الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطعام الطيب الحلال ينير القلب ويقبل الله به الأعمال

الطعام الطيب الحلال ينير القلب ويقبل الله به الأعمال
25 أغسطس 2011 23:15
كان صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتحرون الحلال خاصة في طعامهم ويسألون نبيهم الكريم عنه، وجاء ذلك في عدة مواضع من القرآن الكريم، قال تعالى في سورة المائدة: (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه واتقوا الله إن الله سريع الحساب) «آية، 4». ويقول الدكتور عبدالله سعيد، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: نزلت هذه الآية في عدي بن حاتم وزيد بن المهلهل الطائيين قالا: يا رسول الله إنا قوم نصيد بالكلاب فماذا يحل لنا منها؟ وقيل: سبب نزولها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أمر بقتل الكلاب قال الصحابة: يا رسول الله ماذا يحل لنا من هذه التي أمرت بقتلها؟ فنزلت هذه الآية فأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في اقتناء الكلاب التي ينتفع بها ونهى عن إمساك ما لا نفع فيه. الأطعمة الحلال وفي هذه الآية، يسأل الصحابة نبيهم الكريم عن الحلال من الأطعمة، وكانت الإجابة أنها الطيبات التي فيها نفع ولذة ولا تضر بالبدن أو العقل ويدخل فيها الحبوب والثمار وحيوانات البحر والبر إلا ما استثناه الشارع كالسباع والخبائث، ولهذا دلت الآية بمفهومها على تحريم الخبائث وعلى لطف الله بعباده ورحمته لهم، حيث وسع عليهم طرق الحلال وأباح لهم ما لم يذبحوه مما صادته الجوارح الكلاب والفهود والصقور وغيرها مما يصيد بنابه أو بمخلبه على أن تكون هذه الحيوانات متدربة ولا تأكل من الصيد واشترط العلماء في صحة طعام الصيد ألا يكون مجروحاً من الكلب أو الطير وحرموا المقتول أو المخنوق. كما دلت هذه الآية على جواز اقتناء كلب الصيد وطهارة ما أصابه فم الكلب من الصيد؛ لأن الله أباحه ولم يذكر له غسلا مع اشتراط التسمية عند إرسال حيوان الصيد. ومن الآيات التي تؤكد تحري الحلال في الطعام قوله تعالى في سورة البقرة: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون) «آية، 172». طاعة وتقوى جاء في تفسير السعدي أن الله سبحانه وتعالى أمر عباده بأكل الطيبات من الرزق والشكر لله على إنعامه باستعمالها بطاعته والتقوى بها على ما يقربهم إليه فأمر الله عز وجل عباده بما أمر به المرسلين في قوله تعالى: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا). وفي السنة النبوية، جاءت الأحاديث النبوية لتؤكد أهمية تحري الطعام الحلال وأن أكل الحلال ينير القلب ويرققه، ويجلب الخشية من الله والخشوع لعظمته وجلاله وينشط الجوارح للعباده والطاعة ويزهد في الدنيا ويرغب في الآخرة، وهو سبب قبول الأعمال الصالحة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً». وعن ابن عباس قال: تليت هذه الآية عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً»، فقام سعد بن أبي وقاص وقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة والذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه عمل أربعين يوماً وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به»، فكان سعد رضى الله عنه مستجاب الدعوة. ومن شروط الذبح الحلال التي يجب على المسلم الالتزام بها: أهلية الذابح رجلا أو امرأة وتوجيه رأس الذبيحة باتجاه القبلة والنطق بالبسملة قبل الذبح وأن تكون بآلة حادة وقطع الحلقوم والمريء والودجين لإعطاء الفرصة للدم كي ينساب خارجاً فنحصل على لحم صحي وطاهر. سنن آداب المائدة والأكل والضيافة أكدت السنة وجوب غسل اليدين قبل الطعام لتخليصهما من الأوساخ والتسمية قبل الأكل قال رسول الله: «من نسي أن يذكر الله في أول طعامه فليقل حينَ يذكر: بسم الله في أوله وآخره»، ويجب الأكل باليمين إلا لعذر والأكل مما يليه من الطعام قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك»، قال: وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا طعم طعاماً لعق أصابعه الثلاث وقال: «إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان»، ويستحب الجلوس للأكل ويكره الاتكاء لما ورد عنه - صلى الله عليه وسلم: «لا آكل متكئاً»، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - ينتظر حتى يبرد الطعام قليلاً، ويستحب عدم الإكثار من الطعام، ويجب على الضيف ألا يطيل الجلوس عند المضيف من غير حاجة بعد الانتهاء من الأكل بل يستأذن رب المنزل وينصرف.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©