الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«عينان منكسرتان» في «الملتقى الأدبي»

«عينان منكسرتان» في «الملتقى الأدبي»
27 ديسمبر 2017 22:40
فاطمة عطفة (أبوظبي) رواية الطاهر بن جلون «عينان منكسرتان» كانت موضوع النقاش أول أمس في الملتقى الأدبي برئاسة أسماء صديق المطوع ومشاركة عضوات الملتقى، وفي هذه الأمسية الأدبية مع نهاية عام 2017، حددت المطوع برنامج الملتقى للفصل الأول من السنة القادمة، كما اختارت أن تكون الجلسة في منزل والدتها السيدة موزة (أم أحمد)، وذلك احتراماً وتقديراً لها. واستهلت ناديا طرابيشي الأمسية بتقديم لمحة من سيرة الكاتب، مشيرة إلى أنه روائي مغربي حائز على عدة جوائز، منها «غنكور» الفرنسية عام 1987، و«إمباك الأدبية» عام 2000، وجائزة دبلن للآداب عام 2004، لافتة إلى أن التنقل صعب بين الواقع والخيال في هذا العمل الروائي، حيث حاولت البطلة فاطمة أن تتأقلم مع واقعها الجديد في فرنسا، عندما تحدث نفسها (ص:41) قائلة: «هل من معجزة تبدد الحزن؟ كيف يمكن سد فجوة واسعة في القلب وفي الكبد وفي الرأس؟... هناك البشر الضعفاء العاجزون بالنسبة إلى، لبس الموت وجه عمتي، التي استطاعت أن تدس السم إلى أخي الطفل إدريس»، بينما رأت المطوع أن الرواية تحمل قالب الأسطورة التي يصدقها بعض الناس من الضعفاء والمكسورين، وهي واردة بصيغة رمزية أراد الكاتب أن تصل للقارئ من خلال الأسطورة التي تخلق الأمل أمام قسوة الحياة، حيث يتجه الإنسان للخرافة والسحر، كما جاء في شخصية العمة الشريرة وأفكارها المدمرة. وأوضحت المطوع أن دور القوة ظهر جلياً في شخصية فاطمة بطلة الرواية، وهي في العاشرة من عمرها وأفكارها الكبيرة وأحلامها التي اختلطت بالعذاب والألم بسبب غياب والدها في فرنسا، والكراهية التي تسيطر على عمتها المشعوذة أيضاً، لكن الكاتب مقابل هذا الحقد والحسد المتجسدين في القرية لفتت إلى أهمية الحب في المجتمع، وبالحب وحده تكمن قوة المجتمعات كلها أيضاً. ونوهت أن تركيز الكاتب في ختام الرواية على ظهور الماء في الأماكن القاحلة دليل على العمل والعطاء، وتبين في الختام أن الماء هو الكنز الذي أخبر الجد فاطمة عنه في البداية وأتمنها عليه». وأظهر النقاش قسوة الغربة والمتاعب التي يجدها الناس، حيث يبقى الحنين للوطن، مما يؤدي إلى عدم الانسجام مع المجتمع الغربي الذي هاجروا إليه ويعيشون فيه. وكانت الآراء مختلفة وغنية حيث نالت الرواية إعجاب المشاركات في النقاش، بينما قالت جميلة خانجي: أعتقد أن الكاتب تفوق في هذه الرواية على ذاته، وأعطى حيزاً كبيراً لجمالية الحياة. ومن جانبها أشادت رنا منزلجي إلى أن الرواية تستحق القراءة أكثر من مرة حتى يستطيع القارئ فهمها لأن فيها عتمة دائمة وسوداوية تحكم عوالم الشخصيات، متسائلة هل الوقع فعلا هكذا؟. مضيفة أن الرواية تحمل رمزية عالية، وكل ما فيها موظف للمكان الذي أراده الكاتب، مبيناً أهمية التسامح، وأن الماء هو الحياة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©