الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منجم «بايك ريفر»... صدمة نيوزيلندية

21 نوفمبر 2010 22:26
لم يكد يمر سوى شهر على إنقاذ 33 من عمال المناجم في شيلي، حتى وقع حادث آخر في نيوزيلندا التي تتابع الآن باهتمام وقلق شديدين مصير 29 من عمال المناجم المحاصرين تحت الأرض بعد انفجار غازي في منجم فحم بمنطقة "ساوث أيلاند". منذ وقوع الانفجار لم يُسمع شيء من الرجال الموجودين في أعماق ذلك المنجم المعروف باسم" بايك ريفر" على عمق 1.2 ميل تقريبا من سطح الأرض، عند تعرضه لانفجار ضخم، ظهيرة يوم الجمعة الماضي، وذلك بعد أن فشلت كافة الاتصالات الهاتفية التي أُجريت معهم. ومما أدى إلى إحباط أقارب العمال - الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16ـ62 عاماً بينهم اثنان من أستراليا وبريطانيان وجنوب أفريقي واحد- أن فرق الإنقاذ لم تتمكن من الاقتراب من فوهة النفق العمودي الموصل بين السطح والقاع، بسبب تراكم كميات كبيرة من الغازات السامة التي يمكن أن تؤدي في أي لحظة لوقوع انفجار آخر. وقد بدأت فرق الإنقاذ في تركيب مِثْقَب ضخم لثقب حفرة في جانب التل الذي يضم المنجم من أجل أخذ عينات غاز من مساحة أعمق، ولضخ كميات من الهواء النقي في النفق. وفي الوقت الراهن يقف 30 من رجال الإنقاذ على أهبة الاستعداد لدخول المنجم إذا ما ثبت أن مستويات الغاز آمنة. وكان قد تم إنقاذ عاملين تمكنا من النجاة بسبب قربهما من فتحة المنجم عندما وقع الانفجار، ولم يتعرضا سوى لإصابات طفيفة نقلا على إثرها للمستشفى ثم غادراه بعد يوم واحد فقط. ويقول نائب البرلمان"داميان أو كونر" إن الحادث يمثل صدمة حقيقية بالنسبة لدولة نيوزيلندا الصغيرة ذات النسيج المتماسك، بحيث يصعب القول إن هناك جالية من الجاليات لم تتأثر جراء هذا الحادث. وقال مسؤولون أمس الأحد إن الأمل يراودهم بأن الرجال المحصورين في القاع لا يزالوا أحياء. وأدلى قائد الشرطة "جراي ناويلز" بتصريح للصحفيين في مدينة "جريماوث" القريبة قال فيه:" إن محور الاهتمام الأساسي اليوم هو عملية الإنقاذ. ولكن ينبغي أولا اتخاذ كافة احتياطات الأمان الضرورية قبل الشروع في هذه العملية، وعندما ننتهي من هذا فإننا سننزل تحت الأرض". ويشار إلى أن مدينة جريماوث هي أكبر مدينة في الساحل الغربي لـ"ساوث أيلاند" حيث يسكنها 10 آلاف شخص يرتبطون بروابط قوية بنشاط المناجم. وقد أظهر عدد من الدول استعدادا لتقديم الدعم والمعونة ومن أبرزها أستراليا التي قامت بالفعل بإرسال فريق من رجال الإنقاذ ومعدات إنقاذ خاصة. يقول" تريفور واطس" المدير العام لمؤسسة"نيوزيلند ماينز رسكيو" المتخصصة في عمليات الإنقاذ من الحوادث التي تقع في المناجم:" لقد أصبح لدينا كميات من المعدات بحيث أننا بتنا غير قادرين على معرفة ماذا يمكن أن نفعل بها وهو ما يمكننا من القول إننا مجهزون بشكل جيد للتعامل مع أي حدث يقع خلال الأيام القليلة القادمة". ونظراً لأن هذا الحادث يقع بعد مرور وقت قصير على انتهاء عملية إنقاذ لـ 33 من عمال المناجم الذين ظلوا محاصرين لمدة 69 يوماً في منجم لاستخراج الذهب والنحاس في شيلي، فإن مجتمع "جريموث" كان لا بد أن يلتف حول جهود الإنقاذ. يقول" أو كونور" :" إن مجتمع العاملين في مجال التعدين في العالم بأسره متماسك بدليل أن كل فرد فيه كان يتابع بقلق ما كان يحدث في شيلي واحتفلوا جميعاً عندما تم إنقاذ الرجال المحاصرين، وهناك احتمال حقيقي أن نشهد شيئاً إيجابياً مثل هذا يحدث هنا في نيوزيلندا". ولكن الحقيقة أن هناك فرقاً بين الحادث، فالمنجم الذي وقع فيه الحادث في نيوزيلندا هو منجم فحم وليس منجم ذهب ونحاس مثلما كان عليه الحال في شيلي، وهو ما يعني أن هناك احتمالاً كبيراً لتسرب غاز الميثان المعروف بأنه غاز سريع التطاير والانتشار الأمر الذي يزيد من احتمالات الخطر، ويلقي بظلال على نجاح عملية الإنقاذ على الرغم من التفاؤل الذي يبديه المسؤولون. وبعد وقوع الحادث تدفق عدد كبير من الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام المختلفة على "جريماوث" التي يقع المنجم موضوع الانفجار إلى الشمال الشرقي منها. وشهد إيجاز صحفي عقد ظهر الأحد حضور ما يقرب من 100 صحفي مع عدد من أعضاء البرلمان والعسكريين احتشدوا جميعاً في غرقة صغيرة في مركز شرطة "جريماوث"، ولم يتمكن المسؤولون المحليون من الرد على الكم الكبير من المكالمات الذي انهال عليهم من سكان هذه المدينة الصغيرة، التي لا يوجد بها سوى شوارع رئيسية قليلة وسوبر ماركت واحد كبير. وجلس أفراد عائلات العمال المحاصرين وعدد كبير من سكان المدينة على الأرض يتابعون ما يجرى في صمت رافضين الحديث عن عمليات الإنقاذ. أما هؤلاء الذين وافقوا على ذلك، فقد جاء كلامهم مفعماً بالقلق ونفاد الصبر. فقد قال أحدهم ويدعى "لاوري درو"، وهو والد أحد هؤلاء العمال الذي لا يزيد عمره عن 21 عاماً : لو كان الأمر بيدي لشققت طريقي على الفور إلى أسفل المنجم". قال هـذا بعصبية ظاهرة أمام عدسات التلفزيون، وهو يرتدي إحدى سترات ابنه. وفسر الأمر بقوله:"أنا ارتدي هذه السترة كي أعطيها له كي يلبسها عندمـا يتم إخراجه من قاع المنجم، وأضاف وقد اختنق صوته بالدموع:"كل ما أريده أن يعود ابني معي للبيت". تامي عبد الله جريماوث ـ نيوزيلندا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم.سي.تي إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©