الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تراجع التوزيع يصيب الصحف الفرنسية بالفزع

تراجع التوزيع يصيب الصحف الفرنسية بالفزع
3 نوفمبر 2006 23:52
باريس ـ أ ش أ: ينتاب حالياً معظم الصحف الفرنسية العريقة حالة من الفزع الشديد بعد أن تراجع توزيع العديد منها إلى أقل بكثير من نصف مليون نسخة لاسيما الصحف الباريسية الثلاث الكبرى ''لوموند ولوفيجارو وليبراسيون''، وعلى الرغم من ملايين اليورو التي ضخت في رأسمال هذه الصحف من اموال مليارديرات معظمهم من اليهود لإخراجها من عثرتها في وقت تحقق فيه الصحف الفرنسية المجانية مثل مترو و20 مينوت وديراكت سوار مزيداً من الانتشار ليقترب توزيعها من حاجز المليون نسخة يومياً على الرغم من حداثة عمرها· وكانت مخاوف الصحف الباريسية العريقة قد وصلت لذروتها بعد التصريحات الخطيرة التي ادلى بها الملياردير ارنو لاجاردير عقب قراره ببيع صحفه الاقليمية مثل نيس ماتان ولا بروفونس في وقت اعتقد فيه البعض بأن الصحف التي تصدر خارج باريس لاتزال بمنأى عن الصعوبات المالية التي تهدد كبريات الصحف الباريسية·· وكان الملياردير ارنو لاجاردير الذي يترأس قائمة اكبر ناشري المجلات في العالم قد برر بيع صحفه الاقليمية في حديث لصحيفة ''لوجورنال دو ديمانش'' الاسبوعية الباريسية التي يمتلكها بأن العمر الافتراضي للصحف اليومية سواء كانت باريسية او اقليمية لن يزيد فى ظل الظروف الحالية في فرنسا خاصة ارتفاع تكاليف الطباعة والتوزيع عن 10 سنوات على اكثر تقدير· ولم تقتصر ردود فعل تصريحات الناشر الشهير لاجاردير على المستوى المحلي الفرنسي فقط بل عبرت صداها المحيط الاطلنطي بسرعة الصاروخ لتثير مخاوف الصحف الامريكية التي تعاني هي ايضا من مشاكل مالية مماثلة غير انه لا يمكن مع ذلك مقارنة مخاوف الناشرين الامريكيين بالفزع الذي انتاب الصحف الباريسية الكبرى بعد هذه التصريحات خاصة بعد ان اظهرت ارقام التوزيع التي نشرت في الشهر الحالي عن ارقام مخيفة حيث هبط توزيع لوفيجارو الى 321 الفا و490 نسخة بنسبة تراجع بلغت 9,2 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي وهي نفس نسبة هبوط توزيع لوموند التي فوجئت بهبوط توزيعها الى 313 الفا و980 نسخة· اما ليبراسيون اليسارية فقد هبط توزيعها الى 134 الفا و790 نسخة بنسبة تراجع قدرها 7,14 في المائة فيما انخفض توزيع ليزيكو الاقتصادية الى 117 الفا و770 نسخة بنسبة تراجع قدرها 1,5 فى المائة·· اما المفاجأة الكبرى فكانت في هبوط توزيع صحيفة ليكيب الرياضية الى 352 الف نسخة بنسبة بلغت 8,4 على الرغم من ما عرف عن هذه الصحيفة اليومية الرياضية من ارتفاع معدلات التوزيع لما تتمتع به من اقبال بسبب اهتمامها الكبير برياضة كرة القدم· اما فرانس سوار ولومانيتيه فمازالتا ترفضان تقديم ارقام التوزيع مما يدل على ان خطط الاصلاح المتعددة التي خضعا لها لم تحقق اهدافها المطلوبة··وكان رجل الاعمال المصري الفرنسى رامي لكح قد امتلك فرانس سوار لمدة زادت عن العام غير انه اضطر الى بيعها بعد ان فشلت جميع خططه لوقف خسائر الصحيفة التي كانت في نهاية السبعينات وبداية الثمانينيات اوسع صحف فرنسا انتشارا ليهبط توزيعها في اخر احصائية رسمية الى اقل من 70 الف نسخة· وتعد صحيفة ليبراسيون اكثر صحف باريس معاناة من الازمة التي تعصف حاليا بالصحف الفرنسية فقد فوجئ رجل المال والبنوك الملياردير اليهودى دى روتشيلد بأن الـ 20 مليونا التي استثمرها في يناير 2005 لشراء 8,38 في المائة من رأس مال ليبراسيون قد ذهبت ادراج الرياح في اقل من عامين بعد ان واصلت الصحيفة نزيف خسائرها عند مليون يورو مع مطلع كل شهر رغم خطة الاصلاح التي تم تبنيها· وتبحث حاليا ادارة ليبراسيون خطط اصلاح جديدة بعد ان ظهر الملياردير دي روتشيلد متحفظا الى اقصى درجة بشأن امكانية اعادة ضح ملايين جديدة لانقاذ الصحيفة اليسارية العريقة التي شارك الفيلسوف اليهودي الفرنسي العظيم الراحل جون بول سارتر في تأسيسها··لكن هل يعني ارتفاع تكاليف اصدار الصحف وتخلى العديد من القراء عنها بسبب سهولة الحصول على المعلومات مجانا من الفضائيات والانترنيت والصحف اليومية المجانية ان الصحف اليومية لم يعد لها فائدة وان مصيرها الى الزوال خلال 10 سنوات على اكثر تقدير كما توقع الملياردير لاجاردير· وترد مجلة لانوفال اوبسرفاتور الفرنسية على تصريحات الملياردير لاجاردير معتبرة ان تصريحاته ينقصها ايضاحين مهمين على الرغم من اهميتها، وهما اولا ان الصحف الفرنسية لم تحظ في اي وقت من الاوقات بأعجاب تام من قبل القراء الفرنسيين خلافا للصحف في بريطانيا والمانيا والسويد واليابان التي لاتزال تبيع ملايين النسخ كل يوم رغم المنافسة الشرسة التي تلقاها من الانترنت والفضائيات والصحف المجانية، وثانيا تجاهل الملياردير لاجاردير ان الصحف الفرنسية لم تتمكن في اي وقت من الاوقات من الاستفادة القصوى من سوق الاعلانات، فلايزال نصيب الصحف الفرنسية من الاعلانات ضعيفاً مقارنة بنصيب الصحف في الدول الاوروبية الاخرى· لكن المثير للدهشة انه في الوقت الذي تكافح فيه الصحف الفرنسية العريقة لتجد مكانا لها في اكشاك الصحف الفرنسية فإن الصحف المجانية تشهد انتشارا بسرعة الصاروخ على الرغم من حداثة عهدها بالصحافة لا سيما بين طبقة الشباب، فمنذ النجاح الهائل الذي حققته صحيفة مترو المجانية في فرنسا اتجه العديد من المعلنين الى هذه الصحيفة التي توزع مجانا غالبا فى محطات المترو مقدمة للقارئ كل ما يحتاجه من اعلانات وموضوعات سياسة ورياضة وثقافية وفنية من دون مقابل مادي، وقد ادى نجاح مترو الى تعزيز سوق المجاني في فرنسا باصدارين جديدين هما 20 دقيقة وديريكت سوار حيث تمكنت هذه الصحف المجانية من الاستحواذ على 17 فى المائة من اجمالي سوق الاعلانات في فرنسا غير انها نسبة تقل عن نسبة الـ 40 في المائة التي تسيطر عليها الصحف المجانية في الدول الاسكندنافية التي كانت اول من اطلق الاصدارات المجانية في العالم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©