من دبي 'دانة الدنيا' وشاغلتها، التي تحولت خلال فترة قياسية إلى مدينة عالمية تنافس أكبر العواصم الأوروبية شهرة في إقامة المهرجانات الفنية وعروض الأزياء، قدم المصممّ العالمي فيرن وان، من دار "أماتو" للأزياء، مجموعته الجديدة الأولى لموضة الملابس الشرقية، ليرسم عبرها آفاقا عالية من الرقي والجمال، ويؤطر من خلالها رؤيته المتفردة لأناقة المرأة العربية المعاصرة.
أزهار البياتي (دبي) - عبر تشكيلة ساحرة من أفكاره المبتكرة وخطوطه المتكلفة أخذنا المصمم فيرن وان معه في رحلة شيقة من الخيال، لينقلنا معه إلى زمن الماضي الجميل، ويمر بنا على عصر الجواري والقصور، وحيث كانت النساء آنذاك تلف بأمتار وأمتار من الحرير والديباج، وتتألق بأطياف من الأحجار الكريمة والمجوهرات.
ألف ليلة وليلة
جاءت باقة وان الجديدة لموضة الملابس الشرقية، بنماذج وأيقونات رفيعة المستوى لناحيتي براعة الفكرة وأسلوب التنفيذ على حد سواء، مستوحيا استشراقات جميلة من ليالي الشرق القديم، وكأنها إعادة حية لمشاهد لوحات المستشرقين، مبتدعا عبر كل تصميم منها قطعة فنية من الخياطة الراقية، جامعا من خلالها عناصر جذابة من ملامح التكلف مع الفخامة، الرقي والغنى، حيث شكلت جميعا في المحصلة النهائية سمفونية عذبة تعزف على أوتار قصص وحكايات مستوحاة من ألف ليلة وليلة.
حول نهجه في تصميم هذه المجموعة الخاصة يقول وان “لطالما كان عالم الشرق القديم يمثل لي شغفا وكنوزا من الإبداع والجمال، بكل ما يحتويه من فنون وجنون وحرارة ألوان، فيثير في داخلي عاطفة لأحلم وأسرح معه في فضاء الخيال، وأغرف من أسراره الدفينة وغموضه الآسر، مع حكاياته المثيرة، فأرسم أنماطا من الأزياء تشي بالأصالة والترف والدلال”.
ويتابع “لعل أجمل ما يميز الزي الشرقي ويجعله صالحا لكل زمان ومكان، بل وحتى مرغوبا من كل نساء العالم بلا استثناء، هو ذلك المظهر الملوكي البعيد المنال، وتلك الخطوط الانسيابية الجميلة التي تلف أجزاء الجسد بحنان، فتنسجم بتناغم مع حنايا القوام، مظهرة جمالياته بإثارة مدروسة، وغواية مستترة، وفتنة غامضة، وكأنها أثواب صنعت خصيصا لتحتفي بالمرأة وتبجلها كما ترغب وتستحق”.
من وحي الشرق
بحرفية عالية ولمسات ماهرة من الشك اليدوي زخرف وان قطعه الشرقية، مطرزا كل نموذج منها بنقوش ناعمة من الزخارف النباتية والفنون الإسلامية، مميزا إياها بغرز متقنة من خيوط البريسم والحرير، يتخلله شغل بديع وترصيع بالأحجار الملونة مع حبات الكريستال، مركزا على إظهار منطقة الصدر على وجه التحديد بكل غنى وثراء، بالإضافة إلى تطويق الخصر مع تأطير الحواف والأطراف، حيث ينساب الثوب على القوام بكل نعومة وترف، فيلف انحناءاته ويقولب تضاريسه بحرية وراحة.
وعبر تشكيلة متنوعة من الأقمشة والخامات الوثيرة والهفهافة كان أبرزها أنواع من الحرائر الطبيعية والشيفونات الرقيقة مع الدانتيلات الفرنسية، ميّزها المصمم بأحزمة محبوكة ومشغولة باليد بمطرزات البريسم والأحجار، ومنتهية بضفائر حريرية مجدولة وفرنشات “شرابات” كبيرة، تذكر بطراز وأسلوب القفطان المغربي التقليدي.
إلى ذلك، يقول وان “جاءت مجموعة أزياء “سحر الشرق” لتتراوح بين طرازين، الأول خرج بإلهام من وحي الأثواب العربية والجلابيات الخليجية بكل ما تحمله من خصوصية وفن وجمال، والآخر استوحيته من الشكل الكلاسيكي للقفطان المغاربي الأصيل، مضيفا على كل ذلك شيئا من بنات أفكاري ورؤيتي الخاصة للملابس الشرقية، بحيث أبتكر في النهاية قطعا وموديلات شديدة الأناقة والتكلف”.
فضل وان لهذه الباقة الشرقية مسطرة جذابة من الألوان النابضة بالحياة، من تلك التي تضاهي الأحجار الكريمة رونقا وبهاء، موظفا منها ظلالا وتدرجات لونية قوية ولافتة، تستقطب النظر وتشد الانتباه، لاعبا على وتر تجاذب الأضداد، مطعما الغامق بالفاتح، وكاسرا القوي بالناعم، ومثيرا الهادئ بالجريء، لتخرج كل ألوانه كمزيج مثير وجذاب لأبعد الحدود، وكأنها موجات متناغمة من الفضاءات الملونة، والتي تأخذك معها لتعلو وتنخفض وتقوى وتضعف برتم أكثر أو أقل حرارة وحيوية، مطعما زي الحرير المشمشي بأحجار الفيروز الأزرق، ومزخرفا الشيفون الأزرق بمطرزات الزمرد الأخضر، وراسما على القفطان الوردي بتمرد الياقوت الأحمر، مع الكثير والعديد من التفاصيل الصغيرة هنا وهناك، واللعب بأطياف الضياء والظلال والتي لم تخل بطبيعة الحال من زخم متألق لكريستالات سواروفسكي بعدة أشكال وأحجام.
عدد اليوم
