السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«نساء الأمم المتحدة»... معركة «باشليه» الصعبة

21 نوفمبر 2010 22:27
لاشك أن الرئيسة التشيلية السابقة ميشيل باشليه سياسية ذكية ومتعلمة ومفاوضة ماهرة، ولكنني أتساءل في قرارة نفسي الآن عما إن كانت قد قامت بالشيء الصائب حين وافقت على ترؤس الوكالة الجديدة للأمم المتحدة المعنية بحقوق النساء، المرتقب أن تبدأ في عملها اعتبار من الأول من شهر يناير المقبل. ومما لاشك فيه أيضاً أنها ستواجه صعوبات وعراقيل جمة في تحقيق أهدافها، ذلك أن وكالتها، التي تبلغ ميزانيتها السنوية 500 مليون دولار وتُعرف باسم "نساء الأمم المتحدة"، من المنتظر أن تجمع أربع وكالات موجودة حاليّاً لحقوق النساء تابعة للأمم المتحدة من المعروف أنها بالكاد تتحدث مع بعضها بعضاً. وعلاوة على ذلك، فإن الوكالة الجديدة سيشرف على تسييرها مجلس مكون من 41 بلداً يشمل بعضاً من أكثر البلدان انتهاكاً لحقوق النساء في العالم. وفي مقابلة تلفزيونية ستبث قريباً، سألتُ باشليه كيف تتوقع الدفع بقضية حقوق النساء ومجلس إدارة وكالتها يضم في عضويته بلداناً تنتهك فيها حقوق النساء؛ فأجابت باشليه بالقول إن المجلس التنفيذي لـ"نساء الأمم المتحدة" يُنتخَب من قبل البلدان الأعضاء في المنظمة الدولية، وإنها، بصفتها مديرة تنفيذية لـ"نساء الأمم لمتحدة"، ستعمل مع كل البلدان التي تُنتخب لعضوية هذا المجلس التنفيذي، مضيفة: "نأمل أن تكون لدينا أفضل العلاقات مع كل الدول الأعضاء، ونسعى إلى أن تستطيع كل بلدان العالم، أقول كل بلدان العالم، النهوض بظروف النساء فيها". وعدتُ لأسأل: ولكن هل ستكونين قادرة على التنديد بالدول التي تضطهد النساء عندما تكون هذه الدول أعضاء في لجنتك التنفيذية؟ فقالت باشليه: "إن ثمة آلاف المشاكل المختلفة... في بعض البلدان، سنكون قادرين على تحقيق تقدم بشكل أسرع بخصوص بعض المواضيع؛ أما في بلدان أخرى، فقد يستغرق الأمر وقتاً أطول؛ ولكنني مثابرة وصبورة وجد متفائلة على كل حال". وأضافت قائلة: "إن المهم هو أن تكون قادراً على العمل بالاحترام الذي ندين به لكل الدول الأعضاء، مع الامتثال في الوقت نفسه لقرار هذه الدول الذي ينص على أن مهمة «نساء الأمم المتحدة» هي تحسين ظروف النساء عبر العالم". ولكن، أليست ثمة ازدواجية معايير في الأمم المتحدة عندما تركز على انتهاكات ضد النساء في بلدان ضعيفة نسبيّاً، ولا تندد بالانتهاكات التي تُرتكب في بلدان قوية وغنية أو حتى قوى نووية؟ لقد أجابت باشليه عن هذا السؤال بقولها: "سنعمل مع كل البلدان من أجل الحصول على نتائج. وهذا يعني، أن يختار المرء المواضيع ذات الأولوية، وأنسب الاستراتيجيات من أجل الحصول على نتائج، تماماً مثلما يتصرف المرء حينما يكون رئيساً في بلد ما". وأضافت أن إحدى أولى أولوياتها هي "خلق زعامات" عبر دعم الأشخاص الذين يناضلون ويكافحون من أجل الدفع بحقوق النساء في كل مكان عبر العالم. وجواباً على سؤال آخر حول ما إن كانت الثقافة الذكورية ما زالت منتشرة في أميركا اللاتينية، قالت باشليه: "أخيراً، بدأنا نرى تغيراً في الثقافة سمح للعديد من الناس بالتصويت لصالح النساء" في المنطقة، مثلما يظهر من خلال انتخاب رئيسات خلال السنوات القليلة الماضية في كل من البرازيل وكوستاريكا والأرجنتين والتشيلي نفسها. واستطردت: "ولكنني أعتقد أنه ما زالت لدينا ثقافة ذكورية لأنه ما زال لدينا عدد قليل من النساء اللاتي يترأسن بنوكاً كبيرة أو شركات أخرى كبيرة، أو في مجالات مثل الفيزياء أو الرياضيات أو العلوم". وتعليقا على هذا الموضوع، قالت لي ماريان مولمان، المختصة في حقوق النساء بمنظمة "هيومان رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الإنسان، إن لديها "آمالًا كبيرة جدّاً" في أن تنجح "نساء الأمم المتحدة" في مساعيها. وجواباً على سؤال حول ما إن كانت "نساء الأمم المتحدة" لن تصبح مثل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة -الذي يضم في عضويته بعضاً من الأنظمة التي تحول دون إجراء أي تحقيق في انتهاكاتها، مما يحوِّل المجلس إلى نكتة تقريباً- قالت لي "مولمان" إن ذلك من المستبعد أن يحدث، موضحة أن المجلس التنفيذي لـ"نساء الأمم المتحدة" ستكون لديه صلاحيات أقل مقارنة مع أعضاء مجلس حقوق الإنسان لتحديد أجندة المنظمة، أو "لعب دور المعطِّل". شخصيّاً، أرى أن لدى "باشليه" سجلاً متميزاً بخصوص قضايا حقوق النساء؛ حيث قامت خلال رئاستها في التشيلي بإنشاء شبكة وطنية من رياض الأطفال لصالح النساء العاملات، ونظام للضمان الاجتماعي لصالح ربات البيوت. كما تعرضت للانتقادات -على نحو صائب- لأنها لم تكن مدافعة قوية عن الحقوق العالمية في الخارج -يذكر هنا أنها قامت بزيارة رسمية لتدشين معرض كتاب في كوبا. ولكنها كانت رئيسة جيدة إجمالاً. وآمل أن تحرك "باشليه" المياه الراكدة من خلال وظيفتها الجديدة في خدمة النساء عبر العالم، وألا تستسلم لبيروقراطية الأمم المتحدة والصفقات السياسية. والأكيد أنها إذا استأثرت بعناوين الصحف، فذلك يعني أنها بدأت فعلاً تغير بعض الأشياء التي تحتاج إلى تغيير. آندريه أوبنهايمر صحفي متخصص في شؤون أميركا اللاتينية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©