سجن 7 نجوم لتأهيل وإصلاح النزلاء ورعايتهم عقب الخروج
تحقيق - سامي أبوالعز:
حصلت الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية بدبي على شهادة الأيزو ''2000-''9001لتحقيقها مقاييس عالمية في الجودة والتميز وتطبيق المعايير الدولية لحقوق الإنسان في التعليم والرعاية الصحية والمسكن والمأكل والملبس للنزلاء، وتطبيقها التقنيات والأساليب الحديثة في الأداء والمعاملة ·
وقال العميد خميس سعيد السويدي مدير الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية بالنيابة إنه بناء على الرؤية الثاقبة والسديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي فقد عملنا في شرطة دبي وفقا لهذه التوجيهات التي حققنا على ضوئها كل هذه الإنجازات ،مضيفا: لما كانت هندسة أبنية السجون لا تتفق ولا تتناسب مع الفلسفة العقابية الحديثة، ونظراً لأن السجون كانت تضم العديد من المجرمين الخطرين كالقتلة وتجار المخدرات، فقد أصبحت غير مناسبة ولا تتماشى مع الأفكار الحديثة في علم العقاب، لذا بدأ التفكير بصورة جادة، فرسمت الخطط وكرست الجهود إلى ضرورة إنشاء سجن حديث تتوافر فيه كل مقومات الحياة الحديثة والكريمة، ويتفق مع الخطوط العامة للسياسة العقابية الحديثة وأبعادها المختلفة سواء الفنية منها أو الهندسية أو الإدارية أو البشرية، وفي نهاية المطاف أثمرت الجهود وتم الاتفاق على إنشاء سجن دبي المركزي وبدأ العمل فيه عام ·1973
وأضاف : وطبقا لرؤية القيادة العامة لشرطة دبي التي تولي اهتماماً خاصاً لهذه المؤسسة الحيوية، بدأت في إنشاء سجون حديثة بمنطقة العوير تواكب التطور السريع وتتوافر فيها كل التقنيات الحديثة الضرورية التي تتوافق مع النظريات الحديثة في مجال علم العقاب، التي تنادي بالحد من قسوة العقاب والاهتمام بشخص المحكوم عليه ·
تأهيل وإصلاح
وكشف مدير الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية بالنيابة أن استراتيجية الإدارة المنبثقة من استراتيجية القوة تهدف إلى تأهيل وإصلاح النزلاء، من خلال مكان أكثر ملائمة للإصلاح والتأهيل والأحسن معاملة وصونا واحتراماً للنزيل،موضحا أن الإدارة تعمل من أجل إصلاح النزيل وتمكينه بالتأهيل ليجد بعد خروجه من السجن إلى المجتمع سبيل، موضحا أن الإدارة تهدف إلى تأهيل المنتسبين،وإصلاح النزلاء،وخفض نسبة العودة للسجن،تطبيق المعايير الدولية في رعاية النزلاء·
البيئة الآمنة
أوضح المقدم طارق أحمد كلنتر مدير إدارة سجن الرجال أن إدارة المؤسسات الإصلاحية والعقابية بدبي وفرت البيئة الآمنة للنزلاء داخل المؤسسة حيث تم التصنيف بتقسيم سجون المؤسسة إلي سجن للرجال وآخر للنساء وقسمي الأحداث لكل من البنين والبنات، وسجن آخر للجنح والمخالفات ،وتقوم الإدارة بتصنيف النزلاء حسب القضايا المتوائمة لعدم الخلط بين النزلاء وحتى لايتم نقل الأساليب الإجرامية من شخص لآخر، موضحا أنه يتم فحص النزلاء عقب دخولهم عبر بطاقات ذكية تكشف المرض وتاريخه،وأن الأشخاص الخطرين جدا يتم حجزهم في مبنى العزل حتى يصلوا إلى مرحلة العلاج·
ونظمت الإدارة عدة برامج من بينها برامج علمية تهدف إلى رفع المستوى التعليمي لدى النزلاء، وتنمية المهارات والمواهب لديهم بما يتناسب مع تغيير نظام حياتهم داخل السجن، وشغل أوقات فراغهم بما هو مفيد ونافع لحياتهم العملية القادمة، مؤكدا أنها لم تهتم بشغل أوقات فراغهم فقط إنما اهتمت بديننا الحنيف فقامت بوضع برامج دينية من أهدافها تغذية النزلاء روحياً ·
مركز التأهيل
كشف الرائد أحمد راشد السعدي مدير مركز التدريب والتأهيل أن نسبة من يعودون إلى السجن قليلة جدا خاصة بعد إدخال إدارة التعليم التي فعلت البرنامج الديني والبرنامج التثقيفي والمحاضرات ما أحدث ثورة في المؤسسات العقابية جعل نسبة العودة ضئيلة مقارنة بالإفراجات التي تتم والذين ينحصرون غالبا في متعاطي المخدرات·
وأضاف:قمنا بالتنسيق مع التحريات بخصوص الرعاية اللاحقة التي تساعدنا في خفض نسبة العود، ولدينا الآن مركز تدريب مفتوح لكل من يريد العلاج من هذه الآفة، علما أن العلاج يتم في سرية كاملة لإعادته سليما للمجتمع، فكل ما يُطلب منه هو الاتصال بالمركز حتى يبدأ العلاج فورا· وأوضح السعدي:أن الذين يرغبون في العلاج ويأتون بإرادتهم ، ولم يتم ضبطهم عن طريق الشرطة يعفون من العقوبة طبقا للمادة43 من قانون مكافحة المخدرات الاتحادي والمواد المؤثرة بالعقل ، موضحا أن 197 شخصا دخلوا إلى المركز خلال الثلاث سنوات الماضية من تلقاء أنفسهم للعلاج، وأن المركز حقق إنجازا غير مسبوق في تأهيل وتوظيف خريجي المركز، وذلك من خلال توظيف ما يقارب من 37 منتسباً خلال السنوات الأخيرة·
سجن النساء
وتقول الرائد فوزية الملا مدير سجن النساء إن السجن يحتوي على حضانة لرعاية أبناء الأمهات النزيلات ، ورعاية الأمهات الحوامل نفسيا واجتماعيا وصحيا·
وأشارت إلى أنه تم إعداد تصنيف للنزيلات داخل السجن بحيث يكون لفئة المواطنات نظام خاص تم تفعيله يضم برنامجا للرعاية اللاحقة لضمان عدم العودة للجريمة مجددا، وأوضحت أن نسبة النزيلات من المواطنات تتراوح مابين 2إلى3%في حين تمثل الجنسيات العربية نسبة 4-5% والباقي من جنسيات آسيوية وأفريقية وأوروبية، وأن بين النزيلات نزيلة مواطنة متهمة بتعاطي المخدرات ، وكانت قد خرجت إلا أنها عادت مجددا بعد تعاطيها جرعة جديدة حيث ألقي القبض عليها·
وأشارت مديرة سجن النساء إلى وجود برنامج تأهيل مميز للنزيلات بحيث تؤهل النزيلة بعد انقضاء مدة العقوبة للعمل في وظيفة أو مهنة ، وأوضحت أن الإدارة استطاعت مؤخرا إجراء تسوية لإحدى النزيلات حيث تم الإفراج عنها بعد خفض قيمة المطالبة المالية عليها من 600 ألف درهم إلى 290 ألف درهم·
غرفة العمليات
يتحكم في مباني المؤسسة التي شيدت وفقا لأحدث التقنيات الدولية غرفة العمليات والتحكم التي تتكون من 8 شاشات عرض ،و5 شاشات تحكم،وشاشة للتحكم في نظام التكييف ومنبه للحرائق ·
ويوضح الملازم أول أحمد خوري مسؤول غرفة العمليات أن الغرفة تخصصت في حراسة كافة السجون ، والإشراف على جميع أفراد الشرطة بها، حيث تتم الحراسة على مدار اليوم كاملا بطريقة ''الشفتات'' ، موضحا أن كاميرتين تختصان ''بالأنتركم'' حيث يستطيع أي سجين عن طريق الضغط على الزر الاتصال بالشرطي الذي يقوم بالرد فورا خلال 30 ثانية، وفي حالة عدم الرد تتحول المكالمة تلقائيا إلى الضابط المناوب، وإذا كان مشغولا تتحول إلى غرفة العمليات خلال دقيقة واحدة، في واحدة من أفضل الأنظمة على مستوى العالم ، والتي تتيح الاتصال بأي سجين في أي وقت بزنزانته،كما أن هناك شاشة للتحكم في كافة أبواب السجن عن طريق اللمس أو الكيبورد، كما أنه من خلال تلك الشاشة يتم التحكم بجميع المداخل والمخارج، موضحا أن إدارة المؤسسة لم تسجل أي حالة هروب حتى الآن· وأوضح الملازم أول أحمد خوري أن شاشة التحكم الخامسة خاصة بكاميرات المراقبة المتوفرة في جميع البوابات الرئيسية والداخلية ، وساحة السجن بشكل عام ، وداخل الزنازين، والتي تبلغ 490 كاميرا،موضحا أن شاشات العرض الثمانية تراقب السجن وأسواره، وأن إحداها تطوف على جميع الكاميرات خلال 25 دقيقة، مؤكدا أن جميع الأشياء التي تراقبها الكاميرات مسجلة لمدة ستة أشهر ، وهناك احتمال أن يتم تطوير التسجيل ليصل إلى عام كامل·
تسويات مالية
أوضحت لطيفة بن خادم الأخصائية النفسية بسجن الرجال أنه تم التوصل من خلال المساعي والجهود التي قامت بها من الحصول على تسويات مالية من العديد من الجهات لصالح نزلاء منها الحصول على تنازل من بنك المشرق لصالح أحد النزلاء، وأيضا تنازل من مصرف الإمارات الإسلامي لنزيل عن مبلغ 170 ألف درهم ، والتوصل مع شركة تأمين لخفض مبلغ مطالبة مالية من 90 ألف درهم إلى 15 ألف درهم حيث قمنا بتوفير المبلغ من إحدى الجهات الخيرية وأفرج عن النزيل· وتوضح لطيفة بن خادم أنه تم الحصول عن تنازلات عن أشخاص بقيمة 400 ألف درهم لصالح نزيل آخر، وكذلك التوصل مع إحدى الجهات الحكومية لدفع الدية المطلوبة عن أحد موظفيها بقيمة 200ألف درهم، خاصة وان الحادث وقع رغما عن إرادة النزيل نتيجة انفجار إطار المركبة· وأشارت إلى أنها سعت في حل مشاكل 7 نزلاء بينهم مواطن تتعلق بقضايا الديات مع شركات التأمين
إلى ذلك قامت المؤسسة العقابية بدفع مبالغ تسوية وصلت إلى 23 مليون درهم بجهود المؤسسة للإفراج عن النزلاء في القضايا المالية والديات، وناشد كل من يرغب في التبرع الاتصال على رقم ·2138888
أول سجون دبي
يعد أول مبنى استخدم سجناً في إمارة دبي هو قلعة الفهيدي مقر متحف دبي الحالي، وكان يودع فيه كل المحكومين والموقوفين حتى الأشخاص العاقين لحقوق الوالدين يحجزون في هذه القلعة، لأن المجتمع في ذلك الوقت كان ينظر بحساسية شديدة إلى تلك الأنماط من السلوك، على أنها خروج عما رسمه الدين وأقره الشرع·
في منتصف الخمسينات وفي البدايات الأولى لتشكيل المحاكم في إمارة دبي، أوكل لجهاز الشرطة الذي كان إنشاؤه في الفترة نفسها تقريباً مهمة حفظ الأمن وإدارة السجون فاستخدمت قلعة نايف كأول سجن في إمارة دبي تحت إشراف وإدارة قيادة الشرطة، وتم الاستغناء عن قلعة الفهيدي بعد أن ظهرت على جدرانها وأسقفها بعض الشقوق، وفي الستينات ازدادت الحركة التجارية والصناعية في إمارة دبي، مما أدى إلى توافد الكثير من الأيدي العاملة الباحثة عن العمل، وترتب على ذلك زيادة عدد السكان وبروز ظواهر اجتماعية غير معروفة وارتفاع معدل الجريمة·
إسلام 120 نزيلاً ونزيلة
أعلن المقدم طارق كلنتر مدير إدارة سجن الرجال عن إسلام 120نزيلاً ونزيلة داخل المؤسسة العقابية خلال الفترة الماضية نظرا للمعاملة الحسنة التي يتلقونها داخل المؤسسة، مشيرا إلى أن المسلمين الجدد يتلقون رعاية خاصة بالتنسيق مع هيئة الأوقاف والعمل الخيري،وأوضح أن نزلاء المؤسسة تبرعوا لضحايا الحرب على لبنان في بادرة كريمة من جانبهم·
معايير دولية
وحول المعايير الدولية المطبقة في رعاية النزلاء داخل الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية قال النقيب عادل جمعة مبارك مدير إدارة الإمداد والتجهيزات ومنسق الخطة الإستراتيجية إن الإدارة طبقت بدقة فائقة المعايير الدولية في جميع أمور النزلاء حيث جعلت النزلاء داخل الزنزانة الواحدة لا يتعدون ستة أفراد،كما وفرت لهم الرعاية الصحية المتكاملة، والجو الصحي والتكييف،والتشميس من خلال تعرض النزيل للشمس على فترات متوالية خلال اليوم،والتعقيم حيث تعد المؤسسات العقابية بدبي هي الدولة الوحيدة التي تطبق نظام التعقيم في السجون ،مضيفا أن الإدارة وفرت للنزلاء عمليات نقل آمنة في باصات خاضعة للصيانة الدورية،كما أن المبنى أنشئ بطريقة تجعل هواءه في تجدد دائم ومستمر·
عدد اليوم
