الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

انشقاق مندوب دمشق في «حقوق الإنسان» بجنيف

انشقاق مندوب دمشق في «حقوق الإنسان» بجنيف
14 أغسطس 2012
أعلن المندوب السوري في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف أمس، انشقاقه وانضمامه إلى المعارضة، معتبراً أنه لم يعد قادراً على مساعدة الشعب السوري من منصبه، الأمر الذي أكدته وسائل إعلام سويسرية أمس، قائلة إن دبلوماسياً في بعثة سوريا في المقر الأوروبي للأمم المتحدة بجنيف انشق، ليصبح بذلك أحدث عضو بالمؤسسة السورية ينقلب على نظام الرئيس بشار الأسد خلال الانتفاضة المستمرة منذ نحو 18 شهراً. وأكدت الولايات المتحدة أمس، أنها «لن تستبعد كافة الخيارات» لحمل الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي، وذلك عقب أيام من تجدد التكهنات بإمكانية فرض حظر جوي على بعض المناطق فوق سوريا. من ناحيته، يبدأ وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس غداً جولة في الدول المجاورة لسوريا تقوده إلى الأردن ولبنان وتركيا في حين تعرقل انقسامات المجتمع الدولي محاولات إيجاد حل للنزاع الذي يمزق ذلك البلد. وداني البعاج سكرتير ثالث في بعثة سوريا في الأمم المتحدة بجنيف وكان عضواً في وفدها إلى مجلس حقوق الإنسان. ولم يعرف عنه أنه تحدث أمام المجلس المكون من 47 عضواً والذي ندد بحكومة الأسد 4 مرات خلال الصراع. ونقلت وكالة الأنباء السويسرية “ايه. تي. اس” عن البعاج قوله “أعلنت استقالتي يوم الجمعة في موقع سوري على الإنترنت وأبلغت القائم بالأعمال السوري في جنيف بأنني ذاهب للمعارضة”، مشيراً إلى أن الأخير “تمنى له النجاح”. وأضاف “كنت على اتصال بجماعة معارضة منذ فترة. الوضع يزداد سوءاً. شعرت أنني لم أعد أستطيع أن أخدم بلدي في معسكر الحكومة”. وقال البعاج، إنه لا يطلب اللجوء في سويسرا لكن والديه معه في جنيف. وفي حديثه الذي أدلى به من جنيف، وصف البعاج “المنبر الديمقراطي” الذي يتزعمه المعارض السوري البارز ميشيل كيلو، بأنه أحد المجموعات الرئيسية في المعارضة السورية. ويأتي هذا الإعلان الذي صدر عبر موقع للمعارضة، قبل نشر تقرير جديد حول وضع حقوق الإنسان في سوريا طلبه المجلس من لجنة تحقيق مستقلة غداً الأربعاء. ويأمل بعاج في التوصل إلى توافق حول سوريا في المجلس شرط “تخلي بعض الدول عن أجنداتها لمساعدة الشعب السوري”. وقال إنه في الدورة الأخيرة للمجلس كان الأعضاء أقرب للتوافق حول سوريا، معرباً عن أمله في أن تترك البلدان المختلفة “أجندتها الخاصة” جانباً، ليتسنى للمجلس مساعدة الشعب السوري. وشدد الدبلوماسي السوري على معارضته لأي تدخل عسكري أجنبي في سوريا، معرباً عن دعمه لدور بعثة المراقبة الدولية في البلاد. وكان أرفع مسؤول مدني سوري ينشق حتى الآن هو رئيس الوزراء رياض حجاب الذي فر من سوريا مع أسرته إلى الأردن في 6 أغسطس الحالي. وقال “امل أن تبقى البعثة في سوريا.. من المهم توثيق الانتهاكات الحقوقية من طرفي النزاع”. وفي رد على تصريحات أطلقتها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في أنقرة الأحد الماضي، أثارت التكهنات بشأن تعزيز الدور الغربي في سوريا التي يعصف بها العنف، قال المتحدة باسم البيت الأبيض جاي جارني من على متن الطائرة الرئاسية أمس، «الرئيس باراك أوباما وفريقه لم يستبعدوا أي في محاولتنا مع شركائنا والشعب السوري، لإطلاق تحول ديمقراطي يحتاج إليه الشعب السوري بشدة». ورفض المتحدث القول صراحة بإمكانية فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا، قائلاً إن المقاربة الأميركية الحالية القائمة على مساعدة مقاتلي المعارضة بمعدات غير قتالية وفرض المزيد من العقوبات على نظام دمشق، تكثف الضغوط على الرئيس الأسد. بالتوازي، يبدأ وزير الخارجية الفرنسي غداً جولة تشمل الأردن ولبنان وتركيا في وقت يتعرض فيه الرئيس فرنسوا أولاند الذي يواجه إحدى الملفات الدبلوماسية الأكثر حساسية أثناء المئة يوم الأولى من رئاسته، إلى انتقادات الحكومة السابقة التي تتهمه بعدم المبادرة بالتحرك في سوريا. ورسميا تعتبر جولة فابيوس التي تدوم 3 أيام في البلدان الثلاثة التي تأوي العديد من اللاجئين السوريين الفارين من أعمال العنف، إنسانية قبل كل شيء. وأوضحت وزارة الخارجية أنها “ستكون فرصة يعبر فيها الوزير على دعم” فرنسا للاجئين. وأضافت أنها “ستسمح أيضاً للوزير بأن يتباحث مع الدول الثلاث ويجدد لها دعم فرنسا في جهودها لاستقبال اللاجئين”. ونشرت فرنسا خلال الأيام الأخيرة مستشفى ميدانياً في مخيم الزعتري في قلب الصحراء الأردنية عند الحدود السورية، وأصبح عملانياً. ومع اتساع المعارك داخل سوريا خصوصاً في دمشق وحلب يواصل اللاجئون تدفقهم على الدول المجاورة حتى أن الأمم المتحدة قدرت عددهم بنحو 140 ألفاً. وستعقد فرنسا التي ترأس مجلس الأمن الدولي خلال أغسطس الحالي، اجتماعاً وزارياً في هذا الإطار في 30 من الشهر ذاته “يخصص أساساً إلى بحث الوضع الإنساني في سوريا والدول المجاورة”، على ما أفادت وزارة الخارجية. وأضافت الوزارة أن فابيوس سيجري أيضاً “مباحثات سياسية على مستوى عال في إطار جهود فرنسا الرامية إلى الدفع بمرحلة سياسية انتقالية سريعة وذات مصداقية في سوريا”. وأكد أولاند في رد على اتهامه بالتباطؤ من معسكر الرئيس السابق ساركوزي، أن باريس تبحث “بإصرار” على حل سياسي في سوريا. وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية فنسان فلورياني أمس أن “فرنسا تدعم الشعب السوري في كفاحه من أجل تقرير مصيره في وجه نظام بشار الأسد”، مذكراً بمؤتمر أصدقاء الشعب السوري في باريس الذي نظم مطلع يوليو الماضي بمشاركة 107 دول ومنظمات دولية. وبشأن روسيا حث رئيس الوزراء السابق فرنسوا فيون هولاند على القيام بمبادرة تجاهها. وفي مقال نشرته صحيفة “لوفيجارو” أمس، قال فيون “لو كنت أنا فرنسوا هولاند لصعدت الآن إلى الطائرة متوجهاً إلى موسكو، مع أنجيلا ميركل (المستشارة الألمانية) إذا امكن ذلك” من أجل اقناع الرئيس فلاديمير بوتين بحمل الرئيس السوري الأسد على التراجع.
المصدر: جنيف، باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©