الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العمل الصالح للبلاد والعباد شرط لصحة الإيمان

العمل الصالح للبلاد والعباد شرط لصحة الإيمان
22 أغسطس 2013 20:48
تعطيل بعض القيم المهمة التي تعبر عن روح الإسلام، معضلة حقيقية في مجتمعاتنا، وهو ما يهدر مقاصد الدين الحنيف الذي لا يكتفي فيه بالإيمان وحده، بل لا بد من انعكاس هذا الإيمان على أفعال المسلم، وتصرفاته، وأخلاقه، بدلاً من إهدار وتعطيل لقيم العمل والوقت، والعلم والحوار، حيث أكدت الشريعة الإسلامية أهمية تلك القيم بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية. عمرو أبو الفضل (القاهرة) - يعد الإيثار وسلامة الصدور والاعتذار والحلم وحسن معاملة الرجل للمرأة والحياء والتسامح والثقة والنظام وعدم التعصب واحترام الآخر، قيماً دافعة للنهضة وتحمى المجتمعات وتصونها من أخطار الفتن والشقاق. ويقول الدكتور حسين شحاتة الأستاذ بجامعة الأزهر إن الإيمان والتقوى والخوف من الله من أهم الأسس التي ينهض عليها المجتمع، مبينا أن منهج الإسلام بناء الإنسان وتربيته والارتقاء به خلقياً ووجدانياً وبدنياً وزرع التقوى والخوف من الله بداخله، لأن كثيراً من المشكلات لا تحل إلا بالأخلاق مثل مشكلة الإنتاج والإنتاجية، إذ نجد أن الإخلاص في العمل ابتغاء وجه الله غائب لأن عدم الخوف من الله تعالى هو أساس نقص الإنتاجية، وإذا احتسب الرجل جهده عند الله سبحانه وتعالى وأن الله سوف يعوضه وأن جهده ذهب لأخيه لانتهت المشكلة وتبدل الحال إلى الأفضل مصداقا لقوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا ...)، «الأعراف، الآية 96». الأفكار التواكلية وأوضح أن الإسلام ميز بين التوكل والتواكل، وحرص على إيضاح حقيقة أن الإنسان مسؤول ومكلف وانه بالجهد والعمل والإصرار والتحدي يمكن أن يحقق كيانه ووجوده، مبيناً أن هيمنة الأفكار التواكلية ساهمت في قعود الأفراد عن البذل والاجتهاد والركون إلى السلبية والاستسلام للعوامل الخارجية والأقدار وتقبل المصير من دون العمل على امتلاك القوة والتزود بالأسباب التي تحقق النماء والخير. وأشار إلى أن قيم الإسلام ترفض الاتكالية وتحض الإنسان على طلب العلم والبذل والعطاء ليغير واقعه ومجتمعه، مؤكداً أن النصوص الشرعية في القرآن الكريم والسنة تؤكد على أهمية العقل والفعل والإرادة الإنسانية، والتاريخ الإسلامي حافل بالأدلة والأمثلة المشرفة التي تكشف بقوة عن أهمية تضافر الجهود وإعداد القوة والأخذ بالأسباب وامتلاك العلم والمعرفة لبناء المجتمع وزيادة منعته وقوته. روح الشريعة وأكد أن الأمة في أمس الحاجة لإعادة بناء وعي ديني أكثر أصالة وتوافقا مع روح الشريعة ينزع التواكل والقدرية والتواكلية من النفوس والمجتمعات، محذراً من الأفكار الهدامة الدخيلة التي نجمت عن الغزو العقائدي والثقافي الوافد من بلدان غير إسلامية تحت دعاوى الحداثة والتمدن الزائفة. وقال إن مجتمعاتنا تعرضت لهجمة ثقافية وفكرية شرسة تسببت في انحطاط الأخلاق وتفكك المجتمعات وخلق مشاكل اقتصادية مهولة، معتبراً أنه يجب مواجهة هذه المشكلات بالإيمان والأخلاق والعمل على إيجاد الإنسان السوي المؤمن التقى الصالح الصادق المخلص لأخواته في الله وتأكيد النزعة العقلانية الإسلامية في مجال فهم الكون والعالم والإنسان بما يؤكد قيم الاجتهاد والمجاهدة ودور الإنسان في بناء الكون والعالم. معوقات النهضة ويضيف أنه إذا تحلى الإنسان بالاقتصاد في الإنفاق والتبذير وأكل أموال الناس بالباطل مثل الرشوة لأدى إلى توفير ما يزيد على 30 في المئة من النفقات سواءً في العمل أو الوزارة أو المصنع أو الحكومة وعاد النفع على المجتمع كله، مشدد على ضرورة العمل على تغيير النزعة التواكلية التي تشكل معوقا من معوقات النهضة والانطلاق في المجتمعات. ويقول الدكتور أحمد فؤاد باشا المفكر الإسلامي المعروف إن الإسلام دين شامل وضع منهجا متكاملا لتعمير الكون وسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، حيث يمتزج الهدف والغاية من الفرائض ومتطلبات الحياة، وهو عبادة الله سبحانه وتعالى وعمارة الأرض، مبيناً أن المجتمع المسلم لا يعرف الفصل الجامد بين الدين والدولة، ويتضح هذا بجلاء في وظيفة الدين ومقاصده وفي منهج رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم. مصالح الناس ويوضح أن تحقيق مصالح الناس والحفاظ عليها من مقاصد الإسلام الهادفة إلى جلب المصالح ودرء المفاسد، مشيراً إلى أن كل غايات الدين الحنيف تشييد الحياة الإنسانية على القيم الرفيعة الفاضلة وتسخير الماديات لتحقيق الخير العام والنفع للبشرية ولهذا جعل تحقيق مقاصده ضرورات للعباد. وقال إن عظمة الإسلام تتجلى في حضه على المحافظة على الضرورات للازمة للإنسان وتأكيده على حماية الإرادة والكرامة الإنسانية والحريات، موضحاً أن الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب المثل في تأسيس المجتمع على قيم الإيمان والصلاح والتقوى والبذل والعمل والأخذ بالأسباب. ويؤكد أن هذه القيم تحمى المجتمعات وتصون أمنها وسلامتها وتدفعها للمشاركة بقوة في التقدم الإنساني ونشر الفضائل والدفاع عن العدل والحقوق، معتبراً أن الأمة خسرت وتراجعت عندما أهملت بث القيم الدافعة للنهضة والتقدم ولم تحسن استغلال طاقات وملكات الأفراد وتوظيفها لبناء المجتمعات وزيادة منعتها وتماسكها وتحقيق تطورها ونموها في المجالات كافة. وأضاف أن التقدم لا يأتي إلا بتحصيل المعارف واكتساب العلوم النافعة والعمل الجاد والتخطيط المتقن والتفاني والبذل وكلها قيم إسلامية أصيلة ينبغي على الأمة الاهتمام بها حتى تحقق اكتفائها الاقتصادي والغذائي وتمتلك إرادتها ويكون لها مساهماتها المعتبرة في مجالات العلم والصناعة فتؤدي أمانتها وتكتسب احترام العالم. منظومة الأخلاق ويقول الدكتور مصطفى الدميري الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر إن الأمة أهدرت منظومة الأخلاق الحضارية وابتعدت عن الشروط الثقافية للتقدم نتيجة قيم النهضة في مجتمعاتنا، مؤكداً أن الإصلاح والانبعاث الحضاري يتطلب أن يتم التركز على منظومتي الأخلاق والثقافة حتى تستعيد الأمة مكانتها بين الأمم الناهضة. وأشار إلى أن الإسلام حرص على إبراز دور العلم في تمكين الإنسان من الاستفادة من خيرات الكون الوفيرة، موضحا أن الدولة الإسلامية حققت وحدتها وتقدمها وقدمت للإنسانية مساهمات حضارية في المجالات كافة، حين أدركت أهمية التخطيط على أسس علمية مصداقا لقوله تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا * لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا)، «نوح، الآيتان 19 - 20». وقال إن الدين الحنيف حض على العمل الجاد لتعمير الكون والاستفادة من النعم والماديات لصنع التقدم والحضارة، موضحاً أن مقاصد الإسلام تحرير الإنسان من الفقر والعوز والاحتياج المزل وحتى لا يكون عالة بإعلاء شأن قيمة العمل وضرورة اختيار الإنسان المجال الذي يسره الله له.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©