الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حمى الذهب تجتاح جنوب أفريقيا

حمى الذهب تجتاح جنوب أفريقيا
4 نوفمبر 2006 23:41
إعداد ـ محمد عبدالرحيم: قبل عام سادت الاضطرابات والفوضى منجم بوفلسوفنتين أحد أكبر مناجم الذهب في جنوب أفريقيا بعد أن تم إنهاء خدمة أكثر من 6 آلاف عامل بسبب حجم الخسائر المتكبدة· أما اليوم، فقد عادت الحياة إلى المنجم تحت إدارة شركة سيمز آند جاكز مانيز، المالك الجديد؟· وأصبحت مكامن الذهب، التي اعتبرت في السابق أنها تستلقي على أعماق بعيدة جداً تحت رمال الصحراء الجافة، فجأة ذات جدوى اقتصادية واعدة· وباتت هذه الشركة الجديدة التي تتخذ من العاصمة جوهانسبرج مقراً لها تتطلع إلى التوسع عبر البدء في تعدين الذهب واليورانيوم بكميات كبيرة· وقال ديون فان دير ميشخت مدير العمليات في شركة سيمر ''أصبحنا نشهد اندفاعاً هائلاً جديداً نحو الذهب أشبه بتلك الفورة الجامحة التي حدثت في الغرب الأميركي في العشرينات من القرن الماضي''· وكما ورد في صحيفة الـ''وول ستريت جورنال'' مؤخراً فبعد سنوات من انخفاض الإنتاج بدأت مناجم الذهب في جنوب أفريقيا تشهد عودة قوية وزخماً غير مسبوق بفضل ارتفاع أسعار السلع الذي تزامن مع ضعف قيمة الراند بحيث شرعت شركات التعدين في تجديد وإنعاش المناجم المغلقة والحفر إلى أعماق بعيدة في عمليات التعدين الحالية أواستكشاف مواقع جديدة· وتلقت هذه النهضة التي شكلت دفعة قوية لشركات التشغيل الصغيرة الحجم مثل شركة سيمر تلقت إسناداً إضافياً في هذا الشهر عندما عمدت حكومة جنوب أفريقيا إلى تعديل مشروع قانون التعدين المقترح بحيث تمخض عن تخفيض رسوم الضرائب على المناجم الصغيرة بهدف تجنب إغلاقها· يذكر أن الذهب تم اكتشافه لأول مرة بالقرب من جوهانسبرج في عام 1873 قبل أن يتضح أن احتياطيات حوض ويتوارسراند الذي يحيط بالمدينة يحتوي على أكبر مكامن الذهب في العالم· واستطاعت جنوب أفريقيا تجاوز الولايات المتحدة كأكبر منتج للذهب على الإطلاق بحلول عام 1898 وظلت منذ ذلك الوقت تساهم بحوالي 35 في المئة من اجمالي إنتاج الذهب العالمي· وشهد عام 1970 أكبر العمليات الإنتاجية في التاريخ عندما تم تعدين أكثر من 1000 طن متري شكلت حينها أكثر من ثلاثة أرباع إنتاج الذهب العالمي· وتراجع إنتاج الذهب إلى النصف أثناء العقد الماضي بعد أن فشلت شركات التعدين في استخراج الاحتياطيات الأكثر سهولة في عمليات الاسترداد· وتوجد باقي احتياطيات الذهب في جنوب أفريقيا في أعماق بعيدة تصل في بعض الأحيان إلى خمسة كيلومترات تحت الأرض وهو المستوى الذي يمكن أن تبلغه تقنيات التعدين التقليدية الحالية كما يشير ديفيد باتلر في البحث الذي أجرته مجموعة كازينون الاستثمارية· وعندما بدأت الراند، عملة جنوب أفريقيا تشهد المزيد من القوة في عام 2002 شرعت شركات التعدين في إغلاق المناجم بعد أن آثرت الانتقال إلى أماكن أخرى· أما الآن فقد عادت هذه الشركات مرة أخرى في الوقت الذي بدأ فيه المستثمرون يستشعرون المخاطر في الأسواق الناشئة الأخرى بشكل أدى إلى انخفاض العملة إلى مستوى 7,7 راند مقابل الدولار في الأسبوع الماضي مقارنة بمستوى 5,9 راند مقابل الدولار في العاشر من أبريل الماضي، وتزامن مع ذلك ارتفاع سعر الذهب· ووفقاً لآخر الإحصائيات الحكومية المتوافرة فإن إجمالي إنتاج التعدين في جنوب افريقيا قد شهدت ارتفاعاً بمعدل 2,4 في المئة في أغسطس المنصرم مقارنة بنفس الفترة من العام السابق بدعم من الانتعاش القوي في إنتاج البلاتينيوم والبالاديوم· وشهد إنتاج تعدين الذهب ارتفاعاً محدوداً بمعدل 0,6 في المئة في أغسطس مقارنة بالعام السابق بينما سجل إجمالي مبيعات المعادن في يوليو المنصرم في جنوب أفريقيا مستوى قياسياً بلغ 17,7 مليار راند بزيادة بمعدل 48 في المئة عن الأعوام الماضي ساهم فيها الذهب بمبلغ 3,5 مليار راند· وعلى الرغم من أن بعض شركات التعدين عن الذهب ما زالت تعتقد أن جنوب أفريقيا باهظة التكلفة ما دعاها للاتجاه إلى التعدين في مناطق أخرى مثل مالي وساحل العاج إلا أن العديد من الشركات باتت تتوقع عودة الازدهار القوي للمعدن الأصفر في جنوب أفريقيا خاصة في ظل استمرار ارتفاع أسعاره· وقامت شركة ''ويت ووتر سراند لموارد الذهب'' الناشئة بشراء حقوق مستقبلية تبلغ 142 مليون أونصة من الذهب في جنوب أفريقيا من ثلاث من كبريات شركات الذهب في جنوب أفريقيا، وقال مارك واستشورن المدير التنفيذي لشركة ويت ووتر سراند ''إننا نستهدف الذهب في جنوب أفريقيا حيث بدأت عمليات التعدين أول مرة وحيث لا يزال المستقبل واعداً''· وبالعودة إلى منجم بوفلسوفنتين الذي يقع على بعد 70 كيلومتراً في الجنوب الغربي لمدينة جوهانسبرج نجد أن شركة سيمر آند جاكز لديها طموحات مماثلة بعد أن اشترت المنجم في عام ·2004 أما الآن وبفضل ارتفاع اسعار الذهب فإن شركة سيمر تخطط للاستمرار في عمليات التعدين لفترة 20 عاماً قادمة وفي منجمين آخرين في جنوب أفريقيا· وتأمل الشركة أيضاً في رفع إنتاجها إلى مستوى 365 ألف أونصة من الذهب سنوياً بحلول العام 2012 مقارنة بمستوى 10 آلاف أونصة في عام 2004 عبر تجديد المناجم المغلقة أو الساكنة· وتتوقع الشركة بالإضافة لذلك أن يبدأ منجم بوملسوفنتين في إنتاج كميات ذات جدوى اقتصادية من اليورانيوم بمساعدة من ارتفاع سعر هذا المعدن إلى أربعة أضعافه في السنوات القليلة المقبلة بعد أن عمدت الشركة إلى توظيف عدد من البنوك الاستثمارية لتجميع الأموال اللازمة لتعدين اليورانيوم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©