الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كاجوجة التلي» هدية رمزية تحمل بصمات الأجداد

«كاجوجة التلي» هدية رمزية تحمل بصمات الأجداد
21 نوفمبر 2010 20:29
عزمت أندية التراث ومراكز الحرف اليدوية على إحياء تراث الأجداد والتعريف به ونشره بمختلف الوسائل، سواء عبر المتاحف المتخصصة بالموروث الشعبي أو عبر المهرجانات والمعارض التراثية. وابتكرت وسائل جديدة تعرّف من خلالها بتراث الدولة، من بينها وسيلة “الهدية”. نماذج مصغرة تسعى المؤسسات التي تعنى بالحفاظ على المهن التقليدية إلى نفض الغبار عن حرف قديمة كادت تندثر، ولم تكتف بممارستها وضخ الحياة فيها عبر المهنيين والحرفيين، إنما قامت بإنجاز نماذج صغيرة ومجسمات عن معظم أدوات ومستلزمات صنع تلك المهن القديمة، لتتيح لزوار الإمارة اقتناءها كهدايا تذكارية يصطحبونها معهم إلى بلدانهم ويزينون بها بيوتهم ومكاتبهم كذكرى من أبوظبي بنهضتها المعاصرة وتراثها العريق في آن معاً. تتنوع الهدايا التذكاراية التراثية، وتعمل سيدات مركز الحرف اليدوية التابع لـ”هيئة أبوظبي للثقافة والتراث” على إنجاز نماذج تروي حكاية الحرف والقطع والمشغولات التي ينجزنها. تقول في ذلك أم ناصر- إحدى عاملات المركز إنها وزميلاتها يصنعن مجسمات مصغرة عن “الكاجوجة” وهي أداة صنع “التلي” أي الشريط المزركش الذي يزين أكمام الثوب المحلي، ويتم تغليفها بأناقة بهدف نشر تلك التفاصيل التراثية محلياً وخارجياً من خلال بيعها وتداولها كمجسمات هدية تنفع في ديكور المكاتب أو زينة المنازل. أنواع مختلفة حول آلة التلي بكامل أدواتها ومستلزماتها، تقول أم سيف، استشارية التراث في “نادي تراث الإمارات” إن “الكاجوجة” هي أهم أداة في حياكة خيوط التلي وتصفها بأنها “الأداة الرئيسة في التطريز، تتألف من قاعدة معدنية لها قمعان ملتصقان تضم حلقتين على إحدى القواعد لتثبيت وسادة من القطن بيضاوية الشكل تلف عليها الخيوط، ومن “الدحاري” أي بكرات الخيوط المستخدمة، إذ يتم صفها حسب نوع وحجم التطريز المراد صنعه، و”الإبر” لتثبيت “التلي” الموضوع على الموسدة “الوسادة”، وكلما ازداد عدد البكرات في المجسم الهدية، فهذا يعني أن “التلي” ينسج شريط تطريز عريض وطويل. ويتيح استخدام “الكاجوجة” إنتاج مختلف أنواع التلي، تعددها أم حمد، استشارية تراث في النادي “الغولي، بروي، راس ابويج، البادلة الصغيرة والكبيرة والوسطى، وبتول بو فتلة، بو فتلتين، بو ثلاث فتلات”. وتلفت إلى أن لكل نوع من شرائط التلي استخداماً مختلفاً على الكندورة فمنها شريط أو سوار للأكمام أو للرقبة أو للسروال، ومنها بيضاء اللون أو مقصبة باللونين الذهبي والفضي أو ملونة. وفود وبعثات تحرص إدارات تلك المراكز والمشاغل التراثية على تقديم جهاز أو أداة صنع التلي “الكاجوجة” كهدايا تذكارية للوفود الرسمية الزائرة للدولة خاصة سيدات الاتحاد النسائي في عموم الوطن العربي، أو أعضاء البعثات الدبلوماسية في الدولة. كما تقوم ببيع كميات من تلك المنتجات إلى الأسواق الشعبية أو المحال الفاخرة في كبرى مراكز التسوق، بأسعار متفاوتة. إلى ذلك، يقول بدر عبدالحسين، بائع في السوق الشعبي إن الرجال والنساء على حد سواء يقدمون على اقتناء آلة “التلي” ليحملوها كهدايا معهم بمختلف الألوان وبعدة أحجام، لكنهم يميلون إلى القطع الأصغر حجماً (20 سنتيمتراً) خاصة السياح الأوروبيون الذين يزورون أبوظبي. وتتراوح أسعارها بين 30 إلى 90 درهماً، حيث يتفاوت السعر وفق الحجم وعدد البكرات المنسدلة من وسادة التلي. وتعتبر “كاجوجة التلي” إحدى القطع التراثية التي تم صنع مجسمات عنها لتسويقها والتعريف بها منذ سنوات قليلة (مطلع الألفية الثالثة) حيث كانت تستخدم لإنتاج التلي فقط وليس لبيعها كقطعة ديكور.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©