الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليلة القدر ليلة مباركة أخرج الله فيها العالم من الجاهلية إلى الإسلام

ليلة القدر ليلة مباركة أخرج الله فيها العالم من الجاهلية إلى الإسلام
25 أغسطس 2011 23:17
ليلة القدر الخالدة، ما أشرفها من ليلة، وما أعظمها من فرصة مجيدة في فضلها، كريمة في سموها، اختارها الله وفضلها على ألف شهر، وميزها بنزول جبريل عليه السلام ومن معه من الملائكة وإلى الأرض قصد ملئها أمناً وسلاماً. - ما سر هذا الفضل الذي حظيت به ليلة القدر؟ لقد أتانا الله من الفضل في هذا الشهر، شهر رمضان، ما لم يؤته أحداً من العالمين، وأكرمنا فيه بكرامات باقية إلى يوم الدين، فهذا الشهر قد اختاره الله تطهيراً للمؤمنين بالصيام، ثم إنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن، يهدي به الله من اتبعه سبل السلام، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ويختار من شهر رمضان ليلة مباركة لنزول كتابه، فأشرقت به قلب رسول الله، وأضاءت جوانب نفسه نور الله، وامتلأ قلبه حكمة من وحي كتابه، هي ليلة مباركة أخرج الله فيها العالم من الجاهلية إلى الإسلام لتتصل القلوب بالله، فتعود يشع الخير من جنباتها، ويبرق الحق من حركاتها، وتتفجر الهداية على محيطها، قال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) “الدخان: 4”، فآية ليلة شملت من الخير ومن البركة، ومن النفع للإنسانية مثل الليلة التي نزل فيها القرآن على رسول الله. - توجد علاقة بين “القدر” وخصوصيات هذه، هل من توضيح لهذه العلاقة؟ سُمى الله هذه الليلة بليلة القدر، أي الشرف والعظمة والرفعة، شرفها الله بنزول الملائكة، وجعلها ليلة أمن وسلام على العالمين (سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)، “القدر، 5”، والسلام كلمة عذبة سائغة جارية على كل لسان، يحرص الإسلام على أن يعيشه كل الشعوب، فمن حقها أن تحيى الحياة الآمنة تحت ظلال المودة والمحبة والصفاء. والملائكة تحتفل بهذه الليلة لتستغفر للقائمين المسبحين. وخصصت ليلة القدر بتعظيم الثواب، بمقدار لا يبلغ قدره أي وقت آخر، فقد جعلها الله خيراً من ألف شهر، خيراً من 83 سنة عبادة، روى مالك أن رسول الله رأى أعمار الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك فكأنه تقاصر أعمار أمته أن لا يبلغوا من العمل مثل الذي بلغ غيرهم في طول العمر فأعطاه الله ليلة القدر خير من ألف شهر (الموطأ)، فالعبادة في هذه الليلة يعظم ثوابها ويربو على مثل العبادة في ألف شهر، فهذه الليلة عطاء من الله، إذ بإحيائها يجد المؤمن راحة نفسية وانتعاشة روحية ويحس أنه قريب من الله، فليجتهد المسلم فيها بالإكثار من العمل الصالح، لأن العمل الصالح يهدي في ذاته إلى الجنة. إنَّ الله الذي كتب علينا صوم هذا الشهر، وحببه لنفوسنا، وأكرمنا فيه بليلة القدر، خير من ألف شهر، وبإنزال كتابه وطهارة الصيام، إن الله شرع في توديع هذا الشهر بأربعة أمور: الأمر الأول: زكاة الفطر، فقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَـمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنْ الْـمُسْلِمِينَ، (البخاري)، إن صدقة الفطر واجبة على كل مسلم ومسلمة، فهي زكاة عن الإنسان وتطهير له، فهي زكاة الإنسان عن ذاته، تشترك في إخراجها الأمة قاطبة، حتى لا يبقى في يوم العيد بيت تظلم جوانبه الخصاصة، حتى تكون فرحة العيد قد شملت كل منزل ودخلت كل أسرة، وفي هذا التشريع تعويد للمؤمنين على القيام بالمشاريع الخيرية الكبرى. الأمر الثاني: إحياء ليلة العيد بالحرص على أداء صلاة المغرب والعشاء والصبح جماعة، وبتلاوة القرآن وبذكر الله وبالنوافل، قال صلى الله عليه وسلم: من أحيا ليلة الفطر وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب، “الطبراني”، ومعنى عدم موت القلب أن يكون قلبه مطمئناً، يوم ترتجف القلوب فرقاً وخوفاً، يجد الطمأنينة والسلام يوم القيامة. الأمر الثالث: صلاة العيد، وهي سنة مؤكدة في حق كل من وجبت عليه الجمعة. وأما الأمر الرابع فهو الاحتفال بالعيد، بإظهار السرور، وإشاعته في البيت والمحيط، فعلى الآباء أن يدخلوا السرور على أبنائهم وأن يشعروهم بأن العيد يوم بشر وتنعم، فقد كان صلى الله عليه وسلم يدخل السرور على أهله في أيام العيد. د. سالم بن نصيرة
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©