طرابلس (وكالات) - تجددت المعارك العنيفة أمس بين الثوار الليبيين والموالين للعقيد الليبي الهارب معمر القذافي بالقرب من باب العزيزية وحي ابو سليم المجاور في طرابلس حيث ارتفعت سحابة كثيفة من الدخان وسط أصوات إطلاق رشاشات خفيفة وثقيلة وانفجار قاذفات مضادة للدروع وقذائف هاون.
وخلا العديد من الطرق وسط طرابلس بسبب انتشار عشرات القناصة الموالين للقذافي. وقال قائد إحدى مجموعات الثوار نوري محمد “هناك قناصة على المباني خارج مجمع العزيزية..انهم بالعشرات ولا نعرف اين يتمركزون..عملنا لم يكتمل بعد ثمة جيوب لقوات القذافي”.
وقال متحدث باسم الثوار إن قوات موالية للقذافي موجودة في حي أبو سليم قصفت باب العزيزية ومنطقة المنصورة ومنطقة أخرى قرب فندق ريكسوس. في وقت جالت دوريات للثوار الشوارع بحثا عن مقاتلين تابعين للقذافي وتمت إقامة حواجز وسط استمرار تعرض مواقعهم على طريق المطار لقصف القوات الموالية للقذافي.
وقالت مصادر المجلس الانتقالي “إن المعارك في طرابلس أسفرت عن مقتل اكثر من 400 شخص وجرح الفين منذ بدء الهجوم السبت”، كما أشار الى اعتقال 600 من جنود القذافي”.
وذكرت مصادر أمنية أن الثوار استولوا على قاعدة عسكرية في زوارة غربي طرابلس يطلق عليها اسم “مزرق الشمس”. كما واصلوا شرقا تضييق الخناق على سرت (مسقط رأس القذافي ومعقله) وسط بدء محادثات مع القبائل المحلية للاتفاق على دخول المدينة بشكل سلمي.
وواجه الثوار مقاومة غير متوقعة من القوات الموالية للقذافي في بن جواد (شرق) عرقلت نسبيا زحفهم نحو سرت. وقال قائد الثوار على الجبهة الشرقية فوزي بوقطيف “لقد فوجئنا بالأمر بعد ان كنا نعتقد انهم سيستسلمون اثر سقوط مقر القيادة العامة في طرابلس”.
وأوضح بوقطيف “ان قوات القذافي أقامت منظومة كاملة من الخطوط الدفاعية لقطع الطريق الى سرت، ولم ترد بعد على عروض التفاوض”. لكن مع ذلك، اعتبر المتحدث العسكري باسم الثوار احمد عمر باني أن السيطرة على سرت مسألة وقت. وأضاف “أن المسلحين الذين يسيطرون على سرت يرفضون المشاركة في المفاوضات الجارية بين زعماء القبائل والثوار”.
وابدى باني ثقته في السيطرة قريبا على مدن الجنوب الغربي التي لا تزال في ايدي قوات القذافي والتي تشكل مركز اتصال بين النيجر وتشاد والجزائر. فيما قال المتحدث العسكري باسم الثوار العقيد عبد الله أبو عفارة لقناة الجزيرة التلفزيونية إن القذافي وأنصاره فقدوا السيطرة على 95 في المئة من ليبيا وإن حكمه انتهى.
الى ذلك، أعلن نائب مدير المخابرات الليبية اللواء خليفة محمد علي أمس ولاءه لقوات الثوار التي تقاتل القذافي، وقال إنه يضع نفسه في خدمة الشعب ويدعو القادة والجنود أبناء ليبيا الى الانضمام الى “ثورة 17 فبراير”.
وقال وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي في مقابلة مع تلفزيون “تشانل فور نيوز” البريطاني أن الحرب الأهلية في ليبيا انتهت فعليا. وسئل أن كان الصراع انتهى فقال “نعم هذا ما أراه”، واضاف مشيرا الى المقاتلين الموالين للقذافي “لو كنت المسؤول لقلت لهم ضعوا السلاح”.
عدد اليوم
