الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واشنطن: تشديد العقوبات على طهران خلال أسابيع

واشنطن: تشديد العقوبات على طهران خلال أسابيع
10 فبراير 2010 00:00
أثارت إيران قلقاً دولياً، لا سيما في الدول الغربية الكبرى، حين باشرت أمس تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% لبرنامجها النووي. وتوقعت الولايات المتحدة تشديد العقوبات الدولية عليها خلال بضعة أسابيع، فيما أنذرتها روسيا بأن صبر المجتمع الدولي له حدود، وكررت الصين دعوتها إلى مواصلة الجهود الدبلوماسية لحل مسألة البرنامج النووي الإيراني. فقد بدأت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في محطة نطنز للطاقة النووية وسط إيران، بعد أيام من إعلان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد احتمال موافقة بلاده علي مشروع اتفاق دولي ينص على أن ترسل 70% من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5% إلى روسيا لتخصيبه بنسبة 20% ثم إلى فرنسا لتحويله إلى وقود نووي لمفاعل الأبحاث الذرية الطبية في طهران. وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي لوسائل الإعلام الإيرانية “بدأت العملية في قاعة الأبحاث في منشأة نطنز وتم إعداد 164 جهاز طرد مركزياً لرفع درجة التخصيب إلى 20% ويمكنها إنتاج ما بين ثلاثة وخمسة كيلوجرامات من اليورانيوم المخصب لمستوى 20% شهرياً لمفاعل طهران الطبي”. وأضاف أن العملية تتم بمراقبة مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكد متحدث باسم الوكالة في مقرها في فيينا وجود مفتشيها في نطنز، موضحاً أنهم كانوا هناك في زيارة دورية. وقال “إن ملاحظاتهم واستنتاجاتهم ستُدرج في تقرير الى مجلس محافظي الوكالة”. وأكدت والولايات المتحدة وفرنسا أنهما ستعملان من أجل فرض عقوبات دولية جديدة على ايران بسبب برنامجها النووي. وأعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان وزعته على الصحفيين أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير الدفاع الاميركي روبرت جيتس اتفقا خلال اجتماعهما في باريس الليلة قبل الماضية على أن “الوقت حان لفرض عقوبات قاسية على ايران لان اليد الممدودة لم تجد من يمسك بها”. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جيف موريل للصحفيين في ختام زيارة جيتس الى باريس “إن الوزير جيتس يعتقد ان الامر هو مسألة وقت وتابع موريل ان جيتس “يعتقد أننا بحاجة إلى قرار دولي يمهد السبيل لفرض عقوبات جديدة على إيران ويمكننا التوصل إليه في غضون أسابيع وليس خلال أشهر”. وقال جيتس نفسه في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” التلفزيونية الأميركية “هي دائماً عملية تفاوض ونحن في بدايتها فقط. أعتقد أن الامر سيستغرق أسابيع وليس أشهر لاستصدار قرار آخر من مجلس الأمن الدولي”. وسئل عما ستفعله الولايات المتحدة إذا عارضت الصين أو أي دولة أخرى القرار، فأجاب “كل ما يمكنني قوله هو إننا نجحنا في استصدار العديد من قرارات مجلس الأمن، لذلك أنا متفائل بأننا سننجح مجدداً”. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية “لقد ذكر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن إيران قد تقبل العرض الذي قدمته لها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في شهر أكتوبر الماضي بإرسال وقودها إلى الخارج لتخصيبه وبعد أيام رفض هذا العرض وأمر بزيادة تخصيب اليورانيوم الإيراني الى 20% وهذا يثير القلق الشديد”. وأضاف “حان الوقت لأن تتوقف إيران عن خطابها المتناقض وتبدأ العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي. يجب أن تستجيب للقلق المشروع وتباشر استعادة الثقة في نواياها الحقيقية”. وقال متحدث باسم رئيس الحكومة البريطانية جوردن براون إن الخيار أمام إيران بات إما التجاوب مع المجتمع الدولي أو مواجهة مزيد من العزلة”. وقالت المنسقة العليا لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية كاثرين أشتون في بيان أصدرته في بروكسل “أريد تأكيد قلق الاتحاد الأوروبي من تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% لأن ذلك يتناقض مع عدة قرارات لمجلس الأمن الدولي ويزيد انعدام ثقة المجتمع الدولي في إيران”. وأعلنت استعداد الاتحاد لاتخاذ “التدابير الضرورية” لمواكبة أي قرار من مجلس الأمن الدولي بتشديد العقوبات على إيران. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته في موسكو إن تخصيب يورانيوم مخصب الى مستوى 20% هو “انتهاك واضح” لقرارات الأمم المتحدة الصادرة من مجلس الأمن الدولي ومجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذا الشأن. وأضافت “إلى ذلك، فإنه يزيد الشكوك في صدق نوايا إيران”. وصرح أمين عام مجلس الأمن القومي الروسي الجنرال نيكولاي باتروشيف بأن مخاوف الغرب بشأن نوايا إيران النووية “مبررة” وأن حل الأزمة يتطلب أكثر من إجراء محادثات. وقال لوسائل الإعلام الروسية “إن إيران تؤكد أنها لا تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية بل تطور برنامجاً نووياً مدنياً، لكن أفعالها بما في ذلك بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% تثير شكوكاً في دول أخرى وهذه الشكوك مبررة تماماً”. وأضاف “من الأفضل تسوية النزاع سلمياً لأن الأساليب السياسية الدبلوماسية مهمة لاتخاذ القرار لكن هناك حداً لكل شيء وللصبر حدود”. وتابع “من المهم للغاية منع الوصول إلى الحرب، لكن خطر اندلاع الحرب قائم نظرياً (في حال تدخلت إسرائيل على سبيل المثال) وهناك دول لا تستبعد عمليات عسكرية”. ودعت الصين إلى مواصلة المفاوضات مع إيران لإقناعها بقبول مشروع اتفاق توفير الوقود النووي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ما تشاوشيوي للصحفيين في بكين “نأمل في أن يتبادل الأطراف المعنيون وجهات النظر بشأن مشروع الاتفاق المتعلق بمفاعل البحث الإيراني وان يتوصلوا الى إجماع في أقرب وقت ممكن، ما سيسمح بتسوية المسألة النووية الإيرانية”. وقال وزير الخارجية الكندي لورانس كانون في بيان أصدره في أوتاوا إن “كندا تشعر بخيبة أمل كبيرة اثر قرار إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة أكبر وتدعوها الى الكف عن احتقار المجتمع الدولي والتنصل من التزاماتها وطمس طبيعة طموحاتها النووية بشكل متعمد”. وأضاف “يجب على إيران أن تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتتوقف عن التخصيب وبناء مواقع جديدة للتخصيب”. وقد أبدى مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا يوكيا أمانو قلقه إزاء قرار إيران بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% بعدما تسلم رسالة إيرانية رسمية بذلك مساء أمس الأول. وقالت الوكالة في بيان أصدرته بهذا الشأن “إن يوكيا أمانو تبلغ بقلق هذا القرار الذي قد يؤثر على الجهود الدولية لضمان توفير الوقود النووي لمفاعل الأبحاث في طهران وكرر استعداد الوكالة لأداء دور الوسيط في ذلك”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©