الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شاب إماراتي يعيد البئر إلى مشهد الحياة اليومية

شاب إماراتي يعيد البئر إلى مشهد الحياة اليومية
23 أغسطس 2013 16:16
من أجل جذب السياح لمنطقة سيح المهب بالمنيعي التابعة لرأس الخيمة وتثقيفهم بالماضي وتراثه، قام الشاب الإماراتي خميس المزروعي بالحفر في الصخور لأجل أن يعيد للناس من الأهالي والسياح مشهد الري من الآبار، وكيف كان “الطوي” مصدرا من مصادر الحياة حيث منه يشرب الناس ومنه يسقون زرعهم، والهدف الأكبر يجده المزروعي في كون هذه الطريقة الأصلية كانت تحافظ على المياه ولم تتسبب في هدرها خاصة بعد أن أصبحت مشكلة المياه من أهم التحديات التي تواجه أصحاب المزارع في إمارة رأس الخيمة. وتاريخيا، كان البئر نقطة توقف القوافل خلال ترحالها، وهو مكان سقي الإبل والمواشي والأغنام، وكان الشعراء قد وصفوا تلك الصور في الكثير من قصائدهم، وتسمى تلك الآبار بأسماء لا تزال باقية إلى اليوم مثل منطقة بدع خليفة الجد وطوي الظواهر أو بدع الظواهر في أبوظبي، وهناك طوي الهباب وهو من أشهر الآبار في دبي. تلك المظاهر لم ينساها أهالي المنطقة وأبناؤهم الذين يسيرون على خطى الأجداد لأن المظهر الحضاري لا يعني التخلي عن الماضي. والبئر التي قام حفرها المزروعي باتت محببة لسكان المنطقة وتذكرهم بالماضي، حيث يجتمع الرجال حولها كما كانوا يفعلون في الماضي، يجمعهم كرم المكان والمشاعر الدافئة التي تنبعث من وجدانهم تجاه بعضهم. ووجد المزروعي أن عليه أن يستغل المساحة المتوافرة قرب منزله بأعلى الجبل كي يعكس صور جميلة يستطيع بوساطتها أن يثقف السياح وخاصة الأجانب، والأجيال الصغيرة من مواطني الدولة بالأدوات والطرق التي استخدامت لمئات السنين من أجل الشرب وري المزروعات. ويؤكد المزروعي أن الأهالي في هذه المنطقة قديما كانوا يزرعون حاجتهم اليومية من الخضراوات التي تكفيهم، وربما يبيع البعض منهم شيئا منها ليصبح لدى الأسرة مبلغ إضافي يعينهم، ولكن اليوم في هذا المكان حلت في تلك الأحواض الأعشاب الطفيلية عوضا عن الخضراوات الموسمية، وقد كان من إنتاج أهل رأس الخيمة الذرة والقمح والقطن وكان يتم تصديره كغلة لدول خليجية، ولكن بمرور الوقت ومع شح الموارد المائية والأمطار وارتفاع أسعار المواد الزراعية لم يعد باستطاعة المزارع أن يستمر في العطاء والإنتاج. وتعد المنطقة من المناطق الزراعية التي كانت تشتهر بإنتاج خصب، ولكن لم تعد كذلك حيث بدأت الأمطار في التناقص من حيث منسوبها وعدد مرات هطولها، ووجد المزروعي أن أفضل طريقة ليعرف الناس قيمة المكان هو أن يستخدم طريقة مبتكرة تجعل ذلك البئر يوفر المياه كي يستخرجها عند الري وعند مجيء الزوار، ومن تلك البئر أصبح بإمكانه أن يروي مزروعاتهم بمقادير محدودة اقتصادية ليعكس فكر الأجداد الذين كانوا خير من حافظ على المصادر الطبيعية. وحول أهمية البئر في حياة الأجداد، يوضح المزروعي أن “الطوي أو البئر كان شريان الحياة ومكانا مناسبا لتجاذب الحديث ولأخذ حمام سريع للسكان وعابري السبيل خاصة في فصل الصيف الطويل حين كان يصب الناس الماء على أنفسهم وعلى أصحابهم وهم بكامل ملابسهم، ثم يستترون لتبديل ملابسهم والعودة لمنازلهم القريبة وتبديلها، وكان لتلك الآبار ارتباط قوي بالحياة اليومية بكافة شرائح المجتمع سواء أهل الصحراء أو الساحل، ورغم أن غالبية هؤلاء يعملون في البحر سواء لصيد الأسماك أو في السفر للغوص أو للتجارة إلا أن لكل بيت بئراً ومن لم يكن لديه يلجأ لشراء الماء من بائع الماء وهو الكندر أو هاويه كما يطلق عليه وهم قلة”. ويضيف “قديما كانت النسوة ينتظرن الأوقات التي لا يذهب فيها الرجال إلى مكان الطوي فيحملن القرب الجلدية أو الأوعية الفخارية، ويحملن ملابسهن أحيانا ليتم غسلها، وخلال تلك العملية يتبادلن الأحاديث ويمرح الأطفال بقربهن”.
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©