الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مراكز متخصصة لعلاج مدمني «الإنترنت»!

مراكز متخصصة لعلاج مدمني «الإنترنت»!
21 نوفمبر 2010 20:40
إن أخطر ما يقدم لنا في عسل التكنولوجيا، هو سم العبث بالصحة، والعبث بالقيم، والعبث بالموروث الأخلاقي، دون أن يتوقف أحد أمام الوجه الآخر للتكنولوجيا التي تحمل إلينا آلاف السلبيات والمخاطر. وفي واحدة من أهم الدراسات الميدانية الحديثة التي تناولت الاستخدام الآمن للإنترنت، التي نظمها معهد الدراسات والبحوث التربوية بجامعة القاهرة. قدمت الدكتورة سميرة أبو غزالة أستاذ الإرشاد النفسي بمعهد الدراسات والبحوث التربوية جامعة القاهرة، نتائج إحدى دراساتها على عينة من شباب الجامعات المصرية. وأكدت أبوغزالة أن نسبة الشباب المحقق لهويته بمعنى أن له فكرا ومبدأ يسعى إلى تحقيقه 30%. أما باقي أفراد العينة فكانت غير محددة الملامح وتلك النسبة التي تصل 70%. وهى النسبة المعرضة للخطر لأنها لا تستطيع تحديد هدفها من الدخول على شبكة الإنترنت، ولا تستطيع التحكم في المدة التي تقضيها أمامه. لذلك فهي الفئة الأكثر تعرضا لإدمان الإنترنت، وهو ما يعنى استخدامه لفترات طويلة دون وجود سبب حقيقي، بحيث تصل عدد ساعات الجلوس أمامه من 38 إلى 40 ساعة في الأسبوع، وصاحب ذلك وجود بعض الأعراض مثل الاكتئاب في حالة عدم الدخول أو التفكير طوال الوقت في الجديد الذي حدث في الفترة التي لم يدخل فيها، حتى يصل الأمر عند بعض الأفراد أنه لا يستطيع أن يبدأ يومه دون الدخول على بريده الإلكتروني لقراءة الرسائل الجديدة. وتوصلت الدكتورة سميرة أبو غزالة إلى مخاطر إدمان الإنترنت وتأثير ذلك على الصحة النفسية للفرد مثل انخفاض تقدير الذات، والانسحاب من الواقع، والعيش في الواقع الافتراضي الذي يقدمه الإنترنت، وهو ما يؤثر بشكل كبير وسلبي على علاقات الفرد الاجتماعية. كما يؤثر هذا الإدمان على الحياة المهنية للفرد كالكسل في أداء العمل أو التعامل بشكل غير لائق مع الجمهور نظرا لجلوس الفرد طوال الليل أمام الإنترنت، مع ما يصاحب ذلك من أعرض جسدية مختلفة مثل التأثير السلبي على العمود الفقري والمفاصل. هذا بخلاف المخاطر الأسرية التي تتعرض لها أسر مدمني الإنترنت كفتور العلاقة الزوجية وعدم الالتزام بكثير من الواجبات الأسرية، وهو ما تسبب في كثير من حالات الطلاق، خاصة أن نسبة كبيرة من مدمني الإنترنت يقبلون بشكل كبير على المواقع الإباحية! وقالت د. سميرة إنها من خلال إحدى دراساتها اكتشفت أن المواقع الإباحية تأتى في المرتبة الأولى من حيث إدمان الإنترنت، وفي المرتبة الثانية تأتى غرف الدردشة، تلك التي يستغنى بها الأفراد عن العلاقات الاجتماعية الحقيقية. ثم تأتي مواقع الشراء والتسوق. وللأسف تأتى المواقع البحثية في المرتبة الرابعة، وهو ما يدلل على عدم الاكتراث بالعلم والمعرفة ! وأشارت د. سميرة أبو غزالة إلى أن الفئات الأكثر قابلية لإدمان الإنترنت هم الأفراد الذين لديهم ميول اكتئابية والشخصيات القلقة وكذلك الأفراد الذين يتماثلون للشفاء من حالات إدمان سابقة. وقالت إن الخطورة الحقيقية تكمن في عدم اعتراف المجتمع بأن إدمان الإنترنت أصبح أمراً واقعاً يستحق العلاج، وأن دولاً عديدة بدأت بالفعل في إنشاء مراكز علاجية متخصصة لعلاج مدمني الإنترنت وأيضا عمل برامج وقائية لذلك. وفي سياق حديثها، شرحت د. سميرة الأعراض السبعة التي بناء على ظهورها جميعا أو ظهور بعضها، يمكن تحديد ما إذا كان الشخص مدمن إنترنت أم لا، وهذه الأعراض ـ على حد قولها ـ هي: التحمل، ويعني الميل إلى زيادة ساعات الجلوس أمام شبكة الإنترنت لإشباع الرغبة أكثر وأكثر. ثم الأعراض الانسحابية وهي” أعراض الانقطاع الناتجة عن توقف عادة ما”: مثل استثارة وتهيج حركي، رعشة، قلق طول الوقت، تفكير قهري عما يحدث في شبكة الإنترنت أثناء غيابه عنها. ومن ثم فإن استخدام الفرد للشبكة الإلكترونية يقلل أو يخفف مثل هذه الأعراض الانسحابية. كما أن استخدام الفرد للشبكة فترات طويلة أكثر مما ينبغي. وقضاء فترات من الوقت في عدد من الأنشطة المرتبطة بالشبكة كقراءة كتب ومجلات تتعلق بها. وأخيراً ظهور مشكلات ناتجة عن استخدام الشبكة مثل: فتور العلاقات الاجتماعية، ومشكلات في العمل أو الدراسة أو تضييع فرص الترقي الوظيفي. الحل في بناء الهوية الدينية وأشار الدكتور وليد أبو ريا منسق الندوة إلى أن الإسلام يأمر دائما أتباعه بالانتقال من الحال السيئ إلى الحال الحسن، وهو ما يعرف عند علماء الأخلاق بمصطلح (التخلية والتحلية)، بمعنى أن يتخلى المسلم عن السلوكيات الخاطئة التي تمثل انحرافا عن التعاليم والأوامر الربانية، وأن يتحلى في الوقت نفسه بالصفات والأخلاق الحميدة. كما يجعل الإسلام فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي الفريضة الحارسة لأخلاقيات المجتمع والحائلة بينه وبين التردي والانهيار والضياع. وقال: الواجب يحتم علينا أن نطوف بجميع الجامعات المصرية لتوعية الشباب بالمخاطر التي يمكن أن يتعرضوا لها نتيجة الاستخدام الخاطئ للإنترنت، وأن يكون هناك تكاتف بين جميع الأجهزة الإعلامية والتربوية لتوصيل الرسائل الأخلاقية التي لا غنى عنها لأي مجتمع ينشد الأمن والاستقرار والرخاء.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©