الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قد أفلح المؤمنون

25 أغسطس 2011 23:15
يسعى العقلاء أولو الفهم إلى جلب المصالح ودرء المفاسد بغية نيل الخير وتحقيق الأمن ولذا نرى كثيراً في كتب الله أن الحق سبحانه يخاطب أصحاب العقول لما تميزوا من حرص على كل فضيلة والبعد عن كل رذيلة وهنا آيات يبدأ فيها المولى سبحانه بفوز محقق وفلاح مؤكد لمن اتصف بصفات معينة فكان أولوا الألباب أسرع الناس استجابة وعملاً قال سبحانه: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) يقول الله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ المؤمنون الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ “سورة المؤمنون”. بدأ الله تعالى سورة المؤمنون بهذه الآيات، والتي في بدايتها حرف تحقيق وتأكيد (قد) والكلمة التي بعدها جاءت بصيغة الماضي ليبين لنا أن الفلاح قد حصل لهم وأنهم عليه في الحال. أولاها: (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) الخشوع في الصلاة إنما يحصل بمن فَرَّغ قلبه لها، واشتغل بها عما عداها، وآثرها على غيرها، وحينئذ تكون راحة له وقُرَّة عين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “حُبِّبَ إليَّ الطِّيب والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة”. أحمد (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) أي: عن الباطل، وما لا فائدة فيه، كما قال تعالى: “سورة الفرقان (سورة رقم: 25)؛ آية رقم: 72” وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا). (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ) المراد بالزكاة ها هنا زكاة الأموال (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) أي: والذين قد حفظوا فروجهم من الحرام، فلا يقعون فيما نهاهم الله عنه. (وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) إذا اؤتمنوا لم يخونوا، بل يؤدونها إلى أهلها، وإذا عاهدوا أو عاقدوا أوفوا بذلك، لا كصفات المنافقين. (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) أي: يواظبون عليها، قال ابن مسعود: سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أيّ العمل أحب إلى الله؟ قال: “الصلاة على وقتها”. وقد افتتح الله بالصلاة، واختتمها بالصلاة، فدل على أفضليتها، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن”. ثم الجزاء والعطاء (أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ* الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة، ومنه تفجر أنهار الجنة، وفوقه عرش الرحمن”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©