الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مفاعل نووي جديد... في كوريا الشمالية

مفاعل نووي جديد... في كوريا الشمالية
21 نوفمبر 2010 22:27
ذكر خبراء أميركيون أن بيونج يانج تنشط الآن في تطوير مفاعل جديد للماء الخفيف في مجمعها النووي الرئيسي في يونج بايون. وذكر معهد أمني أميركي خاص أن بيونج يانج تمضي سراً في تطوير مفاعلها الجديد هذا. ونشر "معهد العلوم والأمن الدولي" -مقره بواشنطن- الأسبوع الماضي، صوراً التقطت خلال الشهر الجاري، تظهر بناءً لهيكل مثلث الشكل، يعتقد أنه مفاعل نووي للماء الخفيف يكفي لتوليد طاقة كهربائية تتراوح بين 25 و30 ميجاواط. وعلى حد قول ديفيد أولبرايت، رئيس المعهد المذكور، فإنه "من المقلق دائماً أن نسمع ببدء بيونج يانج تطوير مفاعل نووي جديد. وحتى الآن، لا نستطيع تأكيد ما إذا كان المفاعل سوف يستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية للأغراض السلمية، أم سيستغل لصنع مادة البلوتونيوم الانشطارية القابلة لصنع الأسلحة النووية". وأطلع اثنان من الخبراء الأميركيين اللذين عادا للتو من بيونج يانج، بعد السماح لهما من قبل السلطات الكورية الشمالية بزيارة الموقع، أطلعا إدارة المعهد الأمني المذكور على أن بيونج يانج أكدت لهما في شهر مارس المنصرم عزمها على تطوير مفاعل جديد للماء الثقيل، سوف يكون قادراً على استهلاك الوقود النووي الذي ينتجه. وذكر الخبيران "سجفريد هيكر"، المدير السابق لمختبر لوس آلموس النووي الأميركي، و"جاك بريتشارد"، المبعوث الأميركي للمفاوضات مع كوريا الشمالية، ذكرا لمسؤولي المعهد أن الهيكل المثلث الذي ظهر في الصور التي التقطت للتو، هو نفسه المفاعل النووي التجريبي للماء الخفيف، الذي تعمل على تطويره بيونج يانج، وفقاً لما نشر بالموقع الإلكتروني الخاص بالمعهد. ويذكر أن تطلعات بيونج يانج النووية ظلت محوراً لاهتمام محادثات دولية سداسية، بما فيها الصين وروسيا وكوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة الأميركية. وعقب انسحاب بيونج يانج من طاولة المفاوضات السداسية العام الماضي، أعرب نظام كيم جونج إيل عن رغبته مؤخراً في العودة إلى المفاوضات مجدداً. ومن جانبها تتمسك الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بضرورة إظهار بيونج يانج لجديتها في نزع أسلحتها النووية قبل استئناف التفاوض معها تارة أخرى. ويذكر أن بيونج يانج التي طورت ترسانتها النووية سلفاً، قد أجرت اختبارات نووية في عامي 2006 و2009 لتثير بذلك قلقاً دولياً أسفر عن فرض عقوبات مشددة عليها من قبل مجلس الأمن الدولي. وكانت بيونج يانج التي ظلت تنفي لعدة سنوات حصولها على الأسلحة النووية، قد أعلنت في العام الماضي وصولها للمراحل النهائية في تخصيب اليورانيوم. ومن ناحيتها نشرت صحيفة "تشوسون سينبو" الموالية لكوريا الشمالية في اليابان، ما يفيد عن اعتزام بيونج يانج تطوير مفاعل جديد للماء الثقيل بحلول عام 2012، بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد الرئيس كيم إيل سونج، مؤسس كوريا الشمالية ووالد الرئيس الحالي كيم جونج إيل. وذكر أولبرايت أن الخبيرين، "هيكر" و"بريتشارد"، سوف يقدمان عرضاً لما توصلا إليه بمقر "معهد الاقتصاد الكوري" بواشنطن خلال الأيام القليلة القادمة. وقال بريتشارد إن سماح كوريا الشمالية للخبرين الدفاعيين الأميركيين المذكورين، إنما يعكس رغبة بيونج يانج في أن تكون لها يد عليا على مفاوضيها الدوليين، قبل الدخول معهم في أي جولة مفاوضات جديدة. وذلك ما يعيد المفاوضين الدوليين إلى طولة المفاوضات مجدداً متى ما أرادو التبعير عن وجهة نظر بعينها، على حد قول أولبرايت الذي استطرد في القول: وكما نلاحظ، فإن لدى كورياش الشمالية ما تظهره لنا: قدراتها العسكرية الكبيرة التي لم يولها العالم اهتماماً يذكر. وعليه فإن في بناء المفاعل الجديد الذي تتكتم عليه بيونج يانج، ما يعتبر بمثابة ضربة كبيرة لدعاة التسوية السلمية الأميركية. وهو لا شك صدمة لهم نوعاً ما. وأضاف أولبرايت قائلاً: كثيراً ما استخدمت مفاعلات الماء الخفيف لتوليد الطاقة الكهربائية للأغراض السلمية. غير أن ذلك لا يعني نفي قابلية المفاعل الجديد للاستخدام من أجل إنتاج مادة البلوتونيوم الانشطارية التي تستغل في صنع الأسلحة النووية. ومن جانبهم قال مسؤولون كبار في سيؤول، إن أي محاولات من جانب بيونج يانج لبناء مفاعل جديد للماء الخفيف، تعد انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن الدولي. وعلق أولبرايت بالقول: من الواضح أن تطوير مفاعل الماء الخفيف الجديد الذي تعمل بيونج يانج عليه لن يستغرق بضع سنوات من الآن. لكن ماذا لو تمادت كوريا الشمالية في المضي في طريقها النووي هذا إلى أبعد من حدود المفاعل المذكور؟ لا شك أن الوضع سوف يكون معقداً وصعباً للغاية كما نتوقع. وأشار أولبرايت إلى أن جزءاً من التعقيدات المتوقعة، صعوبة مهمة المفاوضات السداسية، والتحديات التي ستفرض على المتفاوضين الدوليين مع بيونج يانج. وبوسع المرء أن يتصور صعوبـة الموقف الذي يواجه هؤلاء المفاوضين. فحتى إذا ما طالب المفاوضون بيونج يانج بوقف العمل تماماً في تطوير هذا المفاعل الجديد، فسوف ترد عليهم كوريا الشمالية بالنفي والاعتراض، بحجة أن المفاعل يستهدف توفير المزيد من خدمات الطاقة الكهربائية السلمية للمواطنين. جون إم. جليونا - سؤول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©