الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كهف الشارقة» يوظف الدقائق لإثراء التجربة الإنسانية بصيغة بصرية

«كهف الشارقة» يوظف الدقائق لإثراء التجربة الإنسانية بصيغة بصرية
21 نوفمبر 2010 20:28
في تجربة فريدة من نوعها ووسط أجواء فنية معبرة، وجديدة بكل المقاييس، اجتمعت مجموعة استثنائية من الفنانين من دول مختلفة في الوطن العربي، في معرض كهف الشارقة 2010، ليحكي كل منهم حكايته مع الفن، والزمن، والحياة، من خلال أفلام فيديو قصيرة قد لا تتعدى الدقائق المعدودة، ولكنها بلا شك تحمل معاني إنسانية، وتجارب اجتماعية لافتة تستحق المشاهدة. من داخل معرض كهف الشارقة 2010، ومن بين زواياه المظلمة وعلى جدرانه الساكنة، علقت الشاشات الكبيرة، لتستعرض أعمال منتقاة، لفنانين تسعة جاؤوا ليقدموا للجمهور، خلاصة ثقافتهم الشخصية ورؤيتهم الخاصة لمحيطهم العام، بطرح اجتماعي جريء، لخصوا من خلاله قراءتهم لسنوات عديدة أثرت فيهم، فنيا، نفسيا، واجتماعيا، فصاغوها على شكل قصص من الحياة، تترجم انفعالاتهم وتفاعلهم مع شؤونها ومفرداتها، وكلا بأسلوبه وعلى طريقته، فظهرت تجاربهم غنية، هادفة، ومختلفة كاختلاف أوطانهم، بدءا من حواري مصر، ومرورا بجسور بغداد، وانتقالا إلى المخيمات في فلسطين. أسماء وأفكار في حوار لرصد أهمية المعرض، قال المنسّق العام لمركز مرايا للفنون ومسؤول البرامج الثقافيّة والفنيّة في مكتب تطوير القصباء جوسيبي موسكاتيللو، إن “أهميّة المعرض تكمن في كونه فكرة جديدة، وتجربة فنية رائدة وغير اعتيادية، قد تكون مقدمة فاتحة لطرح أعمال مشابهة في المستقبل، فمن خلال استضافة أسماء معروفة في عالم فن الوسائط المتعدّدة في العالم العربي، ورصدنا أفكارا مهمة، أنتجها هؤلاء الفنانون ليسهموا في عرض فيلم قصير مختصر يضم محطات حاسمة في حياتهم، ومشاهد معبرة أثرت فيهم، ولاشك أنها تجارب قيمة تستحق المشاهدة والوقوف عندها”. وأضاف أن “موضوع المعرض بحد ذاته يعبر عن رسائل رمزية، يسعى هؤلاء الفنانون لتوصيلها للجمهور، وذلك عبر منح كل واحد منهم مساحة شخصية يعبر فيها عن القضايا الاجتماعية أو السياسية المهمة في المنطقة، كما يعد أيضا فرصة فريدة لجمهور المتلقين للاطلاع على بعض مشاريع الفيديو الجديدة والغير التقليدية، و من أنحاء مختلفة من الشرق الأوسط”. وأشار موسكاتيللو إلى أن قائمة الفنانين المشاركين قد ضمت في معرض هذا العام كلاً من محمد كاظم من الإمارات، وعادل عابدين من العراق، وعبد القادر عطية، ومنير الفاطمي من الجزائر، وفيصل سمره من البحرين، وخالد وحافظ من مصر، ولاريسا صنصور من فلسطين، ومنير آل صالح من لبنان، وعبد الناصر غارم من السعودية. تطوير الحركة الفنية قال موسكاتيللو “لأن مركز “مرايا” للفنون في القصباء، مهتم بتطوير الحركة الفنية والثقافية في الإمارات، والارتقاء بأعمال الفنانين المحترفين والهواة على حد سواء، ومن مختلف الجنسيات والأعمار، فقد تم اختيار هذه الأسماء بالذات للمشاركة بمعرض “كهف الشارقة 2010” بمساعدة وإشراف القيمة الفنية عايدة إلتوري، التي صنفت الفنانين وقيمتهم بناءا على خبراتهم، أعمالهم، وخصوصية فنهم”. وعلل موسكاتيللو هذا الأمر، فقال “كل من هؤلاء الفنانين يحمل شيئا ما، وله حس عال بالفن والجمال، وقد أسهموا بطريقة أو بأخرى بوضع بصمتهم الخاصة على المجتمع، فمثلا اخترنا من الإمارات الفنان محمد كاظم وهو شخصية مثقفة ومطلعة، له مساهمات في عروض الوسائط المتعددة في بينالي الشارقة 2003، وفي بينالي سنغافورة في عام 2006، وعادة ما تشير أعماله الفنية إلى البيئة الطبيعية، المجتمع، والمتمردين ضد الحواجز المادية والسياسية، والعنصرية”. وبين موسكاتيللو “جاء عمل كاظم بعنوان “الحجر المتحرك” والمشارك بمعرض كهف الشارقة، نتيجة لسبع عشرة ساعة متواصلة من التصوير لتمثال حجري لبوذا في قسم الفنون في جامعة فيلادلفيا في الولايات المتحدة الأميركيّة، حيث رصد الفنان من خلاله سكون التمثال وعدم الحركة والهدوء الذي يميز طبيعة الحجر، مع لعبه بأبعاد الزمن وتغير الوقت والضوء والظلال، إشارة إلى الدور الحيوي والمعنى الجوهري لمرور الوقت في تجاربنا الحياتيّة”. توظيف مبتكر أشاد موسكاتيللو بتجربة الفنان العراقي المغترب عادل عابدين، الذي استغرق عرض فيلمه القصير “خبز الحياة” 6.33 دقيقة، حيث جاء معبّرا ومختلفا حيث استخدم الخبز الذي يعد مصدر الحياة، ووظفه بشكل جديد ومبتكر، آخذا أرغفة الخبز القاسية والناشفة، ليستعملها كأدوات موسيقية بيد فرقة من أربعة شبان عرب، يعزفون بها أنغاما شرقية على شظف العيش وقسوة الحياة”. أما الفلسطينية لريسا صنصور، فكان موضوع فيلمها “الخروج إلى الفضاء”، وفق موسكاتيللو، امتداد لفيلم المخرج ستانلي كوبريك “ملحمة الفضاء”، مضافا إليه سياق سياسي خاص بمنطقة الشرق الأوسط، على خلفية موسيقى تعزف بأوتار عربية، لتقدم فكرة خيالية عن صعود أوّل فلسطيني إلى الفضاء ونزوله على سطح القمر، مستخدمة تعبير نيل أرمسترونج مع بعض التعديل ليقول عبارة “خطوة صغيرة لفلسطيني، خطوة عمالقة للبشريّة”. ومن شوارع القاهرة المزدحمة جاء الفنان حافظ خالد، بحسب موسكاتيللو ليقدم عملاً مميزاً في 4.32 دقائق بعنوان “الثورة، الحرية، والعدالة الاجتماعية”، قسم فيه الشاشة إلى ثلاث، ووضع زعيما أو مناضلا على كل قسم، ليتحدث عن ثورة يوليو وشعارات إلغاء الطبقية بين الأغنياء والفقراء، ليمر حوالي نصف قرن، ومازالت هذه الشعوب تناضل للتحرر من وطأة سيطرة الشركات الأجنبية على مفاصل الاقتصاد العربي. واقع مشوه قال موسكاتيللو “تميزت أعمال أخرى للفنانين المشاركين في المعرض، كفيلم السعودي عبد الناصر غارم “الصراط” والذي امتد فيلمه لـ3.04 دقيقة، وتحدث فيه جسر قديم بني من “الباطون” بيد أهالي قرية سعودية سنة 1982 لإنقاذهم من السيول، ولكن لم يلبث أن هدم بعد اجتياح الفيضان، جارفا معه سيل من البشر، ليستخدم غارم الصراط كإسقاط فني للسبيل الذي يسلكه الإنسان في أعماله الدنيوية”. ولفت إلى عمل بعنوان “الواقع المشوه” للبحريني فيصل سمرة، والذي جاء بـ 9.58 دقائق، وآخر للفنانة اللبنانية منيرة الصلح بعنوان “التلفاز المعكوس”، بمدة 9.59 دقيقة، والفيلم الأطول جاء لمدة 16 دقيقة بعنوان “اللغة الجميلة” لمنير فاطمي من الجزائر، وعمل آخر من الجزائر أيضا باسم “ملحقات الكسكس” للفنان قادر عطية، ومدته 9.36 دقيقة. واختتم موسكاتيللو حديثه، بالقول “في المحصلة يعتبر معرض “كهف الشارقة” مجموعة متنوعة من بيانات شخصية مكررة لفنانين عرب، جاؤوا من بقاعا مختلفة، ليطرحوا أفكارا انتشرت مع أجيالا تعاملت بالفعل مع الثورات، والهجرات، وتاريخ التعصب، حيث قدم كل عمل فني منهم، عبر فيديو تعبيري بصري قصير يرافقه مركبات فنية، مع بعض المواد المطبوعة، ليظهر المعرض في النهاية، فن جديد ومتميز يدعى فن الوسائط المتعددة”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©