وتحقق الحلم

كان الشك يساور أهل الشأن الكروي بشأن إمكان اليمن الشقيق تنظيم بطولة الخليج العربي بنسختها العشرين، لما تناقلته أجهزة الإعلام المختلفة وفي مقدمتها قنوات التلفزة الفضائية من صعوبة الظروف التي واجهها اتحاد الكرة اليمني ومؤسسات الدولة الأخرى، ومحبطات كثيرة برزت في الأفق قبل انطلاق البطولة الخليجية بكرة القدم منها عدم توافر الأمن والأمان وعدم اكتمال إنجاز المنشآت الرياضية الخاصة باحتضان مباريات البطولة، وكذلك الفنادق المخصصة لإسكان الوفود المشاركة في هذا الملتقى الكروي المهم.. وأكثر الشائعات المحبطة للآمال التي عمت الشارع الرياضي نية الاتحادات الكروية الوطنية في المنطقة المشاركة بمنتخباتها الأولمبية بدلاً من المنتخبات الوطنية الأولى. ولكن كل هذه المحبطات أصبحت هواء في شبك بعد أن تضافرت جهود الأشقاء من أجل تحقيق الحلم الكبير.. حلم الاحتفاء بالأشقاء في عرسهم الكروي الذي اعتادوا إحياءه مرة كل عامين، هذا العرس الكروي أصبح عنوان تطور ورقي كرة القدم في منطقة الخليج العربي وهو لايقل أهمية لدى القيادات الرياضية في المنطقة عن بطولات آسيا وأوروبا وكأس العالم.. والكل يعترف بأن بطولة الخليج العربي كانت نقطة البداية أو محطة التحول السريع للنهوض الكروي بصورة خاصة والتطور والإنعاش الرياضي عامة بعد أن أولتها الحكومات والقيادات الرياضية الاهتمام الكبير الذي شمل تشييد أفضل وأحدث الملاعب واستقدام أبرز المدربين العالميين، وإدخال منتخباتها في معسكرات تدريبية متكاملة وإجراء أقوى المباريات أمام الفرق العالمية بالشكل الذي عاد بالفائدة لمجمل الكرة الخليجية التي حققت أبرز الإنجازات العالمية، حيث تمكنت منتخبات الكويت والسعودية والعراق من الوصول إلى نهائيات كأس العالم ومن ثم الفوز ببطولة كأس الأمم الآسيوية. بطولة كأس الخليج العربي العشرون التي تنطلق منافساتها اليوم تكتسب أهمية كبيرة بكونها محطة مهمة لمراجعة الذات لجميع المنتخبات المشاركة التي تنتظرها مهمة أكبر وأوسع، وهي المشاركة في بطولة الأمم الآسيوية التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة بداية العام المقبل، وهي في الوقت نفسه فرصة لتأكيد الجدارة أمام المنتخبات التي سبق أن أحرزت كأس البطولة.. وربما يحدو الأمل المنتخب اليمني الذي جاءت مشاركته للمرة الأولى في البطولة الثامنة عشرة التي استضافتها دولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق هذا الإنجاز والبطولة تقام على أرضه وأمام جمهوره. كلنا في انتظار الانطلاقة، ومعها ستهفو القلوب.. تتابع حلم الخليج، وهو يسطر صفحة جديدة من صفحات العطاء، ويكتب بداية لحقبة جديدة في مسيرة هذا البناء الذي بلغ عامه الأربعين.. أربعون سنة من الإبداع. من الكرة. almla3eb@yahoo.com