الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بيت الشعر في الشارقة يؤبِّن سليمان العيسى

بيت الشعر في الشارقة يؤبِّن سليمان العيسى
21 أغسطس 2013 23:44
خصص بيت الشعر، التابع لدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، منتداه الأسبوعي الذي ينعقد مساء كل ثلاثاء لاستذكار سيرة الشاعر السوري سليمان العيسى الذي رحل في التاسع من الشهر الجاري عن عمر ناهز 92 سنة، وحضر الأمسية بلال البدور الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ومحمد البريكي مسؤول بيت الشعر وعدد من أعضاء اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات والمهتمين. في تقديمه للأمسية، التي جاءت متنوعة بين الشعر والتداعي التذكاري حول سيرة العيسى، تحدث الكاتب السوري نواف يونس عن صلته العميقة بـ «شاعر الطفولة»، الذي برز في مرحلة دقيقة من تاريخ الأمة العربية متحيزاً ومنادياً بالقومية و الوحدة العربية. وقال يونس إن علاقته بالشاعر الراحل، الذي زار الإمارات مرات عدة، استمرت أربعين سنة «وقد أسرّ لي خلالها بالعديد من المواقف والطموحات التي تخصه». وشكر يونس مبادرة بيت الشعر المتمثلة في تخصيص منتدى الثلاثاء لتأبين الراحل الذي دخل بنصوصه إلى ذاكراتنا كلنا. الحلو والمر وتحدث، تالياً، الكاتب التونسي عبد اللطيف الزبيدي الذي التقى العيسى هنا في الإمارات عن طريق الشاعر الراحل محمد بن حاضر في مطلع ثمانينات القرن الماضي. وقال الزبيدي إنه فكّر في عام 200م في تأسيس مجلة تعنى بالإبداع الساخر، ودعا العيسى إلى مشاركته التجربة فاستجاب بسرعة وراح يرسل كل يوم قصيدة ساخرة على الرغم من أن المجلة التي كان من المنتظر أن يطلق عليها «الحلو والمر» لم تصدر لغاية الآن! احتفظ الزبيدي بـ 22 قصيدة ساخرة كان يرسلها له الراحل بخط يده. وقد جاءت منفتحة على قضايا سياسية واجتماعية شتى ولكنها اعتمدت دائما لغة مبسطة وسهلة. وقرأ الزبيدي للحضور بعضاً من تلك النصوص التي دعا نواف يونس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة لطباعتها وفاء للراحل وإثراء للمكتبة العربية. الثورة الجزائرية الكاتب الجزائري حسن طلبي ركز مداخلته على إسهام الشاعر الراحل في المسار الثقافي للثورة الجزائرية 1954، وفي هذا السياق ذكر طلبي أن العيسى كان على صلة قوية بالنخبة المثقفة التي شاركت في تلك الثورة وتمثل دور العيسى في ترجمة نتاجات بعض المثقفين الجزائريين إلى اللغة العربية إذ أن أغلبهم كان يكتب بالفرنسية. وتحدث طلبي عن استقبال سوريا للمثقفين الجزائريين في تلك الفترة على نحو لم يحصل في أي بلد عربي آخر. وكان الشاعر والروائي مالك حداد 1927 ـ 1978 من المثقفين الجزائريين الذين استقبلهم العيسى في منزله. أنجز العيسى مجموعة شعرية، بحسب طلبي، عنوانها «صلاة لأرض الثورة» بذل نصوصها للجزائر وبشكل خاص لأطفالها. واختار الشاعر الإماراتي عبد الله الهدية أن يقرأ مقاطع من أشعاره في استذكار سيرة الراحل ومما قدمه: أيّها الأخوة .. ماذا تجمعون؟ من لهاث الوتر المنثور في كل المتاهات شظايا تركت كل الحرائق خلفها.. لهفة عاشق لسراب كان أعلى من مياه الأرض أصفى من بليدات المرايا اغرقتنا فى عمى الضوء بليدات المرايا لم أصدّقها؟ ولم أفتن بها يوماً، وواصلت خُطايا.. ... تفجري يا أرض اللهب وأشرقي يا دولة العرب مواكباً مواكباً نسير كالرعود للشعب، للقوافل السمر، لنا الخلود إلى الجحيم هذه الأسوار والحدود هذا، وشارك الحضور بمداخلات تطرقت إلى جوانب مختلفة من تجربة الشاعر الراحل الذي اصدر أكثر من خمسين مجموعة شعرية بلغت سائر أنحاء الوطن العربي، ومما ذكره بلال البدور أن العيسى كان يحرص دائما على زيارة ندوة الثقافة والعلوم في دبي كلما جاء إلى الإمارات، وتكلم البدور أيضا عن التأثير الواسع لشعرية العيسى وسط أجيال مختلفة على مر السنين. دمع و.. ورد فيما كتب محمد البريكي في مطوية ورقية وزعت على الحضور في الأمسية: دمعة أخرى نذرفها على الغياب.. وسيبقى أثر سحابك ووجعك يا سليمان العيسى شجراً نستظل به وعزفاً تميل له القلوب.. فأنت عشت كغيرك من الشعراء.. يقدمون الابتسامة لقمة سائغة لغيرهم وبطونهم تضج من صراخ عصافيرها وسأقول: أيها الواقفون على طرقات الغرام وتستخدمون ورود حدائقنا في اصطياد القلوب: خذوا الورد وأهدوا العبير إلى من يجنبكم أو يجنب ساقي الورود الذنوب.
المصدر: الاتحاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©