنوات· وأضاف أبهيسيت ''ستستمر آسيان تحتل موقعا مركزياً بين أقطاب متزايدة للنمو والسلطة في منطقة آسيا والمحيط الهادي حيث تقع بين شمال شرق آسيا في جانب وجنوب شرق آسيا في الجانب الآخر''· والتحدي هو كيف يمكننا أن نحافظ على مركزية آسيان في بنيان إقليمي آخذ في التطور''· ولكن بينما يبحث زعماء آسيان خريطة طريق لإقامة اتحاد في المستقبل فإنهم يبحثون أيضا تبني رد منسق على الأزمة الاقتصادية العالمية التي تزيد مخاطر البطالة في منطقة ينتشر الفقر في معظم أرجائها وتعتمد اقتصاداتها بشدة على التصدير· ويواجه بعض الزعماء انتخابات هذا العام أو العام القادم· وتقدم تايلاند التي تستضيف قمة هذا العام والتي تعاقب عليها أربعة رؤساء للوزراء في العام الماضي بعض الدروس الواقعية بينما لم تبرأ بعد من الانشقاقات السياسية· وكان من المقرر أن تعقد هذه القمة في العاصمة التايلاندية في ديسمبر الماضي لكنها تأجلت وانتقلت إلى منتجع هوا هين الملكي الساحلي بسبب المظاهرات التي جرى في إطارها الاستيلاء على مطارات في بانكوك· وقبل أيام من انعقاد القمة أنشأ وزراء المالية تجمعاً موسعاً للعملات يمكن للدول أن تعتمد عليه لحماية عملاتها إذا تعرضت لهروب رؤوس الأموال· وألقى مسؤولون كبار المواعظ ضد مؤشرات لسياسات حمائية تزحف في التجارة العالمية بالرغم من دفاعهم عن حملات وطنية تدعو لشراء المنتجات المحلية قائلين إنها تتسق مع أحكام التجارة العالمية· وحقق وزراء الاقتصاد في دول آسيان نصراً للتجارة الحرة أمس الأول حين أبرموا اتفاقا للتجارة الحرة مع نيوزيلندا واستراليا· والوصول لتجمع اقتصادي سيكون على ما يبدو أسهل بكثير من الجهود الرامية لإقامة كيان سياسي متجانس· وتعقد قمة هذا العام تحت عنوان ''ميثاق آسيان من أجل شعوب آسيان'' والذي يستهدف بدء حوار بين الزعماء وجماعات من المجتمع المدني على هامش قمة هوا هين· لكن هذا الجهد واجه بداية متعثرة عندما رفضت كمبوديا وميانمار (بورما سابقا) الاعتراف بمثل هذه الجماعات التي تمثل الدولتين· وقال ديبي ستوذارد من (شبكة آسيان البديلة بشأن بورما) في مؤتمر صحفي ''كان من المفترض أن يكون لدينا ميثاق يضفي طابعا قانونيا على آسيان يعزز حقوق الإنسان والديمقراطية ولكن حتى في هذا الوضع لم يسمح للناس بإجراء حوار مع حكوماتهم''· وأصبحت آسيان بعد أن كانت تجمعا فضفاضا غير رسمي تأسس عام 1967 تحت شعار مناهضة الشيوعية في ذروة الحرب الفيتنامية كيانا قانونيا بفضل ميثاقه التاريخي· لكن التخلي عن مبدأ التوافق في الأراء والتحول إلى تجمع يستند إلى أحكام هو اختبار شديد لتراث سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للأعضاء· وقالت سو أونج النشطة السياسية من ميانمار التي تعيش في المنفى إنه يتعين على اسيان التخلي عن مبدأ عدم التدخل إذا كان لهذا النوع من الحوار أن ينجح في المستقبل· وقالت للصحفيين ''حتى يحدث هذا·· وما لم يحدث هذا·· لن تكون الآلية المعنية بحقوق الإنسان في آسيان وميثاق آسيان فعالاً على الإطلاق''· وقال سورين بيتسوان الأمين العام للرابطة للصحفيين أمس الأول ''آسيان الجديدة تعني آسيان الخاضعة لحكم القانون فيما بيننا''· وتابع قائلا ''سنذعن بدرجة كبيرة لما التزمنا به''· وعقدت اجتماعات مع منظمات مدنية تمثل دول آسيان الثمانية الأخرى بخلاف ميانمار وكمبوديا على هامش القمة· ووافقت الجماعات التي تمثل ميانمار وكمبوديا على الانسحاب· وأعلن بيتسوان أن دول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) توقع اليوم اتفاقاً حول أمن الطاقة من شأنه أن يضمن لأعضائها شراء النفط بسعر منخفض زمن الأزمات· وقال بيتسوان الأمين العام المساعد لرابطة آسيان إن ''الاتفاق ينص على أن تزود الدول المصدرة للنفط بسعر منخفض البلد الذي يحتاجه''· وصرح بيتسوان لوكالة الأنباء الفرنسية أن ''سعر النفط ليس مشكلة في هذه الفترة لكن إذا اندلعت أزمة في المستقبل فإن بإمكان رابطة آسيان أن تساعد''· ولم يتسن على الفور معرفة أي نوع من التخفيض ينص عليه الاتفاق ومتى سيدخل حيز التطبيق ومن الذي سيديره· وأوضح أن النمو على الأمد الطويل في اقتصادات دول جنوب شرق آسيا كان معرضا لتقلبات الأسعار النفطية التي انخفضت كثيرا بعد أن بلغت أعلى مستوياتها الصيف الماضي· وأضاف ''بما أن دول آسيان تشهد تبعية متزايدة في الموارد النفطية الخارجية عن المنطقة من المهم أن تحسن الدول الأعضاء قدرتها على الرد زمن أزمات الطاقة بضمان النفط مادياً''· وقال أبهيسيت ''المهم هو أن العملية بدأت''· وأضاف ''علينا أن نتخذ خطوات تدريجية من أجل مشاركة أوسع هذا شيء جديد· هذه هي المرة الأولى وسنستمر لتحقيق مزيد من التقدم''· ولم يتمكن وزراء خارجية آسيان من إحراز تقدم كبير في مجال آلية جديدة لتعزيز وحماية حقوق الإنسان في منطقة متباينة تتفاوت الحكومات فيها ما بين حكومة ميانمار العسكرية وبروناي التي تطبق الملكية المطلقة إلى نظم ديمقراطية وليدة في اندونيسيا والفلبين· وعلى الرغم من تحقيق الرابطة تقدماً في تطبيق ميثاق يشكل علامة فاصلة فإن وزراء الخارجية فشلوا في الاتفاق على آلية جديدة لحقوق الإنسان مما يعطل خطط التكامل السياسي بين الدول العشر الأعضاء في الرابطة· وقال فيتافاس سريفيهوك وهو أكبر مسؤول تايلاندي في آسيان لرويترز ''قد لا نستطيع أن نسعد الجميع أو نجعل الكل ينضم إلى الركب· نريد أن نحرك العجل وان كان سيمضي بطيئاً في البداية''· وتضم رابطة آسيان اندونيسيا وتايلاند وسنغافورة وماليزيا وميانمار وفيتنام وكمبوديا ولاوس وبروناي والفلبين· دعوة لإعادة التوازن إلى الاقتصاد العالمي سنغافورة (وكالات) - قال رئيس وزراء سنغافورة لى هسين لونج في مقابلة تلفزيونية في وقت متأخر من أمس الأول إن هناك حاجة لإعادة التوازن في الاقتصاد العالمي، الأمر الذي قد يعني الابتعاد عن النموذج الحالي لآسيا كمصدر· وقال لي هسين في مقابلة مع شبكة ''سي إن بي سي'' التلفزيونية ''يجب أن تتم إعادة التوازن العالمي لأننا لا نستطيع أن نتوقع أن يكون الأميركيون مستهلكين لسلع يتم تصنيعها في كل أنحاء العالم· وأن يكون بقية العالم من المدخرين الذين يقومون بإقراض الأموال إلى الولايات المتحدة لشراء السلع منك''· وقال لي هسين وفقا لنسخة من المقابلة نشرت في وسائل الإعلام في سنغافورة إن عملية إعادة التوازن ربما تعني أنه ''يجب أن يكون هناك مزيد من الاستهلاك أو الاستثمارات في آسيا''· لكنه اعترف بأن مثل هذا التحول سيكون صعبا، نظرا للقضايا الهيكلية المرتبطة به وأضاف ''لا يمكننا أن نطلب من الأسر أن تنفق المزيد من المال، لأن لديها احتياجات الآن، واحتياجات في المستقبل''· كما حذر رئيس وزراء سنغافورة، الذي يحضر القمة الـ 14 لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تعقد في تايلاند، من أن الأزمة العالمية الحالية يمكن أن تعطل خطط إقامة مجموعة اقتصادية لآسيان بحلول عام 2015 حيث إن الدول الأعضاء منهمكة في اقتصاداتها المحلية أو القضايا السياسية·
المصدر: هوا هين-تايلاند
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©